تحقيقات وتقارير

عبد الرحمن الخضر .. قصة هروب لم تكتمل

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي ومجالس المدينة بالخبر الذي انفردت به (آخر لحظة) ـ بإلقاء القبض على والي الخرطوم الأسبق أمين القطاع السياسي السابق للمؤتمر الوطني، عبد الرحمن الخضر، متنكراً بمعبر أرقين في طريقه إلى العاصمة المصرية القاهرة، النبأ الذي قامت الدنيا ولم تقعد بشأنه، بقدر ما أفرح الكثيرين إلا أنه أحزن البعض باعتبار أن كبار قيادات النظام البائد مازالت خارج سجن كوبر، مستدلين بعبد الرحمن الخضر الذي يترأس أهم أمانة في المؤتمر الوطني حتى سقوطه .

 

 

يرتدي جلباباً
محاولة الهروب الفاشلة ترويها مصادرنا هناك بالقول : إن الخضر وصل إلى معبر أرقين البري الحدودي غربي وادي حلفا، في يوم السبت عند الساعة الثالثة عصراً، عبر عربة ـ lexus ـ موديل ٢٠١٥، يرافقه ابنه وشخصين آخرين، الخضر كان يرتدي جلباباً وصديرياً وعمامة وملفحاً مع واقي للعنق، لمعاناته من غضروف في الرقبة، وتفيد المصادر أن الرجل كان متلثماً بالشال .

خطة الهروب

وتمضي مصادر الصحيفة في أن خطة الهروب كانت تتمثل في أن تحضر عربة أخرى وتكمل الإجراءات الأمنية ويتم إنزال عبد الرحمن الخضر من العربة الأولى إلى العربة الأخرى، وتشير إلى أن اسمه المحظور من السفر عند السلطات في معبر أرقين بـ ـ عبدالرحمن الخضر ـ وليس عبدالرحمن أحمد الخضر الذي ورد في جوازه .

توسل الخضر

وتتابع مصادر الصحيفة أن الخضر عندما علم بأن الشرطة اكتشفته وأنه لا يمكنه المرور عبر معبر أرقين، بيد أنه مطلوب في الخرطوم واسمه ضمن قائمة المحظورين، حاول جاهداً أن يثني رجال الجمارك عن الخطوة، متوسلاً إليهم، مؤكداً بأنه غير مطلوب إلا أن صول في الجوازات أبلغ بقيه الأجهزة وأجرى اتصالات بالخرطوم، وتمسك بإلقاء القبض عليه، وتحرت السُلطات معه بمكتب الأمن .

حراسة مشددة

وتفيد المصادر أنه تم ترحيل عبدالرحمن الخضر إلى حاضرة الولاية الشمالية دنقلا في ذات اليوم، بواسطة عربة مدير المعبر بحراسة مشددة من جهاز المخابرات العامة والقوات المسلحة، وتم تسليم الخضر لرئاسة الجهاز بدنقلا، حيث قضى ليلة أمس الأول بمباني الجهاز، ومن المتوقع أن يكون قد تم ترحيله إلى الخرطوم أمس وإيداعه معتقل كوبر.

 

المفاجأة

اتصالات كثيفة تلقيتها صبيحة الأمس بعد أن انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم، كان أكثرها يتحفظ على صحة الخبر، يستدلون بأن الرجل خارج البلاد منذ فترة ليست بالقصيرة، وتباين المتصلون في تحديد مقر تواجد الخضر بعدة دول (كندا، ماليزيا، تركيا)، لكن المصادر تشير إلى أن الخضر كان متوارياً عن الأنظار طيلة الفترة الماضية متنقلاً بين مسقط رأسه بالشمالية والخرطوم، يدير أعماله الخاصة معاونوه عبر مواقع التواصل والاتصال المباشر .

بلاغات في انتظاره

وفي منتصف مايو الماضي كشفت مصادر عن اختفاء عبدالرحمن الخضر عن الأنظار منذ سقوط النظام، وقال المصدر إن إجراءات تم تحريكها في مواجهة الخضر متعلقة ببعض الملفات الخاصة إبان تقلده منصب والي الخرطوم، والتي يتوقع أن يتم معه التحقيق بشأنها عقب إلقاء القبض عليه.

فيما كشفت منظومة (زيرو فساد) الشهر الماضي عن اتهامات تواجه عبدالرحمن الخضر، تتعلق بقضايا فساد حدثت إبان إدارته للولاية، وأكد الناطق الرسمي باسم منظومة (زيرو فساد) المثنى أبو عيسى في منبر (سونا) أن المنظومة استصدرت (30) أمر حظر سفر في مواجهة المتهمين بالفساد من قيادات النظام البائد بينهم والي ولاية الخرطوم الاسبق عبد الرحمن الخضر، وأفصح المثنى عن تورط الرئيس المخلوع والخضر في بيع أراضٍ لشركة الديار القطرية بحوالي (84) مليون دولار بعقد بيع كامل .

فلاش باك

حالة الخضر لا تعد الأولى من نوعها حيث سبق وأن اوقفت شرطة الجمارك القيادي بالمؤتمر الوطني والوالي الأسبق د.عبد الحميد موسى كاشا، بمعبر أرقين، قبل أن يقوم ضابط رفيع بالاتصال بقوة الجمارك هناك وأخبارهم بأن كاشا غير موجود بقوائم الحظر لديهم، بعدها سمح لكاشا بالمغادرة عبر المعبر بعربة خاصة برفقة عائلته.

 

تقرير : جاد الرب عبيد

الخرطوم (صحيفة اخر لحظة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى