الطاهر ساتي

لُغة شروم ..!!

:: يوم الخميس، بمنتهى الهدوء، أصدر رئيس الوزراء قراراً بإعفاء السفير عمر دهب فضل عن منصب وكيل وزارة الخارجية، ثم تعيين السفير الصديق عبدالعزيز عبدالله وكيلاً في ذات المنصب، ولم يصدر رئيس الوزراء هذا القرار إلا بتوصية – لم يسمع بها أحد – صادرة عن وزير الخارجية .. وكذلك يوم الخميس ، و بذات الهدوء، أجرى وزير الطاقة والتعدين تغييراً شاملاُ في مجالس إدارات كل شركات النفط والكهرباء والتعدين .. وهناك وزراء آخرين، شرعوا في التغيير المطلوب بلا ( تهريج )..!!

:: ولو لم تكن مصابة بالوسواس القهري، لأجرت وزيرة التعليم العالي أيضاُ التغيير – في إدارات الوزارة و كل الجامعات – بذات هدوء وزيري الخارجية و الطاقة والتعدين وغيرهما .. نعم للأسف، فالوزيرة انتصار الزين صغيرون لاتزال متأثرة بتلك الحملة الاعلامية الثورية التي رفضت ترشيحها لهذا المنصب وإتهمتها بأنها ( كوزة) .. هي لم تفعل شئ، فقط اجتهدت لإثبات أنها ( ما كوزة)، ولذلك لعبت دور أحمد هارون ونافع علي نافع، وخاطبت مديري الجامعات وعمداء الكليات بلغة ( نكسح ونمسح ونكنس)..!!

:: ويبقى السؤال، هل تكتفي الوزيرة صغيرون بذاك الخطاب أم سوف تتحف الرأي العام بالمزيد، لإثبات المزيد من الصدق والاخلاص والحب لقوى الحرية والتغيير؟.. حالها يًذكرني بحال صبي جاء به رجل أعمال ليعمل في متجره (بائعاُ)، ثم نصحه بأن يكون مخلصاً معه ومحباُ لعمله وصادقاً مع الزبون .. فاستوعب الصبي النصح، وعندما جاءه أحدهم ليشتري معجون أسنان، رد بمنتهى الصدق والاخلاص والحب : ( والله للأسف ما عندنا معجون، لكن عندنا صنفرة .. بتنفع معاك ؟)..!!

:: لقد ساهم نهج الصبي في تشريد الزبائن، كما ساهمت لغة نافع وهارون – و شروم – في غضب الثوار .. وما لم تتعظ، فان نهج صغيرون أيضاَ سوف يُساهم في كراهية الناس لقوى الحرية والتغيير .. لقد تم اختيارها بمعيار (الكفاءة المهنية)، وليس الولاء السياسي ..وهي مطالبة فقط بتطوير الجامعات وترقية البحث العلمي وتحسين أحوال العاملين في هذا القطاع، ونجاحها يعني نجاح الثورة .. وفشلها يعني فشل قوى الحرية والتغيير .. ولن يرحمها الثوار- في حال فشلها – حتى ولو ( حرقت اللساتيك).. !!

:: وربما لاتعلم الوزيرة صغيرون بان النظام المخلوع شبًع وجدان الشعب بكل قول قبيح وفعل مُشين، وأن هذا الوجدان يبحث عن أي شئ جميل، قولاً كان أو فعلاُ .. وهي ثورة وعي و ليس (تهريج )، وكل المطلوب أن تتحلى سيادتها بوعي الثورة، هذا ما لم تكن تحمل في جيناتها آثار النظام المخلوع، ومنها ( لغة العنف).. ولماذا تنسى أو تتناسى بأنها قدوة الطلاب والأساتذة، بمختلف ألوان طيفهم الفكري والسياسي، و أن مسؤوليتها تُلزمها بأن تكون قائدة مثالية بالتعليم العالي، وليس قائد ثاني بمتحرك قتالي ..؟؟

:: وبالمناسبة.. قبل الثورة، لم يغادر النشاط السياسي بالجامعات محطة العنف، ويجب أن يغادرها إلى محطة ( وعي الثورة).. علماً بأن العنف لم يكن في الجامعات فقط، بل كان يحيط بكل فرد في المجتمع كإحاطة (الحجل بالرجل).. واليوم، مع تجفيف مصادر العنف الطلابي، والتي منها الوحدات الجهادية وكتائب الظل وغيرها من موبقات النظام المخلوع، يجب أن يكون هناك مشروع يُعيد لأنشطة الطلاب بالجامعات ( رونقها)، أي حوار الأفكار والثقافات والبرامج، ولكن ليس بلغة صغيرون و هارون و( شروم)..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



تعليق واحد

  1. كلام وتعليق رائع من الأستاذ الطاهر ساتي لوزرتنا الجديدة وزيرة التعليم العالي اتمنى أن تكون قرأتها لتنير لها الطريق ولغيرها من الوزراء لكبح جماح الثورية فيهم لكي لا يتهموننا بعقلية شروم وهارون كما قال أستاذنا المبدع والعاقل الطاهر ساتي تحية إجلال وإكبار لشخصك أستاذنا الفاضل .

زر الذهاب إلى الأعلى