اسحق فضل الله

انس الخميس .. أو الحديث معها

> في قصة لك الشاب تحدثه الفتاة لتقول له إن (الأمر له أهمية شديدااا..جيداً( تقصد شديدة جداً وتضغط على الحروف الخطأ..) والشاب/ سكراناً من النشوة/ يمشي إلى بيت الحرازة (إنداية؟؟) وهو يركل الحصى وأمامه تتراقص خيالات بديعاااا جيداً
> أستاذ إسحق.. كيف تراك تمشي إلى بيت الحرازة الآن؟؟
(سميرة)
> بنتنا سميرة.. أوجعتنا بالحديث عن أيام القصة ونحن نمشي ونركل الحصى الآن.. ونمدح الرسول ونغني ونخطب ونعظ ونحذر. و.. نجمع حديث الاقتصاد والدين والمخابرات والشمس والقمر.
> نجمع لأن الأمر واحد.. واحد مختلف (واحد مختلف مثلما أن كل عضو في جسمك له شكل مختلف.. والأعضاء هذه .. واحدة)
> نمشي ونركل الحصى ونقول اكتب ونقول.. لا فائدة
> فالدولة الآن في عالم الاقتصاد هي الجاحظ ( الجاحظ يقول
: أنا مصاب بالنقرس.. ومصاب بالفالج.. وأحد جنبي إن سقط عليه الذباب غوثت.. والآخر إن قرض بالمقاريض لم أشعر به
> والدولة الآن.. بين شُح السيولة وشُح الدولار.. إن هي عالجت شأن السيولة التهب الدولار أكثر وإن هي عالجت شأن الدولار التهب شُح السيولة أكثر
> وأهل الطب يقولون إنك عند الغضب تلطم الحائط لينطلق الألم في يدك.. لأن الألم في الجسد أفضل من الألم في النفس
> ونحن نركل الحصى.. والألم يقول
: الدولة إن هي أعلنت أنه
:لا بنزين دون ترخيص
حصلت على مليارات جديدة.. فالعربات التي تعمل دون ترخيص.. آلاف.. آلاف.. ترخيصها يجلب ملياراً
> والدولة إن هي أعلنت
: لا وقود بالسعر المدعوم إلا للعربات المرخصة
> حصلت على حجم هائل يبقى من الوقود المدعوم
> والدولة إن هي أعلنت حجماً محدداً لكل عربة (والكمبيوتر يضبط الأمر) ثم سعر مرتفع لما بعد الجالون الثالث.. الدولة عندها تحصل على المليارات
> و.. و..
> والحصى الذي نركله يقول لنا
: الدولة هذه.. ألا تعرف ما تعرفه أنت؟
> ونقول : تعرف.. ويمنعها شيء لا نعرفه
> والمحاكمات.. الدولة تعرف أن عدم إعلان أحكامها شيء يثير السخط لكن الدولة لا تعلن.. والدولة تصنع السخط .. لشيء لا نعرفه
> و(لا نعرفه) جملة تعني أن الدولة خططها إن هي كشفتها ضربها العدو.. والدولة إن هي لم تعلن خططها ضربها الناس
(2)
> والرسائل تقول
: الدولة تتعامل مع أغنياء فاسدين يمتصون دماءها؟؟ أغنياء فقط؟
> لا.. لا.. الدولة تتعامل في حقيقة الأمر مع المختلس والفاسد الأعظم
> فالمواطن السوداني هو من يقوم باختلاس (يومي) وفي كل ساعة
> قال: تهرب يومي من الضرائب.. اختلاس
> وفي العالم من يتهرب من الضرائب يسجن ويفضح ويمنع من الوظائف ومن السياسة و..
قال: المواطن عندنا يعتبر الدولة نوعاً من العدو.. فهو يهرب ما استطاع من حقوق الدولة.. من إيجار المحلات.. من .. من كل حق من حقوق الدولة.. ويعتبرها فلاحة
> مليون مواطن يتعامل يومياً مع الدولة وكل منهم يتهرب من دفع مائة جنيه رسوم تعامل في مكتب هنا وهناك ومائة مليون جنيه تضيع يومياً
> والإحصاء يكشف أنها مليارات
(3)
> قال: الصين شهدت من الخراب ما تعرف .. روسيا.. حتى بعد ذهاب الشيوعية تعود إلى خراب يذكرك بعام 1917
(عام 1917 كان المشهد في موسكو هو.. كل أحد يحاول أن يبيع كل شيء ليشتري الطعام.. وما يعرضه الناس على جانب الطرقات للبيع هو أحذية.. ملابس قديمة.. ميداليات ملغاة.. تذاكر يا نصيب.. ملح.. نظارات مكسورة).
> والجوع كافر
> ويلتسن بعد سقوط الشيوعية أول التسعينات الماضية يواجه مثلها ومرتبات العمال تصبح كميات من الصابون.. والجوع في الاتحاد السوفيتي يعود
> وتاريخ النصف الأول من القرن مثلها في اليابان كوريا ألمانيا جنوب شرق آسيا كله والهنود.. و..
> والدول هذه كلها خرجت من المستنقع حين وجدت شيئاً صغيراً
> وجدت حكومة توقف كل شيء عدا الطعام.. الطعام فقط
> وتلطم ما سواه وتلطم أهل ما سواه
> ونحن..؟؟
> قبل عشر سنوات (أو أقل) كانت اليونان تصل إلى الجوع
> و الأرقام كئيبة لكن صحفياً مصرياً يحكي صورة اليونان في كلمتين.. قال
: دعوت فتاة في أثينا للطعام.. وكنا جلوساً في المطعم (على الرصيف) نأكل.. بعد قليل قالت لي الفتاة في خجل
: هل أستطيع أن ادعو أمي وأختي للأكل معنا؟
قال الكاتب: فوجئت بأن الأم والأخت كانتا تجلسان على الجانب الآخر من الطريق تنظران إليّ
> قال: الألم جعلني لا أستطيع الأكل
> في العراق الجوع يلخصه السياب بجملة واحدة
قال
(: لم يمض عام
والعراق ليس فيه جوع)
> اليمن كانوا في السودان جاء بهم الجوع.. لخمسين سنة
> الدول الأفريقية حولنا أهلنا يقيمون في السودان.. جاء بهم الجوع
> قال الإصبع الدامي
: تعرف أن تاريخ العالم هو تاريخ الجوع والحرب.
> والهروب من الجوع يصنع الثورات والثورات تصنع جوعاً أكثر
> والثورات تاريخها كله هو رجل أو رجال يصرخون ضد الفساد.. ضد الكبت.. ضد الموت
> ثم يملكون.. ثم ما يقع هو المزيد من هذا كله
> قال: الأمر قديم وشكسبير في القرن السابع عشر.. مشهد في مسرحيته.. وزعيم الثورة المنتصر.. وهو تحت التدليك.. يطلب قوائم المرتبات ليقوم (يخصم ما يلزم) له هو.. كان هذا هو أول منجزاته
(4)
> أستاذة
حديثك يقول إنك تقرأين بكثافة ونعود معك الأسبوع القادم.. إلى الكتب و..
: لماذا لا نكتب في القضايا اليومية
: ولا نكتب في القضايا اليومية لأن حكاية زلزال ومشهد في تركيا يكفي
> وتركيا زلزال فيها قبل سنوات يركم العمارات
> وصاحب عمارة انهارت يظل هناك يلتقط قطع الزجاج المحطم.. يلتقط ثم ينهمك في غسل وتلميع كل قطعة زجاج
> ونحن لا نكتب في القضايا اليومية لأننا لا نريد أن ننهمك في تلميع شظايا الزجاج.. والأمة تنهار
> وما نذهب إليه هو جمع الركام.. ركام الفهم العجيب للدين الآن..
> ركام السلوك العجيب لأمة كل فرد فيها يخطف ويجري (ثم يصرخ غاضباً ليسأل عن الخراب لماذا).. ويشتم الدولة
> ركام شباب تقودهم المخابرات العالمية وتجعلهم يظنون أنهم يعرفون شيئاً.. بينما الاقتصاد الآن والحرب الآن والإعلام الآن.. وكل شيء الآن هو نوع من الدوار والجنون والخراب..
> وركام حكومة تظن أنها تستطيع أن تظل تهدهد الناس وكلما ضربهم أهل الفساد)
دولة تهدهد الشعب الباكي وتقول: معليش.. معليش.. بدلاً من أن تلطم الفساد بالأيدي والجزمة
> أستاذة
> يبقى أن اقتراحك الذي يقدم الحل للمعضلات الآن هو شيء يشبه اقتراح إلقاء اثنين وعشرين كرة قدم في ميدان كرة القدم.. حتى لا يتنازع اللاعبون كرة واحدة
> ونلقاك الأسبوع القادم
اخر الليل

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى