محمد وداعة

الذهب .. الى اين يذهب !

فى اوائل مايو 2019 أعلنت قوات الدعم السريع ضبط طائرة تابعة لشركة أجنبية خلال محاولتها تهريب “كميات كبيرة من الذهب في ولاية نهر النيل، وأوضح المكتب الإعلامي التابع لقوات الدعم السريع في بيان نشره على فيسبوك أن “السلطات حققت حول الأمر، و بعد هبوط الطائرة فى بمطار الخرطوم الدولي اتضح ان الشحنة سليمة و ان عملية التصدير استوفت الشروط المتعلقة بصادر الذهب ،
و كانت وزارة المعادن قد كشفت عن فقدانها نحو 77% من إنتاج البلاد من الذهب خلال النصف الأول من العام 2018، مُرجحةً تهريبه إلى خارج البلاد، حيث يقدر إنتاج السودان من الذهب خلال الشهور الستة الأولى من 2018، نحو 63.3 طناً

وقالت وزارة المعادن، إن حجم الفاقد بين الذهب المنتج والمصدّر للخارج والمخزن من جانب الحكومة، بلغ 48.8 طناً، في النصف الأول من 2018، وأوضحت أن قيمة صادرات الحكومة 422.5 مليون دولار ، و اكدت تقارير الوزارة ان البلاد فقدت عائدات 80% من عائدات الذهب بسبب التهريب خلال خمسة سنوات ، و بينما بلغ حجم الذهب المهرب الذى تم ضبطه خلال العام 2018 و بداية العام 2019 حوالى 2 طن برآ و بحرآ و جوآ ، فان الفجوة لا زالت كبيرة بين حجم الانتاج و العائد المصدر منه ،

و حسب المعلومات فى الفترة من اغسطس 2018 و حتى ابريل 2019 فان جهاز الامن و المخابرات قام بالاشراف على تصدير 2 طن من الذهب اسبوعيآ تم استخدام عائداتها فى استيراد وقود و دقيق عبر موردى الوقود و الدقيق ، وسط استياء و احتجاج من شعبة مصدرى الذهب بسبب احتكار صادر الذهب لشركات الامن و الدعم السريع فقط ، فى ظل اكتشافات كبيرة سترفع انتاج الذهب الى حوالى 200 طن ، بينما تشير تقديرات وزارة المعادن الى ان الانتاج بلغ خلال 2018م حوالى 120 طن ،

و لاحظ مراقبون قلة الاعلان عن الكميات التى تم ضبطها خلال تهريبها ، يتساءل البعض عن قدرة الاجهزة الحكومية على احكام الرقابة على التهريب خلال الاشهر الماضية ، ليس للذهب فقط وانما للعملات الحرة و خاصة بعد الاطاحة بنظام الحكم البائد ، كما ان وزارة المعادن لم تصدر تصريحات عن تقديرات الانتاج خلال النصف الاول من 2019م

فهل اغلقت سلطات مطار الخرطوم في السودان كل منافذ عمليات تهريب الذهب الذي تصاعد إنتاجه في السنوات الأخيرة في السودان, وكان من الممكن ان يدفع عجلة اقتصاد هذا البلد، لولا عمليات التهريب المتقنة التى يقوم بها البعض عبر المطار ليفقد السودان مئات الملايين من الدولارات التى كانت كافية لدعم أرصدة النقد الاجنبي،

منذ فترة نشطت شركات و بعض رجال الاعمال فى شراء كميات كبيرة من الذهب مستخدمين وسائل دفعا اوراق نقدية من الفئات الكبيرة (كاش) ، وتم رفع السعر مبلغ 40-30 جنيه للجرام الواحد ، ربما تقوم هذه الجهات بتخزين الذهب لانه لم يظهر فى الصادر و لم يضبط مهربآ ، وربما وراء بعضها جهات حكومية نافذة ،

بعض بنى جلدتنا مشغولين بالتفاوض و تكوين اجهزة الحكم و البلاد تنهب من ادناها الى اقصاها ، و بعضهم يعيث فسادآ فى الاتجار باقوات الشعب ، و النافذين الجدد يهربون الذهب ، حتى الان نفس الملامح و الشبه، و كأنك يا ابزيد لا غزيت ولا شفت الغزو.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى