منوعات وفنون

منح براءة اختراع لعالم سودانى

منحت هيئة براءات الاختراع الأمريكية مؤخراً، وبتاريخ 28/5/2019 براءة اكتشاف دواء مستخلص من الفول المصري (US 100,300,10 B1) وتبنته جامعة الملك سعود بعاصمة المملكة العربية السعودية بالرياض والتي اكتشفها ثلاثة علماء سودانيين بقيادة العالم البروفيسور السوداني مصطفى عبد الله محمد صالح، أستاذ طب أعصاب الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك سعود، حيث كانت دراسة سابقة قد أثبتت أن الفول المصري به مادة تقي من تشنجات الصرع.

من جهته أوضح البروفيسور مصطفى صالح في تصريح بحسب وكالة السودان للأنباء(سونا) أن نتائج هذه الدراسة تم نشرها في عام 2008 في مجلة طب الأعصاب العالمية (الصرع والسلوك)، برئاسة تحريرها بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية ،حيث بدأت الدراسة بما لاحظه البروفيسور مصطفى عبد الله محمد صالح أن نسبة الإصابة بالصرع في السودان تقل كثيراً عنها في الدول الأفريقية المجاورة للسودان جنوب الصحراء. وبما أن الفول يمثل الوجبة الرئيسية للإفطار بمدارس السودان وبيوته ـ كما أنه يدخل أيضاً في وجبة العشاء ـ جاءت فكرة تقصي إن كان يحتوى على مادة تقي من حدوث الصرع.

وأضاف في حديثه لـ” سونا” (لقد تمت هذه التجارب بالاشتراك مع البروفيسور على أحمد مصطفى ، أستاذ علم الأدوية بكلية الطب بجامعة الملك سعود آنذاك . حيث حقنت مجموعة من فئران التجارب بمادتين تؤديان إلى التشنجات الصرعية ثم الوفاة ، هما الاستريكنينا والبيكروتكسين . بعض هذه الفئران كان قد أعطي قبل نصف ساعة ـ عن طريق الفم ـ عصير مركز من الفول بعد غليه وسحنه بنفس الطريقة التي يؤكل بها ، كما حقنت مجموعة أخرى بدواء الفاليم (وهو دواء رئيسي للتشنج) وقد وجد أن الصرع المؤدي للوفاة قد قل بنسبة الثلثين (66%) في الفئران التي أعطيت الفول قبل حقنها بمادة االستريكنينا ، مما يدل على أن الفول يؤدي مفعوله عن طريق مستقبلة القلاليسينا بالجهاز العصبي ، وهي التي تتفاعل معها عدة أدوية منها الفاليم . ولإثبات ذلك تم حقن مجموعة من الفئران التي أعطيت الفول بدواء الفاليم قبل حقنها بمادة الاستريكنينا).

وأوضح البروفيسور مصطفى صالح أنه وفي هذه المجموعة فإن نسبة الوقاية من الصرع المؤدي للوفاة كانت كاملة (100%) بعد ذلك تم تحليل نقطة من عصير مسحوق الفول المركز وفصله كيميائياً ومعه نقاط من أدوية الفينوباربتون والفاليم ومادة القلاليسين ، وجد أن نقطة الفول تزامنت في سرعتها مع نقطة القلاليسين، ولفصل المادة الفعالة في الفول كدواء طبيعي ـ بلا المضاعفات ـ يقي من الصرع ويعالجه، تم إجراء بحث مشترك مع البروفيسور معتصم ابراهيم خليل بقسم الكيمياء بكلية العلوم، جامعة الملك سعود أسفرت عن اكتشاف المركب الكيماوي في الفول. وقد منع هذا المركب حدوث التشنجات التي يسببها حقن عقار الستريكنين في فئران التجارب بنفس كفاءة دواء الفينوباربتون.

وفي ختام تصريحه لوكالة السودان للأنباء عبر البروفيسور مصطفى صالح عن شكره وتقديره نيابة عن زملائه الباحثين لأسرة جامعة الملك سعود بالرياض لإهتمامها بالبحث العلمي والاختراعات العلمية، مما أهل الجامعة لاحتلالها مكانة مرموقة على المستويين الإقليمي والعالمي، كما قدم شكره لزملائه الذين احتفوا بهذا الإنجاز العلمي، مؤكدا أن الاكتشاف يعمل على خدمة الإنسانية بصورة عامة.

يذكر أن البروفيسور مصطفى عبد الله محمد صالح ولد بمدينة كوستي وتخرج في جامعة الخرطوم بدرجة البكالوريوس في الطب 1974م، ثم حصل على ماجستير طب الأطفال وصحة الطفولة ودكتوراه طب الأطفال الكلينيكية عام 1980م، ثم على درجة الدكتوراه في الطب مع مرتبة الشرف عام 1982م. وبعد ثلاث سنوات حصل على شهادة الهيئة الأمريكية التعليمية لخريجي الطب الأجانب (المعادلة الأمريكية) وواصل البروفيسور مصطفى صالح دراسته ليحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الطبية من جامعة أوبسالا بالسويد عام 1990. وفي عام 2005 انتخب زميلاً للكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الطفولة، كما انتخب عام 2015م زميلاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب. وفي عام 1992 ألتحق بالعمل بالسعودية بوظيفة أستاذ طب الأطفال في كلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض. ونال البروفيسيور مصطفى صالح عدة جوائز إقليمية وعالمية وله عدة مؤلفات(كتب) ورسائل بحثية علمية.

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



‫2 تعليقات

  1. الدكتور شاعر قبل أن يكون طبيباً ،،، كنا معه ضمن الفوج الشبابي الذي تسنى له زيارة الجزائر في عام 1970م ضمن أفواج الشباب التي جابت العديد من دول العالم في ظل تقلد الدكتور منصور خالد لحقيبة وزارة الخارجية … وكان الدكتور عنوانا مشرفا للسودان حيث نشرت له إحدى الصحف الجزائرية الكبرى قصيدة عصماء رفعت رأسنا جميعا .. فكان المتحدث بإسمنا وبه ارتفع اسم السودان عالياً … وما يزال الدكتور في عطاء نسأل الله ألا ينضب وندعو له بالتوفيق والسداد…

زر الذهاب إلى الأعلى