تحقيقات وتقارير

30 يومــاً على تعيـين ايـلا .. جـرد حســـاب

ثلاثون يوماً حسوماً هي عمر حكومة رئيس الوزراء القومي، محمد طاهر ايلا، الذي عُين قائداً للحكومة عقب حل حكومة سلفه معتز موسى، وخلال هذه الفترة اتخذ طاهر ايلا عدة قرارات كانت في غالبها الأعم تحمل طابعاً اقتصادياً، ونأى ايلا بنفسه عن الاقتراب من المطابخ السياسية مكتفياً بقراراته الاقتصادية.

أول القرارات

لم تمضِ أكثر من 48 ساعة على تعيين محمد طاهر ايلا رئيساً للوزراء حتى قام بإصدار قرار وجد ارتياحاً عريضاً في الساحة الاقتصادية وهو القرار المتعلق بتخفيض سعر الدولار الجمركي من 18 جنيهاً إلى 15 جنيهاً أي تخفيض 20% من سعره السابق ووجد القرار ارتياحاً واسعاً من قبل المستوردين والعاملين في الأسواق التجارية المختلفة ، وكان سعر الدولار الجمركي قبل العام 2017م يساوي 6 جنيهات ثم تمت زيادته إلى 18 جنيهاً ضمن موازنة العام 2018م ، ليأتي ايلا ويقوم بتخفيضه إلى 20% .

إعفاء شلية

جاء طاهر ايلا إلى رئاسة الوزارة ووجد قضية الشركة الفلبينية في أوجها حيث وجد قراراً بإعفاء مدير هيئة الموانئ البحرية اللواء عبدالحفيظ صالح وتعيين جلال شلية بقرار من رئيس الوزراء السابق معتز موسى، لم تمر أكثر من 72 ساعة على تعيين جلال شلية في منصب المدير العام لهيئة الموانئ البحرية حتى قام ايلا بإصدار قرار قضى بإعفاء شلية من منصبه وتعيين شخص آخر بدلاً عنه ، وقتها قال شلية لـ(الانتباهة) إن القرار كان متوقعاً وان طاهر ايلا قصد الانتقام منه ويشاع على نطاق واسع أن خلافات سابقة بين ايلا وشلية إبان عملهما في هيئة الموانئ البحرية في التسعينيات لعبت دوراً حاسماً في الإطاحة بشلية من موقعه .

تخفيض جديد

واصل رئيس الوزراء محمد طاهر ايلا في حملته الاقتصادية خاصة تلك المتعلقة بالإعفاءات وتخفيض الرسوم حيث أصدر قراراً بتخفيض رسوم خدمات الموانئ إلى 50%، القرار وجد أيضاً ارتياحاً من قبل العاملين بالموانئ البحرية ، وبدأ طاهر ايلا مهتماً بقضية الموانئ بشكل خاص منذ تعيينه رئيساً للوزراء ويرجع ذلك لسبين الأول لانحداره من ولاية البحر الأحمر حاضنة الموانئ الأولى ، عطفاً على عمله السابق كرئيس لهيئة الموانئ البحرية .
قرار مشترك
كما ذكرت آنفاً فان طاهر ايلا قد وجد قضية الشركة الفلبينية التي حازت على عقد تشغيل الميناء الجنوبي في أوج قمتها، فما كان منه إلا أن أصدر قراراً بإقاله مدير الموانئ لم يمضِ على قرار إقالة مدير الموانئ وقتاً طويلاً حتى قام رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بتوجيه الجهات المعنية بإعادة النظر في عقد الشركة الفلبينية وتشير التسريبات أن طاهر ايلا عقد اجتماعاً مع رئيس الجمهورية بغرض إقناعه بإعادة النظر في عقد الشركة الفلبينية.

تشكيل الحكومة

وبعد أكثر من أسبوعين من تعيينه فاجأ رئيس الوزراء محمد طاهر ايلا الساحة السياسية بالإعلان عن حكومته التي وجدت انتقادات لاذعة ، حيث قام مجلس الوزراء على وجه السرعة بالدعوة لمؤتمر صحفي للإعلان عن الحكومة الجديدة ، حضر ايلا لمجلس الوزراء وإعلان أسماء وزراء حكومته جاءت الحكومة دون التوقعات خاصة أنه حمل عدداً من الأسماء والوجوه التي كانت موجودة في حكومة رئيس الوزراء السابق معتز موسى أبرزهم حاتم السر وبحر ابوقردة وبشارة جمعة ارور والخير النور وسعاد الكارب وحسن إسماعيل ، بينما أدخل ايلا أسماءً جديدة في حكومة لم تكن على علاقة بالاستوزار من قبل مثل رضوان مرجان الذي عُين وزيراً للزراعة ومحمد ابوفاطمة الذي عُين وزيراً للمعادن وكانت المفاجأة في حكومة طاهر ايلا هو تخلي المؤتمر الوطني عن حقيبتي المالية والنفط والغاز ، حيث منحت الأولى للاتحادي المسجل وحاز عليها مجدي حسن يس والثانية لحزب الأمة الفيدرالي ونالها اسحق آدم جماع، بينما كانت أكبر المفاجآت في حكومة طاهر ايلا هو اعتذار البروفيسور بركات موسى الحواتي عن منصب وزير الحكم الاتحادي ، بينما لا يزال مصير السموأل خلف الله الذي عين وزيراً للثقافة غامضاً وسط أنباء تتحدث عن اعتذاره عن تولي المنصب، وأعاب البعض على ايلا في تشكيل حكومته هو عدم إخطار الوزراء المعينين بخطوة تعيينهم إلا قبل ساعات قليلة من إعلان الحكومة .

أقوى القرارات

واصل ايلا في قراراته الاقتصادية وقام بإصدار قرار لم يكن متوقعاً من قبل وهو القرار القاضي بحل مؤسسة النفط السودانية ونقل أصولها والعاملين بها إلى وزارة النفط والغاز، وهو قرار لم يكن في الحسبان خاصة أن الشركة التي كونت في خواتيم التسعينيات كانت تحظى برعاية خاصة من قبل الدولة وقامت بتوقيع معظم العقود الخاصة بالتنقيب عن النفط ، لذا لم يتوقع أحد أن يقوم ايلا بحلها وإتباعها لوزارة النفط والغاز .
استمرار العاصفة
يبدو أن رئيس الوزراء محمد طاهر ايلا عازم على حل ودمج عدد من الهيئات والمؤسسات الحكومية، حيث قام أمس الأول بحل مجلس إدارة شركة السكر السودانية وإعفاء مديرها العام محمد المصباح علي .

قرارات متوقعة

ويتوقع أن تستمر حملة رئيس الوزراء محمد طاهر ايلا في حل المؤسسات والهيئات الحكومية، ومن المتوقع يقوم ايلا بدمج مؤسسات داخل عدد من الوزارات في الفترة القادمة .

لقاء شبه سياسي

كان رئيس الوزراء محمد طاهر ايلا حريصاً على الابتعاد عن المشهد السياسي واكتفى بلقاء جماهيري حاشد بالقصر الجمهوري شارك فيه قيادات الإدارة الأهلية بالشرق الذين حضروا لتهنئة الرئيس عمر البشير بتعيين محمد طاهر ايلا رئيساً للوزراء بعد ذلك اللقاء وجه رئيس الجمهورية بالإفراج عن المعتقلات السياسات وهي المرة الأولى التي يظهر ايلا في مناسبة شبه سياسية .

صراع صامت

تتحدث مجالس المدينة عن صراع صامت بين ايلا وشخصيات كانت على خلاف قديم معه، واعتبر البعض إعفاءه لجلال شلية نوعاً من تصفية الحسابات بين الرجلين بل لم يتوان شلية في القول بأن ايلا أراد الانتقام منه بقرار إعفائه ويرجع الخلاف بين الرجلين إلى فترة عملهما في الموانئ البحرية قبل عقدين من الزمن، في السياق ذاته تشير التقارير الإعلامية أن مدير شركة السكر السودانية الذي تم إعفاؤه محمد المصباح كان من أشد المناوئين لطاهر ايلا إبان عمله والياً للجزيرة .

استمرار العاصفة

لم يتوقف طاهر إيلا عند حل مؤسسة النفط السودانية وحل مجلس إدارة شركة السكر السودانية، حيث قام نهار أمس (الإثنين) بحل مجلسي المفوضين والقطاعات بالجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي، وقام إيلا كذلك بإعفاء مفوض الاستثمار بالضمان الاجتماعي الفكي محمد حبيب الله، وتعيين محمد خير عمر بدلاً منه.

تقرير : عبد الرؤوف طه

الخرطوم (صحيفة الإنتباهة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



‫2 تعليقات

  1. الزكاه. تحولت. لتصبح. بصات. المروه. السفريه. بخط. الشمال. الزكاه. تحولت لمزارع. ابقار. اين. الشفافيه. يا ايلا. ارمي. قدام. ابحث. في. من. يوزع. الزكاء. وراجع حساباته. التي. حولته. لاعظم. رجل. اعمال. في. السودان. بعد. كان. مجرد. كومسنجي. بالسوق. الشعبيىةامدرمان

زر الذهاب إلى الأعلى