تحقيقات وتقارير

هارون بالقصر.. أكثر من ملف!!

عَقَدَ حزب المؤتمر الوطني خلال الشهر الجاري، أول اجتماعٍ للمكتب القيادي بدون رئيس الحزب الرئيس عمر البشير عقب إعلان حالة الطوارئ في البلاد، بينما أقدم الرئيس بخطوة ألجمت الكُل، حينما نقل صلاحياته كاملة داخل الحزب لنائبه أحمد هارون باعتباره الرئيس المُكلّف للمؤتمر الوطني، بينما كشف الوطني مُباشرةً بعد اجتماع المكتب القيادي عبر رئيسه المكلف أحمد هارون عن استراتيجية جديدة، وأوضح هارون أنّ خُطة المؤتمر الوطني تُركِّز على إدارة حوار مع القوى السياسية كَافّة والتعاطي مع المرحلة المُقبلة بمنظُورٍ قومي.

 

المؤتمر الوطني بدأ نقاشاً جَادّاً حول رؤية الحزب للمرحلة القادمة وسياساته تجاهها وخُططه واستراتيجيته بمنظُور قومي يأخذ في الاعتبار ضرورة بناء التوافق والتراضي الوطني مع كل القوى السِّياسيَّة الأخرى كحجر زاوية في رؤيته لبناء المُستقبل، وهي ذات السِّياسة والنهج الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية خلال خطابه المشهور بحل الحكومة، وأنه سيكون رئيساً قومياً بمسافات مُتقاربة مع كل القوى السِّياسيَّة والأحزاب وليس المؤتمر الوطني وحده، خطوة عدّها البعض واحدةً من المُسكِّنات السِّياسيَّة لحل الأزمة والاحتجاجات التي طَالَت الشارع السوداني، ولكن لم تمر أيامٌ حتى كُلِّف مولانا أحمد هارون رئيساً للحزب، وابتعد رئيس الجمهورية ليتقارب بمسافة واحدة مع كل الأحزاب السياسية الأخرى، التي حتى اللحظة لم تكسب هذه الفرصة وتعطي نفسها ألقاً جديداً وسياسة مختلفة تتماشى مع المرحلة المُقبلة ليس ذلك فحسب، بل زاد عليها رئيس الحزب المُكلّف مولانا أحمد هارون، وقال إنّ مُستقبل السودان لا يُشكِّله حزبه وحده، بل يُشكِّله الجميع، مُؤكِّداً دعم الحزب للتغيير السياسي بناءً على إرادة الشعب، وأضاف هارون ضمن المُقابلة التي أجراها مع الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، أنّ المؤتمر العام القادم سيختار رئيساً جديداً للحزب ووسيلته صناديق الاقتراع، مُعلناً أنّ حزبه مُستعدٌ للحوار مع الجميع شيوعيين وبعثيين وحركة شعبية وحركات مسلحة، بحانب المُحتجين في الشارع، وقال: كلهم من حقهم أن نسمعهم، وكلهم أبناء الوطن، وأقرّ بأنّ ما يحدث في الشارع له أثره على التّغيير الذي حَدَث بالمؤتمر الوطني، لكن ضمن مُؤثِّرات أُخرى عدة، وقال إنّ ما حَدَثَ في الشارع يستحق هذا التّغيير ومن واقع المسؤولية.

 

زيارة الدوحة

لم تمضِ أيّامٌ من تعيينه رئيساً مُكلّفاً حتى طار هارون إلى الدوحة وهو يمسك بملف السلام مُحاوراً، للتشاور مع حركات دارفور وهو ما لم يكن بعيداً عن التعليل السياسي للزيارة التي بدأت مُفاجئة للكل، خَاصّةً بعد الإرهاصات الأخيرة وسحابة الصيف التي عبرت فوق سماء الخرطوم والدوحة، ولم تظهر ملامح الزيارة بعد حتى تم تعيينه أمس مساعداً لرئيس الجمهورية في خطوةٍ لم تكن مُستبعدة أو غريبة، بل ولن تكون الأخيرة أيضاً، ولكنها خطوة عبّر عنها البعض بأنها مُوفّقة من باب أن الرجل يمتلك مقدرات خاصّة في طريقة الحوار، وأنه سينجح بلا شك في ملف التفاوض مع حركات دارفور وقطاع الشمال.. ولكن البعض الآخر يرى أن تكليف الرجل جاء مُتخطياً الحواجز التي كان يتبعها المؤتمر الوطني في طريقة التّعيين لمن يراه مُناسباً حتى يمثله ضمن الحكومة، ولكن حَسب مُحلِّلين، فإنّ هارون من خِلال المَنصب الحزبي والدّستوري، فإنّه سَيصنَع من الجَانبين وصفة سَتكون فيها بعض الحُلُول لعددٍ من الإشكالات والمَلفات التي استعصت على مَن سَبقوه في الوظيفة الدستورية مُساعداً للرئيس وفي ذات الملف.

 

معيار التّعيين

الدكتور والمحلل السياسي والقيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي قال لـ(الصيحة) انّ التعيينات سواء كان سفراء أو وزراء أو مساعدين يجب أن تكون واضحة، مُشدّداً بأن المعيار في التّعيين لم يكن واضحاً ومفهوماً للرأي العام أو هنالك مرجعية واضحة تمّ التبشير بها تتعلّق بالكفاءات، مُتسائلاً: هل السفراء الوزراء تم تعيينهم بموجب الكفاءات؟ مُبيِّناً أنّهم إذا أرادوا سُفراء أن يتم طرحها للجمهور وأصحاب الكفاءات وتكون المعايير هي الفيصل في الاختيار، مُشيراً إلى أنّ القرارات كانت سابقاً تتم داخل المؤتمر الوطني باعتبار أنّه حزب الأغلبية ومن يمثلهم داخل الحكومة، ولكن الآن أصبحت هذه الآلية المتعلقة بالاختيار غير معروفة، وأنّ المَسائل أصبحت مُتشابهة، مُضيفاً أنّ الآلية اختلفت، وأن تعيين اليوم يشبه السابق، مُوضِّحاً أن تعيين مولانا أحمد هارون مُساعداً للرئيس والصادق الهادي غير واضحٍ طريقة اختيارهما، وياسر يوسف اُختير للخارجية، وأنّ السفراء يعتبرون مُوظّفي خدمة مدنية، فكان يجب أن تُطرح ضمن الخدمة المدنية وألا تكون ترضيات ومُوازنات، نحن لا نُشكك في مقدراتهم، ولكنها يجب أن تُخضع للمُعاينات ولا تُترك للمُزايدات السِّياسيَّة.

 

تقرير: النذير دفع الله
(صحيفة الصيحة) .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى