الطيب مصطفى

هلا كف الهمازون عنا أذاهم؟

> لا يزال كثير من سفهاء السوشيال ميديا او وسائل التواصل الاجتماعي يتناولون بعض مقالاتي بالشنآن، خاصة بعد أن أعيد وسيط الإنترنت. وبما أنني كتبت منافحاً عن موقفي بعد فض مستعمرة كولومبيا والذي تناوله المبغضون خاصة مثيرة الفتنة وحمالة الحطب ونافخة الكير (قناة الجزيرة الفضائية) ولم يطلع الكثيرون على ذلك التوضيح جراء وقف الإنترنت، فقد رأيت أن أعيد شرح موقفي وكذلك توضيح ما كتبته تحت عنوان آخر يقول: (أما شهداء المتاريس فلا بواكي لهم)،

تناوله من لا خلاق لهم بالتحريف والتدليس والكذب الرخيص، فما أتعس الكذابين وما أبغضهم الى الـله ورسوله؟.
> كنت قد كتبت مقالاً بعنوان: (الى القائد حميدتي.. أحسنت بتحرير مستعمرة كولومبيا ونطمع في المزيد) وفسر المبغضون الناظرون بعين السخط عبارة (ونطمع في المزيد) بأنها دعوة الى فض الاعتصام أمام القيادة العامة، بل والى قتل المعتصمين (عديييل كده) وطفق مغرمو أحاديث الإفك ينشرون العنوان (الخادع) على نطاق واسع، سيما وأنه يوحي بما لا يعبر عنه متنه المبين، سيما وأن عملية الفض جاءت بعد أقل من يوم واحد من نشر المقال!.

> الآن وقد أوردت كل الحيثيات أود أن أؤكد بأنني لم أشر البتة – كما سأبين بالدليل- الى فض اعتصام القيادة العامة، إنما بينت أن عبارة (نطمع في المزيد) تعني فتح الشوارع والكباري المغلقة بالمتاريس والذي اتخذته قوى الحرية والتغيير أسلوباً ابتزازياً رخيصاً وقبيحاً لم يشهده العالم أجمع لإجبار المجلس العسكري وإكراهه على منحهم ما لايستحقون من السلطة الانتقالية، فضلاً عن أني نبهت الى أهمية تجنب سفك الدماء مما سأورده بالنص في ثنايا هذا المقال.

> أود أن أقول إن ما ظل الشانئون يلوكونه آناء الليل وأطراف النهار في حملة الشيطنة التي ما انفكوا يوجهونها لشخصي ولكل من اتخذ موقفاً مغايراً لمواقفهم الإقصائية الظالمة، اضطروا هم أنفسهم إلى الاعتراف به. فقد هتف الثوار بملء أفواههم (كولومبيا لا تمثلني) وصرحت بذلك قياداتهم بعد أن أحرجت بالفضائح التي كانت تجري في تلك المنطقة التي احتشدت واكتظت وامتلأت بشتى صنوف الشرور والآثام والموبقات، بالرغم من أنهم هم الذين تسببوا في كل رذيلة ضجت بها أرجاء كولومبيا التي رتع فيها الشيطان ومارس فيها كل القبائح والمخازي والرذائل!
> فقد كانت كولومبيا رغم أنها تقع في قلب الخرطوم، بؤرة شيطانية لتناول كل صنوف الممنوعات من خمور ومخدرات ودعارة وقتل وسلب ونهب.

> تفاعلاً مع تلك الأساليب غير القانونية وغير الأخلاقية التي مارستها قوى الحرية والتغيير مثل إنشاء بؤرة الشيطان (كولمبيا) واستخدام المتاريس لإغلاق الشوارع والكباري، اضطر المجلس العسكري الى التفاعل والتجاوب مع تلك الضغوط الهائلة فارتكب أخطاءه الفادحة بمنحهم معظم ما طلبوه بعد أن أوهموه بأنهم هم الشعب السوداني او بالأحرى هم الممثل الشرعي الوحيد لذلك الشعب المغلوب على أمره، وكانت تلك خطيئتهم الكبرى وهم يمارسون ذات السلوك الأناني والإقصائي القبيح الذي ظلوا يتهمون المؤتمر الوطني باقترافه فقد منحوا 67% من البرلمان، بل أكثر من ذلك حينما وافق المجلس العسكري على أن يستشاروا حتى في الكيفية التي تخصص بها بقية مقاعد لبرلمان!

> فوق ذلك منحوا الحق في اختيار رئيس وأعضاء مجلس الوزراء، ثم المشاركة في مجلس السيادة والذي طالبوا في البداية بأن يكون ملكاً خالصاً لهم بما يخرج المجلس العسكري تماماً من المشهد السياسي، بل طالبوا بأن تكون الفترة الانتقالية أربع سنوات وهو ما لم يحدث في التعامل مع الفترات الانتقالية على مدار التاريخ البشري!

> عندما عاد الوعي الى المجلس العسكري وكفر عن خطيئته وبدا في تصحيح مساره الانهزامي وحرر مستعمرة كولمبيا بعد أن باتت تمثل خطراً داهماً على الأمن القومي، كتبت مقالي معبراً عن شعور عام في الشارع السوداني تجاه تلك البؤرة الشيطانية، فكان مما كتبت في ذلك المقال ما يلي: (أقولها مجدداً رافعاً الرجاء للقائد حميدتي لأن يسعد المواطنين بإجراء مماثل يكمل به ما بدأه في منطقة كولومبيا ويفتح الطرق والكباري قبل او خلال عطلة عيد الفطر المبارك فقد والـله حزنت أن كبري كوبر لا يزال مغلقاً من الناحية الجنوبية بمتاريس في شكل حائط، الأمر الذي يحول دون دخول السيارات القادمة من الكبري الى شارع الشهيد عبيد ختم وكذلك باتجاه شارع الجامعة ونادي الشرطة، بل أن حدائق السلام التي كانت تحيط بالكبري أصبحت يباباً وبلقعاً بعد أن كانت مزهرة ومفرحة).

> ثم كتبت التالي: (أرجو من القائد حميدتي أن يكمل ما بدأه ليفتح الكباري والشوارع وليزيل المتاريس بما في ذلك كبري الحديد الرابط بين الخرطوم بحري والخرطوم وأن تتجنب قواته إراقة الدماء مع الحسم والعزم في استخدام القانون بدون أدنى تساهل ولنا في ما حدث في فرنسا أسوة حسنة في التعامل مع احتجاجات السترات الصفراء ولا أظن فرنسا ام الديمقراطية تسمح بإقامة متاريس او إغلاق شوارع او كباري او إحداث للفوضى كما حدث خلال الأشهر القليلة الماضية في عاصمتنا القومية).
> هل بربكم أنصف الشانئون حين قولوني ما لم أقل ؟ لا والـله .. ولكن متى كانوا طوال عمرهم منصفين؟!
> أما قناة الجزيرة (مثيرة الفتنة)، فقد سقطت في اختبار المهنية وفقدت جراء ذلك أخلاقها ومصداقيتها ويا لها من خسارة فلطالما ناصرناها أيام كانت نصيراً للحق وها نحن نسقطها في نظرنا لتذهب غير مأسوف عليها.

> أما الجزء الآخر والمتعلق بالمقال المعنون: (أما شهداء المتاريس فلا بواكي لهم) فقد اكتفى الشانئون بالعنوان ونشروه على نطاق واسع ليوهموا القراء أني أعني أني لا أكترث لقتلى المتاريس مثلما فعلوا حين روجوا فرية أني دعوت الى فض الاعتصام بالقوة، وذلك للأسف الشديد ينم عن جهل فاضح باللغة العربية وبالثقافة الإسلامية، ذلك أن عبارة (لا بواكي له)المنسوبة الى الرسول صلى الـله عليه وسلم تقول إنه عندما رأى النساء يبكين شهداءهن في معركة أحد قال حزناً على عمه وحبيبه أسد الـله حمزة بن عبدالمطلب : (أما حمزة فلا بواكي له) فقمت باستخدام العبارة مذكراً بأن المتباكين (بدموع التماسيح) على شهداء الاعتصام أعلنوا العصيان المدني وأقاموا لذلك المتاريس التي أغلقت الشوارع ومنعت المواطنين والمرضى من الخروج من دورهم طلباً للعلاج ولتلبية حاجاتهم الضرورية وتسببوا جراء ذلك في موت بعض المرضى الذين لم يتمكنوا من العلاج بسبب إغلاق الشوارع وتساءلت: كيف نصدق أن من يتسبب في قتل المرضى بإغلاق الشوارع بالمتاريس يتفطر قلبه حزناً على شهداء الاعتصام وهل هناك فرق بين دماء هؤلاء وأولئك ام أنه الكيل بمكيالين ولذلك قلت إن شهداء المتاريس لا بواكي لهم ممن يتباكون على شهداء الاعتصام متاجرة بدمائهم لتحقيق أجندتهم السياسية الرخيصة.

> أختم بالسؤال : هل تراني أبالي بغضب أولئك الشانئين من بني علمان ومن غيرهم من الشيوعيين او حتى رضاهم، ام أني أتوق الى رضا ربي الذي أسأله أن يلهمني الرشد في القول والعمل، وأن يثبتني على الحق الى أن ألقاه غير مبدل ولا مغير ؟.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى