تحقيقات وتقارير

قيادات تلاحقهم (شائعات) الهروب للخارج .. آخرهم نافع وأمين

ما أن شوهد مسؤول أو قيادي بالحركة الإسلامية على متن طائرة هذه الأيام، إلا وظن من شاهده أنه هارب بعد اندلاع احتجاجات بالبلاد مؤخراً، تطالب بإسقاط النظام، وتندد بالضائقة المعيشية، المتتبع للساحة السياسية يجد أن كثيراً من القيادات اتهمت بالفرار هرباً من البلاد من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، آخرهم القياديان بالحزب الحاكم نافع علي نافع وأمين حسن عمر، لكن يبقى السؤال: من يقف خلف تلك الشائعات؟، خاصة بعد أن تم تداول مقطع فيديو للقياديين آنفا الذكر على نطاق واسع، واهتمت به وكالات عالمية باعتبار أن المقطع حمل إشارة لهروب نافع وأمين.

 

(1)

الصور والفيديوهات لنافع وأمين انتشرت في الأسافير كانتشار النار في الهشيم يوم أمس، تظهرهما وهما على متن طائرة ركاب، ومعها تعليق يتساءل (إن كانا قد هربا من البلاد)، فيما ذهب آخرون إلى أن غموضاً يكتنف مغادرة نافع وأمين حسن عمر إلى تركيا بالخطوط التركية، وقالوا إن مغادرة القياديين دون الإفصاح عن ذلك، لا تفسير لها سوى الهروب من المصير الذي لاح في الأفق القريب عن نهاية دولة الإنقاذ.

لكن سرعان ما أجرى موقع (سوداني نت) اتصالاً هاتفياً بالدكتور أمين حسن عمر والذي سخر من الأنباء التي راجت حول هروبهما، وقال: (ما أسخف عقولهم)، وأوضح عمر أنهم يشاركون حالياً في مؤتمر يقيمه (ملتقى العدالة والديمقراطية) بتركيا في الفترة من (٩ إلى ١١ فبراير)، حيث سيقدم د.أمين ورقة في المؤتمر، والذي يشغل منصب رئيس اللجنة الإعلامية للملتقى منذ تأسيسه، حيث خلفته في رئاسته د.انتصار أبو ناجمة القيادية بالمؤتمر الوطني.

(2)

كما سبق وأن تداولت المواقع الإسفيرية أنباء عن هروب رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان رئيس حزب منبر السلام العادل، المهندس الطيّب مصطفى إلى العاصمة المصرية القاهرة، الأمر الذي جعل الطيّب يتطرق للخطوة في مقاله بالزميلة الانتباهة الموسوم بـ(زفرات حرى)، قائلاً: (بعض الأفاكين اختلقوا قصصاً، كما ظلوا يفعلون، بأنني وآخرين شددنا الرحال إلى مصر بعد أن أشاعوا رواية مضحكة عن هروبي نسبوها إلى موظفين في مطار الخرطوم، قالوا إنهم رأوني وأنا متجه نحو الطائرة)، وأضاف (أقول لهؤلاء ما ظل يقوله أبي الحبيب رحمه الله، وهو يُنكر أن يوصف بما لا يليق: أفو يحردن بنات المتمة، فأنا باقٍ إن شاء الله في هذه الأرض ولو غادر أهلها جميعاً).

(3)

فيما لم يستثنِ الأسفيريون حرم رئيس الجمهورية، السيدة الأولى وداد بابكر من تلك الشائعات، وفي خواتيم شهر ديسمبر من العام الماضي، في الأسابيع الأولى للاحتجاجات، نقلت مواقع التواصل خبراً وصف بالمؤكد من داخل بريطانيا، حمل القول التالي (قبل قليل وصلت وداد بابكر زوجة البشير يستقبلها جمال الوالي وأربعة مرافقين آخرين إلى لندن ومتواجدين في الجناح رقم 17 لكبار الشخصيات بفندق هيلتون أون لين بلندن)، لتظهر بعدها وداد في عدد من المناسبات، لتقطع الشك باليقين أن ما خط لا يتعدى كونه شائعات لا وجود لها على أرض الواقع.

(4)

أيضاً تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي أنباء عن هروب زوجات وأبناء كبار المسؤولين، ومغادرتهم البلاد بطائرات خاصة إلى ماليزيا ودبي والصين، ونسبت الأنباء إلى مصدر في صالة كبار الزوار بمطار الخرطوم.

(5)

بالإضافة إلى الإرهاصات التي تداولتها الأسافير حول سحب وزير الزراعة الأسبق، رجل الأعمال عبد الحليم المتعافي تسعين ملياراً من رصيده بالبنك، وهروبه إلى لندن، تاركاً النظام لوحده، وفقاً لما جاء في الأنباء وقتها.

(6)

الشاهد في الأمر أن إشاعات هروب المسؤولين ليست وليدة اليوم، حتى رئيس الجمهورية المشير عمر البشير طالته تلك الإشاعات إبان (العصيان المدني) في 27 نوفمبر من العام الماضي، وفي خطاب جماهيري بولاية كسلا وقتها، سخر البشير من الاتهامات بأنه ذهب إلى الإمارات خوفاً من العصيان المدني، مؤكداً أنه ذهب في مهمة رسمية، وقال: (هناك من قال إن الرئيس خاف يوم العصيان، وأقول لهم إني كنت في مهمة رسمية تهم الشعب)، وأضاف: أنا لو خفت يحردن بنات الإنقاذ كلهن.. ولو بخاف ما كنت طلبت تأشيرة إلى الصين ونيويورك، وقال هزمنا المعارضة في المواجهة فلجأوا إلى الكيبورد.

تقرير:جاد الرب عبيد

الخرطوم (صحيفة آخر لحظة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى