تحقيقات وتقارير

روشتة مضروبة.. آخر ما توصل له المتسولين

 

“أبوي في المستشفى، مفروض يعمل عملية، ودي الروشتة الكتبها لينا الدكتور، ومكتوب عليها سعر العلاج”، عبر هذه العبارة و روشتة مضروبة أو مزورة يستطيع بعضهم من استمالة عطف أصحاب القلوب الرحيمة والحصول على مبلغ من المال.

 

ظاهرة جديدة تجتاح شوارع العاصمة، منتشرة بكثرة في المدن والأسواق والشوارع والإستوبات، والمساجد عقب الصلوات، حاولنا أخذ رأي الشارع العام حول هذه الظاهرة من خلال هذا التقرير.

 

* وسيلة للتكسب السريع

شيخ الصادق وهو أحد أئمة المساجد بالعاصمة الخرطوم، بدأ حديثه متسائلاً، هل كل حامل روشتة يحتاج للمساعدة أم أن البعض  يستخدم هذه الروشتة كوسيلة كسب سريع وطريقة للتسول؟ ويضيف “التحري والدقة من قبل المتصدقين أمر ضروري حتى لا تتسبب في مساعدة إنتشار تلك الظاهرة التي هي سلاح ذو حدين”.

مضيفاً أن معظم الروشتات تكون بلا أختام تخرج من منظمات تقوم بتوفيرها للمتسولين مقابل أجر محدد وأغلب المستشفيات أصبحت على علم بهذه الحيل وباتت تتخذ إجراءات للحد منها”.

 

* مشهد مكرر

“أمي عيانة وراقدة في البيت والعلاج غالي ودي الروشتة” عبارة يرددها طفل يدعى إبراهيم، لم يتجاوز سنه ال12 عام، يتواجد دائماً داخل أسوار جامعة الخرطوم، عدد من الطلاب عبروا ضجرهم من تكرار هذا المشهد يومياً فذهبوا للطفل ونصحوه بإبتكار طرق جديدة وإتخاذ أماكن متنوعة إن كان لا يريد التخلي عن التسول.

 

* التسول أمر طبيعي ولكن

الشاب محمد علم تحدث عن أن التسول ظاهرة عالمية ومنتشرة في كل البلدان نجد أن هناك أشخاص يطلبون المال والمساعدة في الطرقات، فهذا أمر طبيعي، لكن الغير طبيعي والملفت للنظر هي الحيل والوسائل المستخدمة حديثاً لإستثارة شفقة الناس وكسب عطفهم.

ويواصل “الروشتات المضروبة هي أخر ما توصل إليه المتسولين، والمحزن في الأمر أن هناك أشخاص قادرين على العمل ويتمتعون بصحة جيدة وتجدهم أيضاً يحملون هذه الروشتات ويتجولون في الشوارع والمساجد يطلبون المساعدة”.

 

* معظمها يحمل تواريخ قديمة

من جانبه تحدث الدكتور أحمد السنجك عن أن أغلب الروشتات التي يتم إعطاؤها للمرضى يكون عليها ختم المستشفى، وقد يباشر المريض بإستخدامها كأداة لكسب تعاطف المجتمع وجمع المال بعد التعافي، ولو دققنا في روشتات المتسولين لوجدناها تحمل تاريخاً قديماً في الغالب.

ويضيف السنجك “أما عن طريقة حصول المتسول الغير مريض على الروشتة، فيكون بطريقة غير رسمية، إما بتواطئهم مع أحد العاملين بتوفيرها لهم أو سرقتها من بعض المرضى الحاملين لها”

ويواصل قائلاً “بخصوص هذا التزوير أو الإستخدام غير السليم قد يعرض الطبيب أو إدارة المستشفى للمساءلة القانونية إن تم بها الإحتيال للتأكد من صحة المرض والختم الذي تحمله الروشتة”.

 

أجراه: خالد كرو

الخرطوم (خرطوم ستار)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى