تحقيقات وتقارير

آخرهم مقتل صحفية وطفل ضحايا الاحتجاجات … شائعات سريعة الافتضاح

كلمة في الصميم أطلقها رئيس تحرير صحيفة “السوداني ” ضياء الدين بلال عندما تم الاعتداء على الزميل ياسر عبدالله وتم ضربه بصورة همجية من قبل بعض الجهات النظامية أمام مقر صحيفته في موكب الخامس والعشرين من ديسمبر الماضي، وسرد بلال تفاصيل ما حدث دون زيادة أو نقصان ولكن سرده ذاك لم يعجب كثيرين باعتبار أن السرد التفصيلي ذاك سيفتح الباب أمام التشكيك في كل الأخبار التي يتم تداولها عن المظاهرات فقال بلال ” بعض هؤلاء يظنون بجهل وغباء أن الأكاذيب بإمكانها أن تشعل ثورة وتسقط نظام حكم فيتسابقون في نشر شائعات سريعة الافتضاح “. وأشار بلال إلى شائعات هروب البشير إلى روسيا وإصابة بكري برصاصة وقائمة تضم 12 شهيدًا وهميًّا بعد مباراة الهلال والأفريقي التونسي مضيفًا بأن الحكومات تسقط بعدم محاربتها للفساد وإذا لم تحكم إدارة الدولة جيدًا وعندما ينفد رصيد مصداقيتها مؤكدًا بأن الأكاذيب لا تحيي نظامًا ولا تسقطه . أكاذيب كثيرة وردت في الأيام الماضية من مرددي عبارة ” تسقط بس ” أو “تقعد بس ” وسنتعرض إليها في المساحة القادمة.

نفي مقتل طفل

بالأمس نفت الشرطة مقتل الطفل محمد عبيد في تظاهرات الخميس الماضي والتي كانت في ضاحية بري وكان قد أعلن حسب –اللجنة المركزية لأطباء السودان – مقتل اثنين هما طبيب وطفل يبلغ الرابعة عشرة من عمره ،فيما أعلن صباح الجمعة مقتل رجل آخر متأثرًا بجراحه ،وأعلنت الشرطة بأن المتوفين بمنطقة بري هما اثنان فقط أحدهما الطبيب بابكر عبدالحميد بينما الآخر المواطن معاوية بشير والذي توفي متأثرًا بجراحه قاطعة بأن منسوبيها لم يقوموا بإطلاق الرصاص على المتظاهرين مقرة باستخدامهم للغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين .

ضرورة الموثوقية

الكاتب الصحفي والمدون راشد عبدالقادر أشار إلى خبر مقتل الطفل محمد العبيد تم ذكره من تقرير لجنة الأطباء المركزية والتي أعلنته في الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الخميس الماضي مؤكدًا بأن هناك لبسًا يستدعي فتح تحقيق عاجل لأنه تم التأكد من مقتل الطبيب بابكر عبدالحميد من ضاحية كافوري والعم معاوية بشير من ضاحية بري مؤكدًا بأن مقتل شخص واحد يعادل قتل الناس جميعًا، وشدد عبدالقادر على ضرورة المضي في الموثوقية قبيل النشر .

اعتذار وتوضيح

وفي السياق تداولت عدة حسابات في منصات التواصل الاجتماعي قصة محمد عبيد بعد تكذيب خبر استشهاده، فقد نشر أحد الناشطين من الموثوق في أخبارهم – فضل حجب اسمه – بأن استشهاد د.بابكر جاء بنفس الطريقة التي ذكرت في التسجيل الصوتي وشهادة الشهود مضيفًا بأن مشرحة مستشفى الأكاديمي تسلمت عدد اثنين من الجثامين وليس ثلاثة مضيفًا بأنهم تحققوا من خبر الشهيد الأول من مستشفى رويال كير والتي اتصلوا بها،مشيرًا إلى أن أصابة د.بابكر والتي كانت من الخلف جاءت متطابقة مع الفيديو المنتشر عبر الأسافير واعتذر الناشط عن الخطأ بإعلان سقوط شهيدين بأنهم صدقوا التسجيل الصوتي مترافقًا مع شهادة البعض في الوقت الذي كانوا مشغولين فيه بإيصال مستهلكات طبية للمحاصرين في بري .

كثرة القيل

وفي السياق أشارت فتاة إلى أنها ابنه خالة الطفل وذكرت بأن محمد عبيد سوداني لديه جنسية برازيلية وقد توفي فعلًا في تظاهرات بري ودفن فيها ولكن نسبة لأن ذويه مقيمون بالبرازيل بينما يسكن وأخوه بضاحية الجريف فلم يتم التعاطي معه بصورة كبيرة لأن أسرته بالخارج ، في حين ظهرت بعض الأقاويل التي تؤكد أن محمد عبيد كان ضمن شهداء سبتمبر في عام 2013 م.

الشهيدة رابعة

بوست صادم لكل قبيلة الصحفيين جاء تحت عنوان “عاجل ” تحدث عن مقتل الصحفية بجريدة “الجريدة” رابعة أبو حنة بعد أن تم اعتقالها من مقر صحيفتها ، وأضاف “البوست “بأن رابعة تم ضربها بدبشك الكلاشينكوف قبيل أن يتم قتلها ونقل جثمانها إلى جهة غير معلومة، وختم البوست ” – المحفز للثوار – بعبارة “رابعة شهيدة من ثورة مجيدة ” حاثًّا الشباب للخروج للشارع .بيد أن – البوست رغم قساوته – يحمد له أنه كان محض شائعة ليس إلا بعد أن نفت رابعة عبر صفحتها خبر مقتلها . رابعة – في حديثها لـ”الصيحة “أمس – أكدت على سلامتها مضيفة بأن هناك جهة مستفيدة من نشر الخبر وتوقيعه تحت اسم “تجمع المهنيين السودانيين ” مؤكدة بأن الخبر ذاك روع أسرتها وأصدقاءها وجعل هاتفها لا يتوقف عن الرنين طيلة يومها .

شخصية وهمية

لم يكن الطفل محمد العبيد أو الصحفية رابعة أبو حنة أول الذين تم قتلهم إسفيريا وبكى الكثيرون لموتهم المؤسف فكانت قبلهم شخصية “سارة رحمة ” والتي تفاعل معها عدد مقدر خاصة من قروبات الفتيات وسكبن دمعًا ثخينًا على مقتل سارة بعد أن تابعن سيرتها بفضول جم وتواصلن معها إلكترونيًّا ليحكين لها عن أسرارهن الخاصة ومشاعرهن الجياشة، ولكن القلوب المحبة لسارة فوجئت بموتها الذي حبس الدمعة في عيونهن وبسماحة السودانيين حاولت الفتيات الذهاب للعزاء ليخرجن عبرتهن من جوف حلوقهن وكانت المفاجأة الثانية بأن شخصية سارة رحمة ماهي إلا شخصية من بنات أفكار الفنان علاء الدين سنهوري .

تحري وتدقيق

المدون الشاب صالح عبدالرحمن- أشار في حديثه لـ”الصيحة “أمس- إنه شك في خبر مقتل الطفل محمد عبيد عندما لم يجد صورًا للعزاء أو للتشييع أو للدفن مشيرًا إلى أنه ترحم عليه كغيره من السودانيين، وعندما وجد أن كثيرين يتشككون في موته ،بحث عن صورته فوجد أن الصورة لطفل برازيلي يدعي فيرناندو بيريرا وقد أرسل له طلب صداقة فقبله وأكد عبدالرحمن أن صورة الطفل ليس لها علاقة بطفل سوداني وهي لطفل برازيلي كان نشطًا في مراسلته حتى قبل أربعين دقيقة فقط مؤكدًا أنه بحث في عدة صور له فتأكد من أنه مقيم بالبرازيل. وختم صالح حديثه بأن هناك فريقًا من الناس يؤكد بأنه لا يوجد من دفن باسم الطفل محمد العبيد بالجريف في حين يوجد فريق يقول بنقيض ذلك ولكنه يثق تمامًا بأنه الصورة لا تخص محمد العبيد السوداني .

النبي الخضر

على الجانب الآخر فأن الصحفي فيصل محمد صالح أشار في حسابه في “تويتر” إلى أن هناك صحفيًّا – محسوباً للنظام – تعود كلما أعلنت تظاهرة في أحد أحياء الخرطوم أن يقول عبارة “أنا هناك ..لا توجد مظاهرة ” وتساءل صالح في منشوره في أحد الأيام التي امتدت فيها رقعة التظاهر لأكثر من ولاية إن كان بمقدور “صاحبنا ” أن ينشر بوسته في كل الولايات خاتمًا حديثه بعبارة “الليلة إلا تبقى النبي الخضر ” باعتبار استحالة تواجده في كل تلك الولايات في ذات اللحظة.

تقرير : نجاة إدريس

الخرطوم (صحيفة الصيحة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى