تحقيقات وتقارير

الإسلاميون في مسجد الجامعة..أشواق وأشواك..!!

منذ منتصف الأسبوع الماضي، عمم شباب الإسلاميين رسالة عبر وسائط التراسل الفوري تشير إلى أن القيادي الإسلامي ناجي عبد الله سيكون خطيباً بمسجد الجامعة دون الإفصاح عن أسباب الحضور الاضطراري لقدامى الإسلاميين لمنبرهم القديم..

حضور كبير

تقاطر العشرات من الإسلاميين من كل حدب وصوب نحو مسجد الجامعة. أبرز الحضور كان من فئة الشباب.. المسجد التاريخي ذو الارتباط الوثيق بالحركة الإسلامية وطلابها امتلأ حتى ضاقت جنباته بالحاضرين وهي ميزة لم تكن حاضرة في السنوات التي خلت، حيث ضعف حضور المصلين ولكن يوم أمس كان الوضع مختلفاً حيث شكل الإسلاميون حضوراً لافتاً من أجل السماع للناجي عبد الله.

حضور دقيق

حينما كانت عقارب الساعة تشير للواحدة ظهراً كان ناجي عبد الله يعتلي المنبر، وقد خصص الجزء الأول من الخطبة للحديث عن الفتوحات في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وتضحيات الصحابة في ذلك الزمن وصبرهم على الابتلاء وعدم الانكسار لليهود والنصارى، ثم قارن ذلك بالوضع في السودان حالياً مستهجناً الدعم الروسي والإماراتي للسودان، ثم عرج بالحديث عن الاصطفاف القبلي والجهوي في جهاز الدولة واختيار الوزراء وفق انتمائهم الجهوي والقبلي قائلاً إن هذه الممارسات أضرت بتجربة الحركة الإسلامية وأضعفتها، وقال حينما ضعفت الآمال وتضعضعت طمع فينا الكبير والصغير والقريب والبعيد .

خطبة سياسية

الجزء الثاني من الخطبة خصصه الناجي عبد الله للحديث السياسي، وقال إن العسكر حكموا السودان 54 عاماً ثم عرج بالحديث عن تجربة الإنقاذ وكشف أن الاتفاق قبل الانقلاب على أن تحكم الإنقاذ بشكلها العسكري لمدة عامين فقط ثم تسلم السلطة للشعب وإشاعة الحريات والديمقراطية بيد أن بعض الناس احتووا الفكرة وانقلبوا على المشروع واستمروا في الحكم 30 عاماً.

جلد ذات

وقال الناجي عبد الله في خطبته إن الإنقاذ قدمت مشاريع كبيرة وإنجازات متعددة، ومن ثم استدرك بالقول سقطنا سقطات كبيرة وارتكبنا خطايا ولا نتنصل عن مسؤوليتنا التاريخية ونتحمل الأخطاء والانحراف، وكلنا شركاء في هذه التجربة.

الفساد والمفسدين

وتطرق ناجي عبد الله في خطبته لملف الفساد، وقال إن الفساد الإداري يتمثل في وضع الرجل الخطأ في المكان الخطأ وقال إن الفساد المالي استشرى وإن كثيراً من الناس ولغوا في المال العام ولم يستطيعوا الصبر على الابتلاء ثم قاموا بأكل المال العام.

استهداف الإسلاميين

وكشف ناجي عبد الله عن مؤامرة يتعرض لها الإسلاميون والإسلام عموماً، مستشهداً بضرب الإسلاميين في الجزائر في العام1989م رغم فوزهم بالانتخابات القومية بالإضافة لاعتقال الآلاف من الإسلاميين في مصر وقتلهم، مبيناً أن الإسلام بصورة عامة لم يعد مرغوباً عند الغرب وأن هنالك محاولات تمضي لاجتثاثه ولابد من مواجهة هذه الحملة والتصدي لها.

مع التغيير

ثم تناول ناجي عبد الله ما يدور في الساحة حالياً، وقال إن الإسلاميين مع التغيير وأن الشباب الذين خرجوا حالياً للتظاهرات هم إسلاميين والذين قتلوا وشردوا وسجنوا في التظاهرات الأخيرة هم أبناء الحركة الإسلامية بالعاصمة والولايات، وبالتالي فإن الإسلاميين هم دعاة التغيير حالياً.

أشواك في الطريق

ثم جزم الناجي عبد الله بأن تواجده في منبر مسجد الجامعة ليس من أجل توحيد الإسلاميين (الشعبي والوطني) وأن هذه المسميات تجاوزها الزمن. وأضاف يجب أن يكون بيدنا القدح المعلى في قيادة التغيير ومضى إلى القول بأن الإنقاذ ليست مشروعاً للخلود، بل هي مشروعاً لكل الناس وفي سبيلها قدمنا شهداء من كل أنحاء السودان، وأضاف نريد أن نتداعى لمشروع الشعب الكبير.

(لا ) للمحاكمات

وشدد ناجي عبد الله على عدم الانسياق للمحاكمات الإعلامية، وأضاف كل من يملك مستندات فساد ضد شخص يجب أن يقدمها للمحاكم بدلاً عن المحاكمات الإعلامية. وقال جاهزين للمحاكمات ولا نملك حصانات ومن يملك مستندات ضد فساد أي شخص يجب أن يمضي للمحكمة بدلاً عن المحاكمات الإعلامية. وجزم بألا أحد يستطيع أن يعزل الإسلاميين. وأضاف ننادي بجبهة إسلامية عريضة وقضيتنا ليست وحدة الشعبي والوطني. وقال إن القيادات الكبيرة بالحزبين ضد وحدة الإسلاميين وأن الدولة العميقة ستقف ضد وحدة الإسلاميين، وقال نريد مشروعاً عريضاً يضم كل أهل القبلة، خاصة الصوفية والإسلاميين، ونحن مع الديمقراطية والشورى؛ نريد انتخابات وواثقين أننا لن نسقط وأن الشعب سيختارنا.

أشواق الماضي

في خواتيم خطبته تحدث ناجي عبد الله عن مسجد الجامعة وقال إنه يمثل منبراً تاريخياً للإسلاميين منذ العام1979م، وقال إن بعض الشهداء مثل عبيد ختم وأحمد البشير وعلي عبد الفتاح، كانوا خطباء بمسجد الجامعة.

مبادرة المنبر

وقال ناجي عبد الله إن بعض الإسلاميين طالبوا بخطبة بمسجد الجامعة وأن مبادرة ستنطلق قريباً ولم يفصح عن معالم المبادرة مكتفياً بالقول المبادرة ليست تحشيداً ضد أحد، بل نحن نريد جمع إخوان الله وأهل القبلة والمسلمين لنصرة الوطن والدين. وأضاف لن نقدم منفستو أو مقترح بشأن المبادرة لأنها مبادرة في طور التكوين، بيد أن ناجي عاد وطالب بأهمية رحيل قيادة الحكومة بعد ثلاثين عاماً من الحكم، وقال نحن الأقرب لرئيس الجمهورية حالياً من كل الخيارات ونريد له رحيلاً يحفظ كرامته وعليه أن يتنازل من أجل الدين والبلد.

دموع متكررة

لم تتوقف دموع ناجي عبد الله عن الجريان منذ صعوده لمنبر الجمعة وحتى مغادرته للمسجد بيد أن حديثه عن الشهيد علي عبدالفتاح جعله يبكي لبرهة من الزمان ثم استعاد رباطة جأشه معدداً مجاهدات وتضحيات علي عبد الفتاح منذ أيامه بكلية الهندسة جامعة الخرطوم وحتى ساعة رحيله. ثم تحدث باستفاضة عن كل من عبيد ختم وعوض عمر السماني.

حضور الوطني

كان لافتاً في الخطاب الذي ألقاه ناجي عبد الله، هو مشاركة المؤتمر الوطني بالحضور حيث حضر الأمين السياسي بالحزب عمر باسان.
وحول المبادرة المطروحة، قال باسان إن شورى المؤتمر الوطني التي ستنعقد اليوم ستحدد الموقف من المبادرة. إلى جانب باسان حضر أمين طلاب الوطني بالإنابة هاشم القصاص وأمين الاتصال التنظيمي السابق محمد عبد الله شيخ إدريس.

حضور الدولة

كان لافتاً هو حضور وزير الداخلية بشارة جمعة أرو لخطبة الجمعة أمس بمسجد الجامعة بيد أنه غادر سريعاً بعيد انتهاء الخطبة.

مقاطعة الصف الأول

كان لافتاً في خطبة الجمعة أمس هو غياب قيادات الصف الأول بالشعبي والوطني عن حضور الخطبة؛ حيث حضر من الشعبي نجل الترابي محمد عمر ودكتور فتح الرحمن القاضي، بينما حضر من الوطني عمر باسان ومن (سائحون) حضر أبوبكر محمد يوسف من الإخوان حضر حسن عبد الحميد ومن مبادرة جامعة الخرطوم حضر مصطفى إدريس.

تكبير مستمر

ظلت أصوات المصلين تتعالى بالتكبير أثناء حديث ناجي عبد الله في الخطاب وظل ناجي نفسه يهتف بصوت عالٍ (الله أكبر) ليردد معه المصلون بأصوات عالية هتافات الإسلاميين المحببة إليهم.

مبادرة للحل

(الإنتباهة)، استنطقت محمد عمر الترابي حول المبادرة، حيث قال إنهم يرحبون بأية مبادرة تساهم في فك الاحتقان الحالي، وهي مبادرة خرجت من مجموعة. تريد حلاً للبلاد. بالمقابل قال عمر باسان إن الوطني سيحدد موقفه منها اليوم .

صعوبة في الخروج

وجد ناجي عبد الله صعوبة في الخروج من المسجد بعد أن حاصره جمع غفير من المصليين الذين صافحهم فرداً فردا..
استحسان كبير
وجد الخطاب استحساناً كبيراً من الحاضرين لكونه ابتعد عن استفزاز الآخرين ونادى بالديمقراطية والشورى وتوحيد أهل القبلة.

تقرير : عبدالرؤوف طه

الخرطوم (صحيفة الإنتباهة)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى