الطيب مصطفى

الى القائدين البرهان وحميدتي : حذار من مؤتمر برلين

قبل ان اتحدث عن شرك او كمين مؤتمر برلين الذي سيعقد يوم 21 يونيو الحالي والذي نظمته امريكا للفتك بالسودان وبمجلسه العسكري ارجو ان امهد لذلك بالمقدمة التالية والتي تكشف جزءا من حجم المؤامرة على السودان.
فبعد ان تساقطت اوراق الضغط الداخلية التي كانت تستخدمها في معركتها ضد المجلس العسكري واحدة تلو الاخرى ، لم تجد قوى الحرية والتغيير غير الخارج فاستنجدت بالوساطة الاثيوبية ثم بالاتحاد الافريقي ثم ما لبثت امريكا ان حشرت انفها كما ظلت تفعل في شتى ارجاء الدنيا وهل يحشر الشيطان الاكبر انفه في خير ؟!

من تراه لم يلحظ زيارات سفراء اوروبا المتكررة لميدان اعتصام القيادة العامة وهل نسي الناس تلك الزيارة الغريبة العجيبة التي قام بها القائم بالاعمال الامريكي للميدان وتبرعه باجهزة ومعدات للمعتصمين وكأن ميدان الاعتصام احد احياء مدينة نيويورك؟!
لا يفوتني ان اذكر بزيارة مساعد وزير الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية للخرطوم ايبور ناجي قبل ثلاثة ايام ومقابلته لرئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان وللاسف فان الرجل لم يقابل سوى قوى الحرية والتغيير (قحت) بينما رفض مقابلة تنسيقية القوى الوطنية التي تضم حوالي ( 170)حزبا سياسيا وحركة مسلحة بالرغم من انها اكثر عدة وعددا!
قبل ايام قليلة انتفضت وزارة الخارجية وانتصرت لكرامة السودان حين استدعت السفير البريطاني عرفان صديقي الذي ربما توهم ان السودان لا يزال تحت سلطة دولته الاستعمارية فطفق يخرج على الاعراف الدبلوماسية بتصريحاته وتغريداته المنحازة ويصول ويجول في الخرطوم وكانه حاكمها العام!

حتى الوساطة الاثيوبية برئاسة رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد ابت الا ان تبدي انحيازها الى قوى الحرية والتغيير من خلال تصريحات خرقاء ادلى بها الوسيط الاثيوبي الذي تركه ابي احمد خلفه بعد ان رجع الى موطنه فقد تصرف ذلك السفير الوسيط بنزق غريب حين قال ان التفاوض بين المجلس العسكري وقحت سيعود قريبا وانه (لا تراجع عن ما تم الاتفاق عليه) بالرغم من ان البرهان كان قد اصدر قبل ذلك قرارا بالغاء الاتفاق بين المجلس العسكري وقحت بما يعني ان ذلك الوسيط تدخل في ما لا يعنيه وتجاوز مهمته الدبلوماسية مما يقتضي ان يطرد من قبل السلطات السودانية ان لم يتم سحبه من قبل دولته التي يبدو انها لم تحسن الاختيار فقد اوقعها في حرج كبير واساء الى علاقة دولته بالسودان.

تلك المقدمة تقودني الى الحديث عن الفخ الكبير والكمين الخبيث الذي ينصب الآن للسودان والذي لا يختلف عن ذلك الذي رتبته امريكا للسودان في ضاحية نيفاشا بكينيا.

اذكر بما ظللنا نكتبه ونقوله ان اتفاقية نيفاشا ربما كانت اول نصر عسكري في ميادين القتال على مدار التاريخ يتحول الى هزيمة سياسية ساحقة ماحقة في مائدة التفاوض فقد حققت امريكا من خلال ذلك الاتفاق ما ظلت تصبو اليه كما حقق قرنق كل اجندته التي سعى اليها بمؤازرة المجتمع الدولي والافريقي الذي سانده بينما جلس المفاوض السوداني لوحده معزولا من اي سند مما تسبب في تلك الطامة الكبرى.

اهم ما دعاني لعقد المقارنة بين كارثة نيفاشا ومؤتمر برلين ان امريكا قررت ان تعقد مؤتمرا دوليا بتاريخ 21 يونيو من هذا الشهر لمؤازرة قحت في مواجهة المجلس العسكري مماثلا لما فعلته في نيفاشا حين حشدت كل القوى الاقليمية والدولية لمساندة قرنق في مواجهة الحكومة السودانية.

في مؤتمر برلين حشدت امريكا الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والامم المتحدة ودول الترويكا والاتحاد الاوروبي ومصر والسعودية والامارات لفرض الاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري وقحت بما يعني ان امريكا تدعم اعادة التفاوض بذات النسب الاقصائية الظالمة بما فيها حصول قحت على (67)% من مقاعد البرلمان وان تكون الفترة الانتقالية ثلاث سنوات وهو ما تم الغاؤه من قبل المجلس العسكري احتجاجا على تعنت قحت سيما وقد تبين له انه ارتكب خطأ فادحا ظلم به واقصى معظم مكونات الشعب السوداني وقواه السياسية.

لا خيار امام المجلس العسكري سوى الاعتذار عن المشاركة في ذلك الكمين الذي سيدفع السودان ثمن الوقوع فيه اضطرابا واحترابا وخرابا وموتا زؤاما سيما وان المتآمرين لم يدعوا تنسيقية القوى الوطنية او ايا من المكونات السياسية الاخرى بما في ذلك الحركات المسلحة التي وقعت اتفاقات ملزمة مع الدولة السودانية يمثل عدم الالتزام بها مبررا لعودتها لحمل السلاح.

على المجلس العسكري الاتصال بالدول الشقيقة والصديقة لمناهضة انعقاد ذلك المؤتمر الكارثي ذلك ان انفاذ الاتفاق مع قحت لن يدفع السودان وحده ثمنه انما تلك الدول التي يشارك جنود السودان في حمايتها.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



تعليق واحد

  1. بسيــــــــطة.ولاداعي للعك والعجن الكتبتو.. يدعوا تنسيقية القوي الوطنية لمؤتمر برلين ونقول يادار مادخل شر.(انا او الطوفان.منتهي الانانية)

زر الذهاب إلى الأعلى