حوارات

عمر الدقير في أول إفادات عقب خروجه من المعتقل : “تعييني قائداً لتجمع المهنيين شائعة”

أكثر من شهرين ونيف، قضاها رئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس عمر الدقير معتقلاً بسجن كوبر العتيق، ليتم الإفراج عنه منتصف الأسبوع الماضي. (الإنتباهة) استنطقته في عدد من التفاصيل، فخرجت بالتالي:

 حمداً لله على السلامة؟

الله يسلمك ويسلم الوطن عموماً.

اعتقلت مبكراً؟

الحراك الجماهيري بدأ في الدمازين وتحديداً يوم 13 ديسمبر واعتقلنا يوم 25 يناير .

 اعتقلت بعد ظهور تجمع المهنيين على المشهد؟

نعم.. موكب 25 يناير الذي دعا له تجمع المهنيين كنت من المشاركين فيه. > متى اعتقلت بالتحديد ؟
اعتقلت مساء الجمعة 28 ديسمبر .

> أين كنت ساعة الاعتقال؟
تم اعتقالي من داخل منزلي .

 هل كنت تتوقع الاعتقال المبكر؟

كنت أتوقع الاعتقال وسعيت لتفاديه ولكن!! .

لكن ماذا؟

لكن متطلبات الحراك والتواصل فرضت علينا التحرك لمقابلة الكيانات المختلفة في الساحة السياسية في نهاية المطاف تم رصدي واعتقلت من داخل المنزل .

أكثر من شهرين قضيتها معتقلاً؟

هي 67 يوماً تقريباً .

هل كل هذه الفترة كنت معتقلاً بالخرطوم أم تم تحويلكم لسجون الولايات؟
طوال هذه الفترة ظللت بسجن كوبر .

 سجن كوبر يشاع على نطاق واسع بأن المعاملة بداخله سيئة؟

لا يمكن أن أصف المعاملة داخل السجن بالسيئة، ولكن الاعتقال في حد نفسه انتهاك وقسوة وبيئة السجن غير مناسبة ورديئة.

كيف كانت تصلكم أخبار التظاهرات وأنتم بالسجن؟

لم تنقطع عنا الأخبار مطلقاً بوسائل مختلفة والسجن كان متحركاً والاعتقالات متحركة وتأتي لنا وفود المعتقلين يومياً وكنا بصورة او بأخرى متابعين أخبار الحراك الجماهيري وكنا سعيدين بذلك، وحتى بعد خروجنا وجدنا الحراك مستمراً وسنواصل مع شعبنا في مسيره نحو الحرية والحياة الكريمة .

يلاحظ أن هنالك طفح جلدي يظهر على الوجه والأيادي هل هذه آثار تعذيب؟

الصدق مع الذات والآخرين هو أعلى درجات المقاومة وهذا الطفح الجلدي لم يكن تعذيباً، بل حساسية جلدية أصابتني لأول مرة في سجن بورتسودان في العام 2016م وظلت تتكرر مع كل اعتقال واعتقد أن لذلك علاقة بالبيئة السيئة في السجن .

ماذا تقصد بالبيئة السيئة ؟

انتشار الحشرات والقوارص والأتربة الموجودة في الزنازين، ولكن هذا الأمر يعتبر بسيطاً جداً مقابل ما قدمه البعض من فداء بأرواحهم من أجل الوطن .

هنالك تسريبات تقول إن خروجك تم بصفقة الهدف منها التحاور مع النظام وقيادة تجمع المهنيين؟

مثلما أخذوني للمعتقل مثلما خرجت منه ولا علم لي بأية تسريبات، ولست جزءًا من أي ترتيب للحوار مع النظام، نحن مع شعبنا وصوته وحراكه الثوري.

 عفواً.. ولكن يشاع على نطاق واسع بأنك مرشح لرئاسة تجمع المهنيين؟

هذه إشاعات تستهدف الوحدة العظيمة التي تحققت ولا أساس له من الصحة وتجمع المهنيين هو واحداً من إبداعات شعبنا، وهو حليف أساسي في قوى إعلان الحرية والتغيير ومن حقه وحده وليس غيره، أن يعلن عن قيادته ويعلن رئاسته، ولكن الحديث عن رئاستي له مجرد تخرصات، وهو من حقه أن يختار قيادته في الوقت المناسب، وأنا كمهندس أعتز بأني أندرج تحت عضوية التجمع، وكحزب نسعى لتقويته ودعمه، ولكن هو وجهة غير حزبي، بل تجمع وطني ينادي بالتغيير.

 برزت أصوات تنادي بإعلان تجمع المهنيين لقيادته حتى يكون لديهم قواعد أساسية يستند عليها في حالة الدخول في الحوار مع الحكومة، مع العلم بأن الموجودين في الشارع لا يعتبرون عضوية لتجمع المهنيين؟
الموجود حالياً وأقصد قوى الحرية والتغيير يضم كيانات معروفة ولدية قواعد مثل التجمع الاتحادي المعارض وقوى الإجماع الوطني ونداء السودان وتجمع المهنيين، ولكن تشكيل قيادة المهنيين أمر يخصهم وهم أحرار في تحديد موعد خروجهم للعلن، لكن عموماً المنضوين تحت لواء تجمع المهنيين يخرجون للإعلام ويتحدثون عنه .

 

 في أنباء عن حوار مرتقب بينكم والحكومة في الفترة المقبلة.. وخروجك من المعتقل أول المؤشرات على ذلك؟

البيئة غير ملائمة للحوار، ولذلك نحن تركنا هذا الموضوع وراء ظهرنا ولا ننشغل به لأن النظام لم يقدم ما يشير إلى رغبته لمفارقة نهج النبذ والإقصاء والاستئثار بمصير البلد وهو يفعل كل ما يستطيع لقمع الحراك السلمي الاحتجاجي عن طريق الحلول الأمنية ورفع السيف في وجوه المعارضين والسيف إذ رفع عطل الخيار ولم يترك مجالاً لأي حوار ولا توجد أية بيئة مناسبة للحوار، وما يردده النظام عن الحوار عبارة عن كلمات حق أريد بها باطل.

 

ثمة أنباء عن ضغط دولي للحوار ووجود ضمانات دولية تحرس الحوار القادم؟

سمعنا هذه الأحاديث ولكن لم ينزل على الواقع العملي .

كمقدمة للحوار قام الرئيس عمر البشير بفك ارتباطه بالوطني وتعيين ولاة الولايات من المؤسسة العسكرية؟

ولكن هنالك قرارات أخرى ربما تنسف هذه الإجراءات، والرئيس البشير قام بتفويض صلاحياته لشخص آخر ولم يستقل من المؤتمر الوطني، هنالك عامل عدم ثقة كبير جداً بيننا والمؤتمر الوطني، وهو حزب فاقد للمصداقية وغير جدير بالثقة، بالتالي كل ما يفعله لا يصدق لأن المؤتمر الوطني أدمن تكتيكات البقاء والمراوغة الثعلبية، ونحن نفهم الحوار المطروح بذات الأساليب القديمة إلى أن يستبين بإجراءات عملية .

 فيما تتمثل هذه الإجراءات العملية؟

أن يكون هنالك فرز حقيقي بين الدولة والحزب، وكل منظومة التمكين السياسي ما زالت موجودة وتمثل المؤتمر الوطني فما هو المطروح لمخاطبة القضية الحالية .

 هل يمكن أن تكون الضمانات الدولية هي المدخل للحوار القادم؟

ما لم تتوفر البيئة الحقيقية الداخلية وتوفر الإرادة الحقيقية للحوار، وهذه غير موجودة، بالتالي نحن لا نعول على الضمانات وبالتالي هم لم يطرحوا شيئاً حتى الآن .

الرئيس البشير طرح في لقاء بالقصر الجمهوري الحوار الشامل؟

الحوار لا يعنينا ونحن لم يتحدث إلينا أحد سواء من الداخل او الخارج. ونحن منذ وقت طويل داخل نداء السودان قلنا إن الحل الأنسب لمشكلة السودان هو حوار حقيقي تتوفر فيه إرادة حقيقيه يفضي لتغيير حقيقي. وظل النظام يرفض ذلك باستمرار، وهو يريد حواراً ينتج تغييراً ديكورياً كما حدث في حوار الوثبة، هم سدوا الأبواب أمامنا وأنا ذهبت لأديس أبابا ضمن قوى نداء السودان لمقابلة وفود النظام عبر خارطة الطريق ليس للحوار، بل لبحث إجراءات بناء الثقة وتهيئة المناخ، ولكن وفد النظام رفض مقابلتنا وقال إنهم سيكتفوا بمقابلة الحركات المسلحة وحزب الأمة فقط، فما الذي طرأ للحوار الآن؟!.

الشارع واحداً من العوامل الجديدة التي دعت الحكومة للتفكير في الحوار ؟

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين والشارع لديه شعار مرفوع وهو (تسقط بس)، بالتالي على النظام أن يقنع الشارع قبل القوى السياسية بأن يملك ما يقدمه حتى يقنعهم بالحوار ويجب أن يخاطب النظام شعارات الشارع ومطلوباته، ولكن هنالك تجاهل للشارع.

> كيف يتم مخاطبة الشارع الذي يتحرك تلقائياً ولا توجد قيادة حقيقية للشارع؟
يتم مخاطبة الشارع بخطاب يتناسب مع شعاراته، ولكن النظام يخاطب الشارع بالبمبان، يجب أن تكون هنالك أطروحات واضحة حتى يحدد الشارع موقفه من هذه الأطروحات .

 نفهم أن التسوية السياسية التي كان يرغب فيها نداء السودان قد تلاشت ؟

السياسة لا تعرف الثوابت، بل هي متقلبه والمعركة مستمرة والنصر الحقيقي الذي حدث أن الحراك الجماهيري غير ميزان القوى لمصلحة التغيير وأصبحت هنالك رسالة واضحة موجهة للنظام وهي أن الشعب السوداني يريد تغيير و رحيل النظام وهذا موقف الشعب السوداني وعلى النظام أن يتعامل معه وبحث المخرج والكورة في ملعب النظام .

 المظاهرات استمرت ثلاثة شهور ولم تؤدِ لإسقاط النظام بالتالي برزت الأصوات التي تنادي بالحوار؟

المعركة مستمرة وقد يطول الزمن أو يقصر ولا أستطيع التنبؤ بها، لكن قرائن التاريخ البشري تقول إن النصر في نهاية المطاف لطلاب الحرية والعدالة والعيش الكريم وعلى الحكومة أن تفهم هذه الحقيقة وأن تتعامل على ضوئها.

 الصادق المهدي عقب عودته دعا لصيغه وفاق وطني هل يمكن أن يكون طرح المهدي مخرجاً من الأزمة الحالية؟

في ظروف سابقة كان يمكن ذلك. ولكن الأحداث تجاوزت ذلك .

 

حوار : عبدالرؤوف طه

الخرطوم (صحيفة الإنتباهة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى