حوارات

الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية سعودي عبد الرحمن: لهذه الأسباب (….) نتوقّع نجاح منبر جوبا

 

رؤية الحلو لـ(تقرير المصير)  تُناقِض مفهوم الحركة الشعبية

النظام السابق أجّج المشاكل داخل الحركة وجعلها تتضعْضَع

التناول الإعلامي لشؤون الحركة الشعبية يضر بها وبكيانها

 

في هذا الحوار تطرق الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية، الاستاذ سعودي عبد الرحمن، إلى مجمل القضايا في الداخل والخارج، بجانب سعي الحركة ودأبها لجعل وحدة السودان الخيار الأوحد.

 وأكد سعودي لـ(الصيحة)، أن منبر جوبا سوف ينجح لجدية الحكومة ووجود الفريق أول محمد حمدان دقلو صاحب المبادرات لجمع صفوف الحركات وتوحيدها. وتطرق إلى ما يجري في منبر جوبا وإلى الخلافات بين قيادات الحركة وإمكانية الخروج من تلك الأزمات، مؤكداً أن السودان الجديد، لا زال برنامج الحركة التي جاءت قياداتها للداخل للعمل بجدية للحفاظ على الوضع الجديد. هذا وغيره الكثير في هذا الحوار..

 

*كيف تنظرون لآخر التطورات على الساحة السياسية؟

– تقييمنا للوضع وللأحداث الجارية بين الحرية والتغيير، والعسكري بالمجلس السيادي أنها غير مُرضية للناس، هناك قضايا كثيرة مسؤولة عنها الحكومة، تتمثل في أزمة المواصلات والخبز والتعليم والوقود ومعاش الناس، كلها معضلات أمام المواطن السوداني ووحدته. هذه القضايا هي التي جعلتنا نحمل السلاح، لأننا كنا نراها من صنيعة النظام البائد.

 * إذا كان حملكم للسلاح لأجل الوحدة ورفاه الشعب فَلِم الانقسامات داخل الحركة؟

– الانقسامات وصمة في وجه الحركة الشعبية، وسوف تصير لنا وصمة تاريخية يقابلها أبناؤنا في المستقبل، ونوجه هذا اللوم لكمرد مالك عقار، وعبد العزيز الحلو، ونؤكد لهما هذه المسيرة ليست لكما وحدكما ولا تمثلان وحدكما الشعب السوداني، بل أننا أيضاً كنا شركاء وقيادات، وحملنا السلاح من أجل القضية، وتمردنا على الجيش السوداني وقتها لأجل قضية السودان الواحد الموحد.

*كيف تُدار الشعبية في ظل القيادتين عقار و الحلو؟

– الحركة كانت ولا زالت قيادتها واحدة قبل انفصال الجنوب وإلى الآن، ونحن حتى اللحظة لم ننفصل، لأن الهيكل والسلاح الذي نُسلّح به من الحركة الشعبية الأم إلى الآن، ولا توجد علامة تخص الحركة الشعبية شمال من تلك التي في الجنوب.

*ولكن الصراع بين عقار والحلو مستفحل؟

– هذا الصراع لا نقبله إطلاقاً، لأن جون قرنق عندما كوّن الحركة الشعبية كان هناك جهاز سياسي وجهاز عسكري وفي الميدان كلنا واحد، نمثل القيادة العليا، ونحن في قيادة الحركة الشعبية، نعلم تماماً بأن كمرد مالك عقار أقدم من كمرد عبد العزيز الحلو، والحركة واحدة لا تتجزأ، فنحن لم نخرج للنضال لتجزئة السودان أو الحركة الشعبية.

* يقال إن اتفاق نافع وعقار سببه هذا التشظي، لأن بعض القيادات لم ترتضيه داخل الشعبية؟

– مصيرنا كحركة شعبية كان محكوماً بالاتفاق الذي أبرم بين نافع والحلو وعقار في أديس أبابا، ولكن الوطني تملّص عن اتفاقياته وعبد العزيز الحلو كان وقتها قد خرج قبلنا، وبعد التهميش خرجنا جميعاً، والحركة الشعبية صارت واحدة تحت قيادة مالك عقار، وعرمان كان الأمين العام للحركة، والحلو القائد الثاني.

وأقول لك أن ما لحق بالحركة الشعبية من تفتيت وتمزّق سببه المؤتمر الوطني.

*كيف تسبّب الوطني في ذلك؟

– لأنهم تلاعبوا بعقول بعض رفاقنا، وأوعزت لهم زرع الفتنة وسطنا وأدت لهذا التمزيق الذي نعيشه الآن.

*من هم؟

– نترك تسميتهم للأيام.

*أنتم كنتم على الأرض منفصلون وقتها؟

– لا ليس صحيحاً.

*ما الصحيح إذن؟

– كنا في جسم واحد، ولكن الفرقة والانفصال كان داخل الجهاز السياسي، أما الجهاز العسكري، في الميدان كجيش لا زال مُوحدّاً.

*الحركة الشعبية الآن فصيلان فكيف تصر على أنكم غير منفصلين؟

– الحركة الشعبية ليست ملكاً للحلو أو لعقار، الحركة ملك للشعب السوداني كله، ولا نسمح بمن يفصلنا ويفرق بيننا.

*وكيف هي العلاقة بينكم وقوى الحرية والتغيير؟

– هناك اتفاق بين كمرد ياسر وعقار مع الحرية والتغيير ونحن موجودون بالداخل الآن كشركاء لهذا التغيير.

* لمن الإمرة الآن في الحركة الشعبية؟

– لكل قيادة الحركة، مالك أو الحلو، ومن هنا نطالبهم بالعودة لسيرة الحركة الأولى وترك الجهوية وقبيلتي وقبيلتك، فالحركة الشعبية ليست لأبناء النوبة وحدهم، هناك من دارفور ومن الشرق ومن الشمال. والقائد الحقيقي والقانوني لمسيرة الحركة الشعبية قطاع الشمال هو ياسر عرمان إلى الآن.

* لماذا لم تنجح مبادرة سلفاكير في جمع وتوحيد صفوف الحركة الشعبية؟

– لم تفشل عسكرياً، ربما تكون قد فشلت عند السياسيين، ولكن من ناحية عسكرية، فإلى هذه اللحظة لدينا جرعة عسكرية، وتعامل مع قادة الجنوب في الحركة الشعبية الأم وإلى اليوم حقوقنا في جنوب السودان لم نصرفها. لأن اتفاق نيفاشا نص على تسريح القوات عقب انفصال الدولتين في المادة 13، فالجنوبيون تم تسريحهم من السودان، ولكن نحن إلى الآن لم نُسرّح ولم نأخذ حقوقنا ولا نعرف أين هي!.

* لماذا فشل الجانب السياسي في الحركة؟

– لم تفشل بمعنى الفشل المعروف، ولكن هناك دسائس تمت داخل الحركة من قبل النظام البائد، هو من أجّج المشاكل في الحركة وجعلها تتضعضع ولن نسمح بتدهور الحركة في المنطقتين. وكل الذي حدث هو من المؤتمر الوطني، وما يقال عن إدارة مالك للفتنة داخل الحركة بانحيازه لأبناء الأنقسنا كلام غير صحيح. وحتى الحلو نفسه من دارفور وليس من جبال النوبة، فيا أخي هناك الكثير الذي يدور داخل الحركة ولم يُرضِنا تحت إدارة نظام المؤتمر الوطني.

* كيف تنظرون لما يجري في منبر التفاوض بجوبا؟

– نوضح الآتي للحديثين من قيادات الحركة الشعبية، بأن التناول الإعلامي عن شؤون الحركة يضر بالحركة الشعبية، وبكيان الحركة الأم ووحدتها، ونقول إن ما يجري في جوبا يجب أن يتم التعامل معه داخل أجهزة الحركة وليس محله الإعلام. ولدينا حق على القيادات ونؤكد لهم بأن ما تجرعناه لم تتجرعه قيادات الحركة بالخارج، لذلك لابد من العمل المشترك للحيلولة دون قصم ظهر الحركة، لأننا بعد أن نلنا ما نلنا من عذابات وأسر من النظام السابق يجعلنا لا نقبل العبث بمقدرات وكينونة الحركة.

*كيف تنظر للشروط التي وضعها الحلو أمام طاولة الحكومة في منبر جوبا وتخييرها ما بين العلمانية أو حق تقرير المصير؟

– رؤية الحلو تناقض مفهوم الحركة الشعبية لتحرير السودان وكثير من السودانيين ينظرون للمفهوم الشامل لقضايا الحرب والسلام من خلال منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، فمسألة أن تنحصر سقوف التفاوض كحد أقصى في علمانية الدولة  أو تقرير المصير، تشرح قصر الأفق لدى القائد عبد العزيز، فالقضية أصبحت أكثر وضوحاً من أي وقت مضى. القضايا واضحة والحلول معروفة لا خيار فيها ولا تكتيكات، حتى الوضع الإنساني أصبحت هناك مناعة في التأقلم معه، شعوب الولايات المقهورة أصبحت في حاجة عاجلة إلى سلام مستدام، فالسلام تؤخره التكتيكات والبحث عن الذات والوصول لاتفاق لا يحتاج لثقة في ظل المتغيرات الداخلية والخارجية، فنحن نحتاج فقط للتفكير إلى الأمام  وحمل القضايا الأساس، وهي إنهاء معاناة السودان والسودانيين.. فالتفكير الجماعي أولى الدرجات في تهدئة الأوضاع الداخلية لاستقبال السلام القادم.

*نفهم من هذا أن شروط الحلو لا تعنيكم؟

– شروط الحلو عبارة عن تعلية سقوف ومطالب تفاوضية ليضمن تنازلاً مقدراً من الحكومة، ولكن وحدة السودان واستقراره لا مناص منه أبداً ودونه كل الأهداف الشخصية إن وُجدت.

*ما الداعي ليضع الحلو هذه الشروط التعجيزية؟

– حصل اختلاف مع رفيقيه ياسر عرمان ومالك عقار في بعض الشؤون الإدارية، ولا توجد طريقة غير اتفاقهم والرجوع لوحدة صف الحركة.

*الحلو خالَف برنامج الحركة الشعبية؟

– ما فعله الحلو هو عملية رفع لسقف المطالب خلال عملية التفاوض الجارية، ولا يوجد أحد من الجيش الشعبي من يرفع السلاح في وجه بعضنا، ونطالب كمرد الحلو بالرجوع للحق، لأن كمرد مالك له بصمته في النيل الأزرق، وهو قائد وأقدم منه، غير أنهما رفاق وقدامى.

*إذا رفضت الحكومة العلمانية كمنهج للحكم هل ستدعمون خيار تقرير المصير؟

الجيش في جبال النوبة ليس كله من أبناء النوبة والنيل الأزرق، لأن به قيادات من غرب السودان، ومن الشمال ومن كردفان وبأعداد كبيرة، وإذا ما تم الإصرار على الانفصال، فسوف يحدث انشقاق داخل الحركة، ويعمل على وحدة السودان، والحركة الشعبية لديها برنامج معروف وقديم وهو برنامج السودان الجديد، وهم سوف يلتزمون به. ولكن نحن ندعو قياداتنا لضرورة الجلوس معاً للتفكير في مخرج لهذه الأزمة وإعادة الحركة لمجدها وإلا فسوف نتجاوزهم جميعاً، رغم أننا لا ننكر فضلهم لكن الجيل الجديد هو من يحارب لأفكار وعقيدة الحركة. ونحن “فترنا من حمل السلاح” ولا يستطيع كمرد عبد العزيز أو الرفاق الآخرون في قيادة الحركة حمل السلاح لأننا نحن من يحمله، ونحن هدفنا السلام ووحدة البلد واستقرارها.

*أنتم تقودون تياراً للوحدة والإصلاح ما موقف القيادات بالخارج منها؟

– جئنا ووجدنا السودان مُرحِّباً بنا، وآن الأوان لعودة بقية الإخوة، يجب العمل من الداخل، وتعاملنا مع القيادات يمضي بسلاسة، وما نسمعه من مغالطات في الساحة السياسية نجده فقط في الغعلام، الحركة الشعبية مُوحّدة والذين يعملون بالداخل منها كُثر مثل عمر أبوروف وهناك عبد الرحمن جوني من أبناء النيل الأزرق. والآن نحن نقود تياراً لوحدة صف ولم شمل الحركة الشعبية كشعار كبير يجمع كل القيادات، وموقف مالك عقار وياسر عرمان حسب اتصالاتنا بهم داعمة لهذا التوجّه وبصدق حسب ما تلمّسناه منهم.

*ما موقف عبد العزيز من هذا التيار ودعوته؟

– عبد العزيز لم يتسنَّ لنا الجلوس إليه أو توصيل دعوتنا له، ولكن هناك اتصالات من رفاقنا به، ساعون في ذلك ونتوقع منه أن يوافق أيضاً، لأننا نحسب أن هذا هو همه أيضاً.

*هل تتوقعون انحيازه لتيار الوحدة؟

– مع الزمن سوف يوافق إن شاء الله، إذا كان الهدف، وما يجمع الناس هو وحدة الحركة، فلا يوجد ما يمنعه من ذلك، ولا نبعد قائداً واحداً عن هذه الدعوة، وعبد العزيز سوف يدخل المسيرة بإذن حسب الاتصالات.

* وإذا أبدى القائد الحلو رفضه للدعوة؟

– سوف نتجاوزه ونرجع للشعب السوداني الذي يؤيد هذا الاتجاه، فنحن قد تجاوزنا جنوب السودان من قبل، ونرجو منه أن يعود لطريق العقل وأن تعمل الإدارة السياسية للحركة الشعبية بتجانس ووحدة، كما هو الحال لنا في القيادة العسكرية، وسوف نعمل للم شمل الحركة من الخارج بمعية القائد الهادي الشعراوي، لدينا اتصالات مع الإخوة والرفاق حول هذا الأمر. ونأمل أن يتقبلنا الشعب السوداني بروحنا الجديدة، ونحن لا زال فكرنا هو السودان الجديد الشامل لكل السودانيين.

* برنامج “السودان الجديد” تجاوزه الزمن؟

– لم يتجاوزه الزمن، لكن النظام البائد هو الذي فصل بين الناس وجعل السودان يعيش في حروب مستمرة، وكل الاتفاقيات التي تم توقيعها فشلت بسببه.

*القيادات كلها موجودة بالخارج، وهذا سيعوق توجهاتكم؟

– نحن نراهن على قياداتنا في الحركة بعودتهم القوية وتمسكهم بالتغيير الذي تم الآن في الساحة، وعودتهم ضمان للحيلولة دون انقضاض المتربصين بالعهد الجديد. وسيأتون قريباً إن شا الله، إذ هناك اتصالات بين كمرد ياسر عرمان مع المجلس السيادي، وسوف يأتي كمرد عقار وعرمان قريباً للداخل كما جاء الهادي شعراوي وغيره. ونحن نخطط لخوض الانتخابات القادمة منذ الآن كما نخطط لدمج قواتنا في القوات المسلحة.

* ما الذي يعوق تواجد صفوف الحركة بالداخل حتى الآن؟

– مشكلة الأسرى لا زالت تعوق خطوات التقارب مع الحكومة، ونطالب بإطلاق سراحهم فوراً، معاملة بالمثل. فقد أطلقنا سراح أسرى الحكومة والجيش السوداني من قبل أكثر من مرة وسلمناهم للهلال والصليب الأحمر. الحكومة لم تفك سراح ولا أسير لدينا ولا نعرف سبباً لإيقافهم حتى الآن. ونطالب السلطات الأمنية أن تساعدنا في إنجاز برنامج الترتيبات الأمنية لقواتنا بالداخل حتى نتجنب الإشكاليات السابقة.

* ما هي توقعاتكم لمنبر جوبا داخل هذا التيار؟

– نتوقع ميول عبد العزيز الحلو لهذا التيار ونعرف إنه ذو عقل كبير، ونحن نتوقع نجاح منبر جوبا لأسباب عديدة منها جدية الحكومة بقيادة رئيس وفدها الفريق أول محمد حمدان دقلو، وهو سعى بجدية لإنجاح مسيرة السلام وسعى لتوحيد الحركات وغادر الخرطوم للالتقاء بالحركات شخصياً، كما أن تنازله عن منصبه للحلو يؤكد جدية الحكومة لنجاح السلام. كل هذه الخطوات مبشرة جداً لعملية السلام. والإشكاليات التي اعترضت منبر جوبا إشكاليات عادية توجد في أي منبر، ولكن الشعور طيب بإمكانية تجاوز الناس لها، وسيكون هناك وفد من الداخل لدفع المفاوضات بالتحفيز على التنازل في المطالب والعمل على تقريب الاتفاق وتجاوز الشروط التعجيزية.

*الوفد الذي بصدد تكوينه لمفاوضات جوبا من الداخل ممن يتكون؟

– يتكون من قيادات الحركة الشعبية ومن قيادات القطاع بالداخل برئاسة اللواء الهادي دوكة الملقب بالشعراوي وآخرين، وسوف يعمل لتقريب وجهات النظر.

* هل أثرت الصراعات في صفوفكم بالداخل؟

– الحركة الشعبية شمال ليست متأثرة بأي صراع يدور بين القيادات، ولنا اتصال مباشر مع مالك وياسر وفقاً للتوجيهات التي تمت بينهما، والجسم العسكري وتجمع المهنيين، حتى محمد مصطفى يونس أحد قادة تجمع المهنيين هو أحد قيادات هذه الحركة، ويعمل بالداخل.

*ألا تلاحظون بأنكم أكثر تفاؤلاً مما يدور في المنابر خارجياً؟

– ليس هناك مستحيل، ونحن بقدراتنا واثقون وسوف نمضي بالسودان جميعاً دون إبعاد لآخر ونحن في رؤيتنا لا إقصاء لأحد.

*لكن المراقب يرى الإقصاء يمارَس داخل الحركة؟

– نحن نهدف لتنفيذ برنامج الحركة دون إقصاء، ويمكن أن الإشكاليات وأساليب النظام السابق هي التي باعَدت بين قيادات الحركة، وكل هذه المشاكل بسبب الوطني كما قلت لك.

*هل يشمل تياركم بقية أحزاب الحركة الشعبية بالداخل؟

– نعم، نحن نسعى للاتصال بكل الرفاق في الحركة الشعبية، ولا نبعد عن الوحدة إلا من نأى بنفسه واستمسك بمواقفه الرافضة لهذه الدعوة والتوجّه. ونحن نعمل بتوجيهات القيادة العليا مالك والحلو وعقار. وسيكون هناك بيان للحركة بين كل مكونات الحركة سياسياً وعسكرياً قريباً.

حوار: عبد الله عبد الرحيم

الخرطوم: (صحيفة الصيحة)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى