حوارات

القيادي بمنظمة (زيرو فساد): نمتلك وثائق لملفات فـــســـاد خطــيرة

درج المتهمون في العادة على اقتراض قرض من البنوك والهروب به أو العجز عن سداده، ولكن ما أدهشنا في أحد ملفات الفساد أمر غريب استنكرته منظمة الشفافية العالمية، وهو حصول شخص على قرض ليمتلك به أسهماً داخل البنك نفسه، وهذا الملف واحد من ملفات الفساد الخطيرة التى أفصح عنها عضو منظومة (زيرو فساد) المثنى ابو عيسى في حواره مع (الإنتباهة)..

* بدءاً نريد أن نعرف الكثير عن منظمة (زيرو فساد)؟
ــ الهدف الاساسي منها مكافحة الفساد والعمل على نشر ثقافة القانون وتثبيت اركان العدالة في الدولة، بالاضافة الى انها منظمة تهتم بمحاولة القضاء على الفساد بكافة اشكاله، ولها العديد من الاذرع واللجان المختصة في محاربة الفساد، وتبنت مبادرة لفتح بلاغات ضد جميع المجرمين والمفسدين وناهبي المال العام بكافة المستويات في كل القطاعات المختلفة، سواء كانت سيادية او تنفيذية او تشريعية، بجانب الاتحادات الطلابية ومتابعة سير العدالة لاسترداد الاموال.
* متى بدأت في فتح البلاغات؟
ــ العمل الاساسي للمنظمة بدأ قبل سقوط النظام عقب تصريحات القيادي بالحزب المباد على عثمان محمد طه الخاصة بامتلاك الوطني كتائب ظل، وبعد يوم واحد منها تم فتح بلاغ ضده، بالاضافة الى بلاغ آخر دون ضد رئيس البرلمان الاسبق الفاتح عز الدين بشأن تهديداته للشعب السوداني، فهذه كانت البداية الاساسية للمنظمة التى انطلق منها العمل، وبعدها تم الاتفاق على فتح بلاغات ضد كافة المجرمين والمفسدين.
ومن ثم اصبحت البلاغات مكثفة بصورة يومية، وبعد التحري حولها يتم تقديم المجرمين الى النيابة بدلائل.
* البعض يرى أن الجرائم بدأت منذ الاستقلال.. هل حددت المنظمة الفترة الزمنية للجرائم التى تبنتها؟
ــ في الفترة الحالية اي بلاغ يرد الينا حول اي شخص مفسد في اية حقبة بدلائل ووثائق نتولى فتح القضايا فيه، سواء كان في العهد السابق او الحالي او كان ضد جهة سيادية او تنفيذية او تشريعية، لأن الهدف القضاء على الفساد، وحالياً لدينا رقم على موقع التواصل الاجتماعي (واتساب) لتلقي المعلومات، ونعمل على توفير خط ساخن لتلقي اية معلومة ونقدمها في شكل بلاغ.
* هناك اتهامات بأن الغرض من المنظومة الظهور الإعلامي؟
ــ نحنا تقدمنا بفتح بلاغ ضد رموز النظام السابق في عز مجده وصولجانه، وهو يخرج في الروح بعد تصريحات علي عثمان محمد طه في مطلع العام الحالي، وانا اتحدى أي شخص تقدم بفتح بلاغ ضد طه، ووجدنا معاناة عندما ذهبنا إلى النيابة لفتح البلاغ، وتعنت وكيل النيابة في قبول طلبنا، ورجح أن تكون التصريحات مدبلجة، ولكننا تمسكنا بطلبنا وأكدنا له امتلاكنا كافة البينات التى تبثت ذلك، وبعدها توجهنا إلى المحكمة الدستورية العليا وطالبناها بحل حزب المؤتمر الوطني استناداً غلى المادة (3, أ) من قانون الأحزاب التى تنص على أن اي حزب سياسي ضمن عضويته تنظيم عسكري سري أو علني يحل الحزب ويقدم الأعضاء إلى محاكمة، وتبني فتح البلاغات مسألة خطيرة بداية من (جرجرة) القاضي الذي تحول إليه البلاغ وتأجيل الجلسات التى بدأت قبل سقوط النظام، واكثر من (121) بلاغاً حتى الآن قدمت من بينها ملفات ستصدر فيها قرارات قريباً، بجانب صدور امر قبض لعدة أشخاص، وقررنا الظهور في الاعلام من أجل التوعية واسترداد الحقوق والاموال وليس الشهرة او ركوب الموجة الثورية، ويعمل معنا ما يقارب الف محامٍ و (250) متطوعاً مجهولين، فبالعكس الظهور الاعلامي خطورته أكبر.
* هل واجهت المنظمة ضغوطات للتراجع عن فتح البلاغات؟
ــ منذ بداية العمل واجهتنا ضغوطات كبيرة من جهات عدة، وهناك وساطات يقودها بعض النافذين والأعمدة الرئيسة في النظام السابق الذين فتحت ضدهم بلاغات لسحبها او التخفيف من حدة القضايا، ولكن المنظمة متمسكة بهدفها وهو محاربة الفساد وإرسال رسالة للحكومات القادمة بأن هناك شباباً واعين يراقبون لمنع الفساد الذي يشبه السوس الذي ينخر في العظم، وواحد من المفسدين يمتلك في حسابه (63) مليار دولار في حين أن حاجة بنك السودان (12) مليار دولار للسيطرة على الوضع الاقتصادي وتدهور سعر الصرف.
* ما هي ملفات الفساد التى تملكها المنظمة؟
ــ وصلتنا ملفات بعدد كبير وخطيرة جداً، ويتم تحويلها إلى اللجان الخاصة للتأكد منها، بدءاً من المؤسسات والمشروعات مثل النقل النهري واستيراد بصات الوالي والفلل الرئاسية، بجانب مشروعات الراجحي والديار القطرية والتقاوي المحسنة والبواخر وخط هيثرو وبيع بيت السودان في لندن والقاهرة..
فكل هذه الملفات تطرقنا لها، وبنهاية الأسبوع الماضي اكملنا ملف النقل النهري، وخلال الأسبوع الحالي سيقدم بلاغ للنيابة خاص ببيع بواخر ملاحة الخطوط البحرية السودانية التى بيعت كخردة في الهند وهي مازالت تعمل، وبيعت في مزاد علني باعتبارها اسبيرات (ما منها فائدة )، وتحريات المنظمة اثبتت أنها تعمل.
* هل تمتلك المنظمة ملفات فساد للأجهزة النظامية؟
ــ نعم لدينا ملفات لانتهاكات تمت بواسطة جهاز الأمن والمخابرات العامة وبعض الجهات الأخرى، لأن العمل كامل متكامل، وقطعنا عهداً على أنفسنا بتقديم اي شخص أو جهة رسمية كانت أو غيرها للعدالة دون فرز.
* هل يوجد تعاون للمنظمة مع منظمات فساد عالمية؟
ــ لدينا تعاون مع منظمة الشفافية الدولية، وطلبت منا ارسال بعض نماذج ملفات الفساد، وعند استلامها أبدت المنظمة استغرابها من تلك الملفات، وتساءلت في اي بند يتم إدراجها باعتبارها جرائم لا توجد في العالم، مثل ان يقترض شخص قرضاً من بنك بهدف امتلاك أسهم داخل البنك نفسه، وقالت: (دي قضية ما لاقتنا قبل كدا)، ومؤشرات الفساد في السودان وصلت مراحل منحطة جداً.
* هل ينتهي دوركم بتسليم الملفات للجهات المختصة؟
ــ لدينا شراكات مع المحامين، ومهمتنا جمع المعلومات حول الفساد وتقديم البلاغ إلى نيابة مكافحة الفساد أو الثراء الحرام، ومتابعة البلاغ حتى وصوله إلى المحكمة، ومن ثم يتولى الملف محامون في أية محكمة أو ولاية، والمشروع متكامل من جمع المعلومات حتى معاقبة الفاسد أو المجرم، وفي ما يتعلق بالمجرمين خارج البلاد نعمل على إقامة شراكات مع منظمات عالمية لتقديمهم للمحاكمة بواسطة محامين متطوعين بالخارج.
* ما هو نوع الملفات التى تملكها المنظمة ضد الرئيس المخلوع؟
ــ هناك عدة ملفات فساد كبيرة جداً لا نستطيع الافصاح عنها لحين اكتمال التحريات فيها، ولكن اي ملف فساد وجدنا الرئيس المخلوع شريكاً فيه، واي توقيع مخالف للقانون وجدناه جزءاً منه أو هو الذي أصدر القرار، والآن النيابة تسلمت بلاغات وشرعت في جمع المعلومات حولها، وستخاطب الجهات المسؤولة عنها، وحالياً التحريات أثبتت تورط الرئيس في خمس قضايا بشكل مباشر بتوجيهات او توقيعات.
* أين أسرة الرئيس من تلك البلاغات؟
ــ موجودة ولدينا ملفات عديدة لأسر الرئيس المخلوع، وحالياً فتحت بلاغات كثيرة تشملهم ومقربين منه.
* كيف سيتم التعامل مع المجرمين بعد صدور الأحكام؟
ــ سنعمل على إنشاء متحف ثابت وآخر متحرك بصور المجرمين والفاسدين وبيانات جرائمهم لفضح جرائمهم، حتى يكونون عظةً وعبرةً للآخرين.

حوار: هبة عبيد

الخرطوم: (صحيفة الإنتباهة)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى