تحقيقات وتقارير

قرارات البشير..كيف تقرأها المعارضة؟

تلوح في الأفق بوادر مبادرة يضرب عليها سياج من السرية وتدار بشكل دقيق من خلف الغرف المغلقة وبعض القرارات التي صدرت مؤخراً تعتبر خيط الدخان لهذه الخطوة القادمة، وأول تلك القرارت هو المطالبة بمراجعة قانون النظام بالإضافة للإفراج عن عدد من معتقلي حزب الأمة القومي الذين أوقفوا في إحدى التظاهرات قبل ذلك الإفراج عن الصحافيين المعتقلين عطفاً على الإفراج عن رئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس عمر الدقير والإفراج عن جميع المعتقلات السياسيات ليلة أمس الأول (الجمعة) .

الحوار الشامل

الرئيس عمر البشير في خطاب ألقاه قبل أسابيع خلت بالقصر الرئاسي أعلن من خلاله وقوفه على مسافة واحدة من كل القوى السياسية علاوة على إرجاء النظر في التعديلات الدستورية وحل الحكومة وعسكرة الولاة، والجهر برغبته في إدارة حوار شامل مع كافة فرقاء الأزمة السودانية، وفسرت قرارات البشير ساعتئذ بأنها تهدف لإدارة حوار شامل يساهم في تسطيح المشهد السياسي وإزالة كل المتاريس والمهددات التي تشكل خطراً على البلاد، وعقب تلك القرارات واصل البشير في إصدار قرارات أخرى تمثلت في الإفراج عن عدد من المعتقلين السياسيين مما اعتبره البعض عربون صداقة لحوار قادم .

غياب الضمانات

رئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس عمر الدقير قال إن المناخ غير ملائم لأي حوار في الوقت الحالي وأن الحوار لم يعد ضمن اهتمامتهم. وقال الدقيرلـ(الإنتباهة) إن المؤتمر الوطني حزب مراوغ ويستخدم أساليب ثعلبية ولا يفي بالعهود. وأضاف القرارات الحالية لا تساهم في بناء حوار حقيقي، مبيناً أن النظام يريد حواراً ديكورياً يشبه حوار الوثبة ولايريد حواراً حقيقياً يفكفك منظومة التمكين التي يعتبر المؤتمر الوطني رأس الرمح فيها، يفهم من حديث رئيس المؤتمر السوداني أن غياب الضمانات يعد من أبرز المهددات التي يمكن أن تنسف اي حوار قادم ، ويرى مراقبون أن الحوار القادم ينبغي أن يكون محروساً بضمانات داخلية وخارجية حتى لا يكون حواراً مثل الحوارات السابقة.

مناخ ضبابي

القول بأن الرئيس عمر البشير ربما ينادي بحوار شامل في الفترة القادمة تقابله حزمة تحديات ومطالب تضعها المعارضة على طاولة الرئاسة إذ يرى حزب الأمة القومي أن الإفراج عن المعتقلات السياسيات وبعض القادة السياسيين لا يعني أن الأجواء صارت مواتية للحوار، ويقول رئيس المكتب السياسي بالحزب محمد المهدي حسن إن السجون لا تزال مكتظة بالشباب والسياسيين الذين تم اعتقالهم مؤخراً ويجب الإفراج عنهم بأسرع وقت ممكن وأن حالة الطوارئ الحالية وعسكرة الولاة أمران يكبلان الحوار. وأردف لـ(الإنتباهة) قائلاً لا يستقيم أن يكون هنالك حوار وطوارئ في نفس الوقت وإشارة محمد المهدي إلى أن الولايات صارت تحت حكم عسكري يقلل من فرص الحوار بها ومضى بالقول اذا أرادت الجهات المعينة حواراً حقيقياً يجب إيقاف الطوارئ وإتاحة الحريات الشاملة وعدم منع الأحزاب السياسية من عقد مؤاتمرتها وندواتها وختم بالقول الأجواء الحالية غير مشجعة للحوار وينبغي تهيئة الأجواء إن أرادوا حواراً حقيقياً.

رسالة للخارج

ثمة من يرى أن القرارات التي صدرت مؤخراً تحمل رسالة للخارج خاصة بعد ذيوع أنباء تتحدث عن تعبير بريطانيا عن قلقها إزاء الأوضاع بالسودان واستدعاء سفير الخرطوم بلندن، الإشارة للخارج من القرارات المتخذة مؤخراً جزم بها القيادي بحركة الإصلاح الآن أسامة توفيق وقال (للإنتباهة) إن القرار بالإفراج عن المعتقلات السياسيات بها رسالة للخارج.

تنفيذ المخرجات

كثير من الأحزاب المحاورة كانت تشدد على أن المخرج الآمن للأوضاع في السودان هو تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وهذا ما ذهب إليه الأمين السياسي بالمؤتمر الشعبي إدريس سليمان، وقال (للإنتباهة) في وقت سابق إن المخرج الآمن للوضع الحالي يتمثل في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني خاصة في جوانب الاقتصاد والسلام والهوية حديث سليمان يبدو رائقاً للقيادي بالإصلاح الآن أسامة توفيق اذ أن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني سيؤدي لتنفيس حالة الاحتقان السياسي وجذب الأحزاب والحركات المقاطعة له من الالتحاق به وأضاف لابد من وجود هامش جدية تتمثل في تنفيذ المخرجات التي ظلت معطلة على مدى ثلاث سنوات وقال أهم المخرجات التي يجب تنفيذها هي عدم تعديل الدستور وأن تتم إجازة الدستور الدائم من قبل الجمعية التأسيسية المنتخبة بعد 2020م عطفاً على الدخول في تفاوض جاد مع الحركات المسلحة وإقناعها بالسلام وزاد بالقول لابد من التوافق على مفوضية الانتخابات واختيارها بالتوافق السياسي وأن يتم التراجع عن قانون الانتخابات وإعادتها للتوافق مرة أخرى وقال أسامة توفيق إن تنفيذ هذه النقاط سيجعل المقاطعين للحوار الوطني راغبون في الالتحاق به مشيراً لعدم وجود متسع من الوقت لإدارة حوار جديد و ختم بالقول يجب الالتزام بالمخرجات التي تمخضت عن الحوار الوطني ولا يوجد متسع للحركات الصبيانية .

تقرير : عبدالرؤوف طه

الخرطوم (صحيفة الإنتباهة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى