الفاتح جبرا

براها ما إستفزاز؟

بداية لابد أن نذكر (للمرة المليون) إلى أن أي تساهل وليونة وعدم حسم (لفلول) النظام السابق وأعوانه ومليشياته وافراده سوف يكون الآن ومستقبلاً من أكبر المهددات لأمن وسلامة المجتمع ، هذا (التساهل) الذي لمسناه من (المجلس العسكري) الذي لم يتعامل حتى كتابة هذه السطور بالصورة اللازمة لتفكيك أذرع هذه (الجماعات) التي لا تتورع عن ممارسة أي نوع من العنف أو الإرهاب من أجل عودتها إلى السلطة .

لقد نادينا (ولا زلنا) ننادي بالتحفظ على قيادات النظام السابق لا من أجل محاسبتهم عما إقترفوه من جرائم في حق هذا الشعب فحسب بل (حفاظاً) على أرواحهم من غضب الشعب الثائر الذي يمتلئ بالحنق والغبن جراء ما حاق به من ظلم طيلة الثلاثين عاما الماضية .

جاء في الأخبار أن حزب المؤتمر الشعبي (توأم) حزب المؤتمر الوطني والمشارك حتى آخر لحظة في الحكم المندحر قد قام في صبيحة السبت الماضي بعقد إجتماع (مجلس شورى) بصالة قرطبة بالخرطوم (الصحافة) وهذا لعمري يعد في خانة الإستفزاز الشديد لجماهير هذا الشعب الذي أذلته هذه (الشرذمة) وسامته العذاب خلال عقود من الزمان فهذه الوجوه هي (ذااااتا) من أتت بالإنقاذ ومن عملت على توطيد دعائمها !

لقد كان من الطبيعي جداً أن يحدث ما حدث من مناوشات بالحجارة أصيب خلالها العشرات وإحترقت بفعلها عدد من السيارات والحمدلله أنه لم تحدث خسائر في الأرواح فليس في مصلحة أية جهة حدوث أي إنفلاتات أمنية أو أي صورة من صور العنف سوي النظام السابق و مليشياته ورموزه الساعين لجر البلاد إلي الفوضي والخراب حقدا منهم وانتقاما من (زوال) حكمهم االبغيض .
إن السؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا أصرت قيادات (الشعبي) على عقد اجتماع لمجلس (شوراها) في هذا الوقت بالذات الذي يشهد (ثورة عارمة) تجاه كل رموز حليفه (المؤتمر الوطني) الذي ظل وفيا له ومشاركاً معه حتي بعد سقوطه؟

الإجابة (الما عاوزه ليها درس عصر) هو أن التنادي بعقد المؤتمر بصورة علنية (كان يمكن أن يكون سرياً) هو ضمن عمل مخطط له بدقة عالية خاصة وأن بعض (مليشيات) القوم وكتائب (ظلهم) الإرهابية بكل هياكلها العسكرية والأمنية لم تجفف بعد ويمكن إعتبارها (خلايا نائمة) ، فالمسألة المقصود منها خلق بلبلة أمنية تعيق المضي في تحقيق أهداف هذه الثورة التي أقتلعتهم شر إقتلاع ، هذه (البلبلة) التي ربما تكون ذريعة تستدعى بقاء (المجلس العسكرى) حتى (ياخدو ليهم نفس) من أجل مواصلة السعي لمواصلة مشروعهم الحضاري (المزعوم) .

لقد قلناها مراراً ونكررها إن التباطوء في إعتقال كل من له صلة بالنظام البائد خاصة كتائب الظل والأمن الشعبي والجهاد الطلابي إلى آخر هذه المليشيات المسلحة من شانه إنفجار الأوضاع الأمنية في أي لحظة كما أن إعتقال (والتحفظ على) رموز النظام السابق واجب من أجل الحفاظ على أرواحهم (أقل حاجة) فهلا تيقظ (المجلس العسكري) لإفشال هذه المخططات؟

كسرة :
يقال أن المكان الذي شيدت فيه قاعة (قرطبة) هو في الأصل ميداناً عاما لشباب الحي قبل أن يتم تخصيصه لأحد النافذين (أها دي براها ما إستفزاز؟) !

كسرة ثابتة :
فليستعد لصوص هيثرو وبقية اللصوص

كسرة (حتى لا ننسى) :
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟

الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى