الطيب مصطفى

كنداكة ما رمزي!

> حمل اليَّ الواتساب عبر الأثير قصيدة شعبية معبرة لامست وجداني وهزته هزاً وأزته أزاً تقول مقدمتها :
(كنداكة ما رمزي
رمزي الكنانية
الشايلة هم الدين
في ثورة وطنية
كنداكة رمز الجهل
في أمة وثنية)
> أي والله، هي ليست رمزي ذلك أني لا أنتمي دينياً ولا حضارياً ولا طبقياً الى تلك الملكة الوثنية التي أخرجها الشيوعيون من أعماق أعماق التاريخ ليجعلوها رمزاً واسماً للمرأة السودانية، عوضاً عن رابحة الكنانية وبنونة بنت المك ومهيرة بت عبود وغيرهن من ماجدات بلادي اللائي رضعن من أثداء ثقافتهن الإسلامية وتقاليدهن السودانية السمحاء.
> تقول سيرة (أماني شاخيتي) التي لقبت بالكنداكة، إنها ملكة كوشية كانت إحدى أعظم ملكات الحضارة المروية القديمة، وقد حكمت قبيل حلول القرن الأول الميلادي، ولا أرى بأساً في أن ندرِّس سيرتها لأبنائنا الطلاب في إطار دراستنا لتاريخ بلادنا باعتبارها إحدى عظيمات حضارتنا السودانية القديمة. ولكن (كفاية لحدي هنا) ..أما أن ننسب إليها المرأة السودانية، بل نسميها باسمها او لقبها متجاوزين كل الحقب التالية من تاريخ السودان بما فيها ما ندين به اليوم من عقيدة راسخة ومن انتماء حضاري نعيشه واقعاً محسوساً وسلوكاً وثقافة تسود حياتنا وتوجه مسارنا، فإنها الخطيئة الكبرى، بل الردة الحضارية التي ظل الشيوعيون يسعون الى غرسها في واقعنا السياسي منذ أن أطل حزبهم البغيض على مسرح السياسة السودانية خلال أربعينيات القرن الماضي.

> كنا طلاباً في جامعة الخرطوم في بداية سبعينيات القرن الماضي حين قام الشيوعيون بنشاط مسرحي كثيف تحت اسم (مسرح أبادماك) الذي أطلقوه إحياء لذكرى تمثال قديم من آثار الحضارة المروية يحمل اسم (ابادماك)! وهكذا هم على الدوام، يعتزون بكل شيء إلا الإسلام الذي ظلوا يناصبونه العداء. واذا تصفحت موقع (الراكوبة) التابع لهم وبحثت عن الكنداكة شاخيتي او تمثال أبادماك، ستجد اهتماماً كبيراً بهما وبالآثار الوثنية. اما الإسلام، فلن تجد إلا الحرب الشعواء عليه وعلى كل ما يمت إليه بصلة.
> نعم.. هم هكذا، ظلوا على الدوام يسعون لسلخ السودان من انتمائه الحضاري الإسلامي، ولذلك لا بأس عندهم من الانتماء الى الحضارات الوثنية، فهي أقرب الى فكرهم الماركسي الإلحادي البائس. وهل بربكم من بؤس وسوء أكبر من أن ينتموا الى كارل ماركس ذلك الملحد الذي قدموه على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذوا من نظرياته الرجعية والكفرية التي تتعارض مع الإسلام ومرجعيته الربانية، بل والتي ركلها وعافها العالم أجمع بما فيه بلاد المنشأ كالاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية ودول البلقان والاتحاد اليوغسلافي وغيره بعد أن أوردت شعوبها الذل والصغار والفقر والتخلف؟!

> لا أحتاج الى تقديم نماذج لسلوكهم وشعاراتهم المعادية للإسلام والتي عجز دهاؤهم وفطنتهم السياسية عن كبحها ولا أدل على ذلك من تصريحات الشيوعي محمد يوسف حول (تحرير) الدولة من الدين باعتبار أن الدين كيان (استعماري) بغيض قابض على خناق الدولة او هرطقات الشيوعي رشيد سعيد الساخرة والمتهكمة من قيم الإسلام او الرويبضة الشيوعي عرمان الذي عارض (كتابة بسم الله الرحمن الرحيم) في صدر الدستور الانتقالي لعام 2005 أو شعاراتهم الكفرية التي ملأوا بها الأسافير مثل (قطع يد الله) .. تعالى الله عما يلحدون او قلة الحياء من دعارة وخمور ومخدرات والذي ملأ ساحة (وكر الشيطان) كولومبيا، بل وميدان الاعتصام او تطرفهم الحالي في المفاوضات والذي يخشى من أن يسوق السودان نحو مهلكة تحيل السودان الى خراب ودمار واضطراب واحتراب على غرار ما حدث في محيطنا الإقليمي المأزوم.
> لذلك وغيره لن نستكين لخزعبلاتهم ولن نسمي نساءنا باسم ملكتهم الوثنية فلدينا من الماجدات من هن أقرب إلينا ذمة ورحماً وانتماء وخلقاً وسلوكاً.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى