تحقيقات وتقارير

فصل الدين عن السياسة.. المهنيون على الخط

شهدت الساحة السياسية، بروز كيانات جديدة في أعقاب المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها البلاد مؤخراً، من ضمنها تجمع المهنيين السودانيين الذي يضم قطاعات عديدة بينها أطباء وأساتذة جامعيون ومهندسون، وقد أصدر بياناً طالب فيه برحيل النظام دون قيد أو شرط إضافة لتشكيل حكومة انتقالية قومية تضم كفاءات وطنية تتوافق عليها جميع أطياف الشعب السوداني مما أثار جدلاً واسعاً وكثيراً من اللغط، خاصة من جانب الحزب الحاكم، والذي قطع الطريق أمام أي حديث يدعو إلى تنحي البشير، ورفض بشدة الدعوة لتغيير النظام وتمسك بالانتخابات كسبيل للوصول للسلطة.

تحرير الدين

لم يكتف تجمع المهنيين بالدعوة فقط لتغيير النظام بل تصاعدت دعوته لما أسماه تحرير الدين من الدولة، وشدد ممثل تجمع المهنيين السودانين د. محمد يوسف مصطفى على أهمية حسم قضايا الأخطاء التاريخية وعلاقة الدين بالدولة، وقال إن (الدين موروث أساسي للسودانيين، لذلك لا نقول فصل الدين عن الدولة أو العلمانية، إنما تحرير الدين من الدولة منعاً لاستغلاله وحتى يؤدي دوره في المجتمع، وأكد في مؤتمر صحفي للمعارضة على أن تتبنى إعلان الحرية والتغيير والالتزام به.

مسألة مرفوضة

رئيس حزب البعث العربي، د. التيجاني مصطفى في حديثه لـ(الصيحة) قال: نحن ضد استغلال الدين في العمل السياسي، مضيفاً أن استغلال الدين في العمل السياسى يسيء إلى الدين، مشيراً إلى وجود فئات تعمل على توظيف الدين لأغراض سياسية مما يسيء استغلاله في بعض المجتمعات، وقال: هذا مجرد مشروع لاستغلاله سياسياً بعيداً عن أهل الدين والدين نفسه.

تحرير الدين

فيما قال الخبير القانوني والقيادي بالحزب الاتحادي الأصل المعز حضرة إن المتفق عليه هو تحرير الدين من السياسة مضيفاً في حديثه إن الفترة الماضية استغل فيها الدين لصالح جهات، واصفاً الشعب السوداني بأنه شعب متسامح، وقال: عندما دخل الدين السودان لم يدخل عن طريق الغزوات، وإنما عبر العلاقات الإنسانية والتجارة والطرق الصوفية التي تقوم على مبدأ التسامح، ونبه إلى عدم فرض الدين بالقوة، مشيراً إلى مبدأ الحرية الذي يقوم به الإسلام مستدلاً بالآية الكريمة (لا إكراه في الدين)، مشيرا ً إلى استغلال الدين في السودان بواسطة أهل الإسلام السياسي، وقال: جعلوا الحرب كأنها حرب بين الإسلام والملل الأخرى.

وأشار حضرة إلى أن الحقيقة جعلت الشعب السوداني والقوى السياسية الأخرى تفصل الدين عن السياسة مبيناً أن الأحزاب السياسية تمارس عملاً سياسياً هو عبارة عن (اجتهاد بشر) يحتمل الصواب والخطأ. وأضاف قائلاً: عندما نقوم بإلباس القرار السياسي ثوباً دينياً يكون هذا القرار مُحصّناً بالغطاء الديني ويجعل كل من يخالف هذا القرار كأنه خارج من الملة الإسلامية، وهذا غير صحيح، بحسب حضرة، مشيرا ً إلى قرار رئيس الجمهورية مؤخراً الذي أشار فيه إلى أن قانون النظام العام مخالفاً للشريعة الإسلامية بحوالي 180 درجة، لافتاً إلى أن المؤتمر الوطني في السابق كان يرى أن قانون النظام العام يمثل الشريعة الإسلامية، وأن من يخالفه يجب أن يجد العقاب المناسب، ويعاد التفكير في أمر دينه، وقال حضرة: تلك القضايا تؤكد أنه يجب فصل الدين عن السياسة حتى لا يتم استغلال الدين استغلالا ًسيئاً من قبل السياسيين.

أمر مرفوض

فيما قال المحلل السياسي البروفيسور حسن مكي إن توظيف الدين لاستغلال أمور الدنيا خطأ كبير، بيد أنه قال: تمكين الدين في النفوس يكون بصحة عقود الزواج وعقود التجارة مثلاً حتى يشعر السوداني بأن هويته محترمة ويشعر الصوفي بأنه مع حركة الثقافة. وختم حسن مكي حديثه بأن توظيف الدين للتجارة وتعديل القانون وضرب المتظاهرين أمر مرفوض وغير مقبول.

تقرير: آمال الفحل

الخرطوم (صحيفة الصيحة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى