حوارات

تعرضت لهجوم كاسح من قبل قيادات بالوطني و هناك أخطاء كثيرة شاركنا فيها و لا نبرّئ أنفسنا

على الوطني سماع من يبكيه وليس من يضحكه

لهذه (…) الأسباب انتخابات 2020 غير واردة على الإطلاق

 

تحول واضح في مواقف الرجل الذي عرف بالمُدافع، عن الحكومة، وفقاً لما يدلي به من تصريحات وأحاديث كثيرة ظل يرددها بين الفينة والأخرى. وصف بأنه ملكي أكثر من الملك، قال إنه تحملها أكثر مما يجب، فالتحول المغاير لمواقفه ظل محط اهتمام كبير، وجد عند البعض هجوماً لاذعاً، من قبل قيادات أخرى، “الصيحة” جلست إلى الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي، د. أحمد بلال، وحاصرته بالعديد من الأسئلة التي تحتاج لإجابات حول ما يحدث في الساحة السياسية مؤخراً. فلنتابع ماذا قال..

 

*هناك تحول واضح في حديث د. أحمد بلال من مدافع مستميت إلى مهاجم شرس ؟

حديثي الذي ذكرته حُرّف تماماً، أنا ذكرت حقيقة، أن المؤتمر الوطني مازال حاكماً ، وأنه موجود في كل مفاصل الدولة وأن المسألة ليست وزارات، وكان ذلك علي الهواء، أما الحديث عن تحميل المؤتمر الوطني مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي لم أذكره على الإطلاق، نحن جميعاً شركاء وأداء الوزارات المختلفة كنا فيه، والأزمة الاقتصادية أزمة تسببت فيها عوامل كثيرة لا يمكن أن يتم تحميلها لطرف محدد، هذا ما ما قلته، وبالإمكان الرجوع إلى الشريط الذي قال فيه أحد المتحدثين إن المؤتمر الوطني سبب الأزمة الاقتصادية، مسألة الحراك الذي يتم في الشارع السوداني، وما يقال فيه عن موجة الكراهية والعنف الذي حدث، هذا الحديث ذكرته وأنا وزيراً للداخلية، وتحدثت أن هنالك موجة من الكراهية، وعلينا أن نتلافى ذلك، وذكرت نحن كلنا مسؤولون، وأن الشباب أهملناه، وعلينا أن ننتبه لهؤلاء الشباب.

 

*هنالك من يفسر حديثك نتيجة لفقدان المنصب؟

هنالك أسباب للاحتقان والكراهية وما لم تتم معالجتها بشكل علمي، ستظل موجودة، وأقول هذا الكلام، ليس بسبب فقدان المنصب الذي كنت أشغله على الإطلاق، وأنا ذكرت الحديث عندما كنت داخل الوزارة والآن أكرره؛ ما لم تعالج مسألة التمكين على وجه التحديد سيظل الاحتقان الذي تشهده الساحة السياسية قائماً. المؤتمر الوطني رقم لا يمكن تخطيه، وليس من مصلحة البلد أن نتخطى المؤتمر الوطني، أو الحركة الإسلامية أو الحزب الشيوعي أو أي حزب آخر. كلنا أبناء هذا الوطن لنا رؤىً وعلينا أن نحترم بعضنا البعض، حتى نصل إلى معادلة وطنية لإخراج البلاد من أزمتها والنفق الضيق، الذي دخلت فيه الآن.

 

كيف كانت ردة فعل ما تناولته ؟

تعرضت لهجوم كاسح وكبير من قبل قيادات بالمؤتمر الوطني تجاه شخصي الضعيف، عليهم أن يفتحوا صدرهم وعليهم سماع من يبكيهم و ليس من يضحكهم، نفتكر أن هناك أخطاءً كثيرة نحن شاركنا فيها- لا نبرّئ أنفسنا- شاركنا منذ أكثر من 16 سنة. ما لم نعترف بهذه الأخطاء لمعالجتها،  سنظل نصر على الإثم، وهذا كلام غير سليم. على المؤتمر الوطني تحمّل جزء من الأخطاء وعليه مراجعة نفسه بقوة، فهو كحزب ورقم لا يستطيع أحد أن يتخطاه ، مسألة إقصائه من أكبر الأخطاء ويجب أن لا يفكر فيها أحد.

 

ألا تعتقد أن متغيرات كثيرة طرأت بسبب اندلاع التظاهرات؟

المتظاهرون يجب أن لا يذهبوا بعيداً، وأن لا يحمّلوا المسؤولية للرئيس، بل أن النظام هو المسؤول، عن الفساد وعن ما يحدث حالياً، وهي أحد الأخطاء في الحراك السياسي، ويجب عدم محاولة تحميل كل ما يحدث للرئيس.

 

تقييمك لخطاب الرئيس؟

نعتقد أن المخرج الأساسي يقوده رئيس الجمهورية، ونحن كحزب تحالفنا مع الرئيس، وعلى المتظاهرين أن يغيّروا من (التختة)، الرئيس التصويب نحوه خطأ، والرئيس يمكن أن يُراهن عليه ويُخرِج البلاد مما هي فيه الآن، وخطابه الذي ألقاه في الثاني والعشرين من فبراير، يجب أن يقف عنده الجميع. نحن نفتكر إذا فصّلنا فيه وفي مواقفه المختلفة، نجد فيه إشارات لحلول كبيرة جداً.

 

ماهي هذه الإشارات؟

أولها، أن الرئيس سيقف على مسافة واحدة، من الأحزاب، وتخليه عن حزب المؤتمر الوطني يعني أنه كحزب الآن يتساوى مع الجميع، ويجب أن يتناسى أنه صاحب الأغلبية المطلقة، وأن يتناسى امتلاكه لكثير من مفاصل الدولة، عليه أن يتواضع مع الآخرين للوصول إلى معادلة لإخراج البلاد مما هي فيه. نحن (نفتكر) أن المؤتمر الوطني باستطاعته أن يفعل ذلك، ويكون مع الآخرين في الحلول الوطنية له قدح معلىً يقدمه.

 

حدثت متغيرات كثيرة وانتقادات تجاه الإصلاح السياسي، الذي نادت به قيادات داخل المؤتمر الوطني نفسه ولكن لم يُلقَ إليها بالاً، ألا تعتقد أن خطوة الإصلاح حدثت بعد مرور 30 عاماً، جرت خلالها مياه كثيرة تحت الجسر؟

إن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي، كما أن الممارسة السياسية هي التي تفرز في نهاية الأمر التفكير في الإصلاح وفق نهج وقناعات محددة، قد تكون سليمة، ومن ثم تكتشف بالممارسة أنها خاطئة، وإذا أخذنا مسيرة الإنقاذ خلال العشر سنوات الأولى كانت إقصائية، شمولية قابضة ورافضة لكل الممارسة السياسية، حُلت الأحزاب ولم يُعترف بها. بدأت المراجعة بعد المبادرة التي دفع بها الحزب الاتحادي الديمقراطي في العام 1996، وجاء الاعتراف بالأحزاب خجولاً في مسألة الدستور وقانون التوالي، إلى أن تطورت بالمشاركات والاعتراف بالآخرين وأصبحت هنالك أحزاب ما زالت منقوصة. ونحسب ذلك تطوراً طبيعياً؛ أن تحدث المسائل وتنداح المساحة بصورة كبيرة، وأن نعود مره ثانية إلى ديمقراطية راشدة نصلح فيها نحن كأحزاب نتقبل النقد الإصلاحي، وليس النقد الذي نراه الآن من جانب إلى آخر. نحن كحزب بالنسبة لنا أتيحت الفرصة بصورة كبيرة وانفتح الباب كبيراً، بأن يتقدم كل حزب بآرائه لمسألة الإصلاح.

 

ما هو دور الحزب فيما يتعلق بالإصلاح؟

نحن لدينا مبادرة مؤسسة، تُعتبر المخرج مما نحن عليه الآن، ونتقبل النقد والرأي الآخر، أما الهجوم غير المؤسس، والهجوم الذي نراه الآن الذي يهدف إلى اغتيال الشخصيات، لا نلتفت إليه كثيراً.

 

يفسر كثيرون  تغير موافقك من دفاعية إلى هجومية، بسبب إبعادك من الحكومة؟

أنا لم أُبعد وحدي.

 

أرجع البعض تصريحاتك الهجومية، إلى أنك لم تكن ضمن الحكومة التي ينوي الرئيس تشكيلها؟

هذا كلام غير صحيح مطلقاً، وحتى هذه اللحظة الشخص الوحيد المعني بتشكيل الحكومة ليس المؤتمر الوطني، ولا أي شخص آخر، بل هو الرئيس البشير، الذي شكل الحكومة الولائية باختياره 18 والياً، وسيكمل الحكومة المركزية، وبالتالي مسألة أُبعدتُ (دي) من قبل (فلان أو علان) حديث غير صحيح بالمرة، لأن الرئيس لم يشكل الحكومة حتى هذه اللحظة. نحن يعنينا أن نتواضع كسودانيين جميعاً علي وصفة تخرج البلاد مما فيه الآن من أزمة، هذا هو همنا الأساسي في الحزب الاتحادي الديمقراطي.

 

توقعاتك للحكومة القادمة؟

هذه الحكومة هي حكومة مؤقتة قد يكون عمرها ستة أشهر، أو 8 أشهر أو أقل من ذلك، بمجرد ذهاب جميع الأحزاب إلى طاولة الحوار ونضع وصفة حقيقية لفترة انتقالية، تأتي بمجموعة تمثل كل الطيف السوداني، لتشكيل، الحكومة الانتقالية، نفتكر أن ذلك هو المخرج الأساسي للسودان من الأزمات، عدا ذلك يعتبر مجرد كلام، نحن لا نتباكى على منصب ولم ندخل لمنصب، نحن عندما جئنا بالمبادرة وطُلب منا المشاركة في العام 1997، لم نلبّ المشاركة إلا في العام 2001، بعد خمس سنوات، على خطى برنامج وطني، الآن بالنسبة آلينا البلد، السودان أولاً وأخيراً قبل أي مشاركة مع أولئك.

 

كيف تنظر إلى الأوضاع الحالية، واندلاع التظاهرات رغم إعلان حالة الطوارئ واستمرارها من قبل تجمع المهنيين، هل يعني ذلك تحدياً؟

لا لا، بالنسبة للذين يحاولون استمرارية هذه التظاهرات يقولون إنه تحدٍّ، وهذا إعلام واضح، وأن الجانب الخارجي فيه واضح المعالم. التظاهرات من وجهة نظرنا كانت مشروعة. قدمت قضايا كبيرة. نحن نعترف بها، الرئيس نفسه اعترف بها، و توصف هذه التظاهرات أنها صيحة، وحجر ألقي في بركة حركت مياهاً كثيرة، لكن لماذا استمراريتها، والقيادة الشبحية الموجودة لها، وماهي مطالبهم؟ أعتقد أنه هذا هو السؤال.

 

ردد المتظاهرون شعار تسقط بس، كيف تقرأ ما وراءه؟

حكاية “تسقط بس” هو قفزة في المجهول، سقطت أو استمرت لا بد من الاتفاق على برنامج محدد، وخارطة طريق للخروج، لكن المناداة فقط بـ(تسقط بس)، رسالة ووصلت، ونحن نقول للشباب دعونا نفكر ثم ماذا بعد؟ كما أن البلد مليئة بالكفاءات والأحزاب أكثر مما يجب. علينا الجلوس إلى مائدة واحدة ونصل إلى وصفة تخرج البلاد مما هي عليه الآن، أما المناداة باستمرار التظاهرات إلى ما لا نهاية، نحن نفتكر أن الاتهام يساق في هذه اللحظة باختطاف التظاهرات الطلابية العفوية، إلى جهة لها أجندة أخرى ومعركة صفرية مع ما يسمي اليمين أو الإسلام.

 

ماذا تقصد بالجهة؟

الجهة يسارية، واضح أن قيادة التظاهرات يسارية، رغم أن هنالك عدداً من الأحزاب الأخرى، لكن السؤال ما هو تجمع المهنيين، وأين يوجد؟

 

*ألم تتوصل الحكومة إلى معرفة من هم تجمع المهنيين؟

حتي هذه اللحظة هم كتلة شبحية، وأكثر من 90% من الأوامر التي تأتي باستمرارية التظاهرات تأتي من الخارج ليس من السودان.

 

كانت هنالك اتهامات أن الموساد وعبد الواحد محمد نور هو من يقف وراء التظاهرات؟

لا نعطي عبد الواحد محمد نور هذا الحجم الكبير الذي يحرك الشارع السوداني، على الإطلاق، لكن الوصفة التي تأتي يومياً وأسبوعياً في الدعوة إلى التظاهر، الإضراب، الاعتصام، تأتي من الخارج.

 

*هل للسودان أعداء في الخارج؟

السودان ظل وسيظل محوراً للتآمر الخارجي على الدوام، وإلا لنعمنا بالاستقرار منذ ما قبل الاستقلال إلى يومنا هذا. الضائقة التي نعيشها تتسبب فيها كثير من المؤثرات الخارجية، وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب مكبل أساسي للأزمة الاقتصادية.

 

كيف تنظر إلى المخرج من أزمات السودان؟

نحن كحزب وصلنا إلى هذه الوصفة، المحرك الأساسي والقاطر للحراك السياسي، هو السلام، وهي إحدى وصفات مؤتمر الحوار، وعلينا تحقيق السلام بأي مهر كان عدا انفصال أي جزء من السودان، وهذا يمكن وممكن، ونحن طالبنا بأن يكون ملف تحقيق السلام تحت رئاسة رئيس الجمهورية شخصياً، وبالفعل الرئيس استجاب للمطلب.

 

ماذا عن الانتخابات؟

انتخابات 2020 الآن غير واردة على الإطلاق، بسبب الاحتقان الموجود الحالي، وستتم مقاطعتها، وستأتي بمن تأتي لتستنسخ النظام الحالي مرة أخرى. ليس هنالك منطق في إجراء انتخابات 2020 بأي حال من الأحوال، لا بقانون طوارئ أو بغيره، نحن في نظرنا أن انتخابات 2020 لا جدوى منها، ويجب أن يتم تأجيلها.

 

أجرته :أم سلمة العشا

الخرطوم (صحيفة الصيحة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى