تحقيقات وتقارير

كواليس الوطني قبل انعقاد المكتب القيادي

يبدو أن طقس الأحداث السياسية المُبلدة بالمفاجآت كان حاضراً على مسرح الحزب الحاكم ، وقيادات الحزب تتجمع لانعقاد اجتماع المكتب القيادي، الذي حدد له الساعة السابعة مساء، وسبقه اجتماع بقيادة الحزب وأمناء الأمانات والقطاعات بالقصر الجمهوري مع رئيس الجمهورية، فألقى هذا الاجتماع بظلاله على حوش الحزب، الذي بدأ وكأنه مسرح لوضع جديد وشكل جديد في حكم السودان من ناحية الإجراءات الأمنية والتشديد بالدخول.

 

تعديل متوقع

قبل حلول السابعة مساء كانت وسائل الإعلام كعادتها قد خفت مبكراً إلى المركز العام للحزب، باعتباره أن كل القرارات تطبخ وتصاغ وتعلن هناك، ولكن في هذه المرة كانت المفاجأة أن تحولت الأنظار إلى مسرح القصر الجمهوري، وبالتالي طلب من الإعلاميين التوجه إلى القصر الجمهوري لمتابعة الجديد على طاولة الجهاز التنفيذي، وأن المكتب القيادي ليس فيه أي تصريح للصحافة.

 

حوش الوطني

مثلي وكثيرون حضرنا قل زمن الاجتماع المحدد له الساعة السابعة بقليل إلى حوش الحزب الحاكم، توقعت بأن يكون فارغاً، باعتبار أن هنالك اجتماعاً في القصر الرئاسي مقرراً له الساعة السادسة مساءً برؤساء القطاعات والأمناء بالوطني، بيد أنني وجدت أن الحوش ملئ بسيارات قيادة الحزب .. ولقد سبقني عدد كبير منهم، ولكن عندما دلفت إلى الداخل لأداء صلاة المغرب، وجدت رئيس البرلمان بروفيسور إبراهيم أحمد عمر يجلس على الكرسي ويمسك في يده الموبايل، يبدو عليه أنه مهتم بما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي ويأخذ ركناً قصياً من المسجد. حضر نائب الرئيس مبكراً ومن ثم تبعه د. الحاج آدم الذي حضر وتوجه صوب المسجد لأداء الصلاة كذلك من القيادات التي حضرت متأخرة أي بعد السابعة، كان د. عوض الجاز إلى جانب بعض القيادات التي بدأت تدخل مباشرة إلى قاعة الاجتماع.

 

تأخير الاجتماع

الاجتماع لم يبدأ حتى رفع آذان العشاء مما جعل بعض القيادات تفضل النزول لأداء صلاة العشاء، وكان اللافت على وجوه تلك القيادات التزامهم الصمت، فيما بكر بعضهم إلى النزول والتوجه صوب المسجد والتنفل قبل موعد صلاة العشاء فيما بدأ على وجوه البعض نوع من الحزن غير المبرر.

 

تلاوة العشاء

وجدت نفسي أقف بجوار د. نافع في صلاة العشاء وكان حينها يتنفل قبل الصلاة حتى إقامة الصلاة الذي أم المصلين فيه د. عبد الجليل النذير الكاروري، واللافت أن الكاروري بدأ تلاوة آية فيها إشارة إلى الابتلاء وكأنما يشير إلى المرحلة التي يعيش فيها الوطني والسودان بصورة عامة، من خلال صلاة العشاء كان تقريباً كل قيادات المؤتمر الوطني حاضرة في الاجتماع.

 

صمت أبلغ

لا أحد يريد أن يجيب أو يستجيب لأي سؤال، سواء من القيادات أو من تلك المصادر المقربة، لأن الجميع يريد أن يصمت حتى عندما خرجت القيادات من المسجد توجهت بسرعة إلى قاعة الاجتماع في انتظار حضور رئيس الجمهورية الذي يبدو أنه مازال في اجتماعات حسب مصادر سرية بشأن تشكيل الحكومة.

 

المشهد الأخير

المشهد أصبح واضحاً عن قيادات الوطني وكذلك بالنسبة لي، باعتبار أن الرئيس وضع الحزب في المحك، فإن ذلك المشهد كان مجسداً مما يستدعي إعادة قراءة المشهد السياسي من الداخل والخارج، تلك الرؤية قالها لي أحد القيادات البعيدة عن الحزب.

 

أجراه : صلاح مختار

الخرطوم (صحيفة الصيحة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى