محمد وداعة

كلنا برطم.. شعار يتمدد !

كنت اتوقع أن يكون المؤتمر الوطني اكثر جدية في مقاضاة النائب برطم، و لكن الوطني اكتفي بمحاولة التضليل الاعلامى بشأن اشانة سمعة لا تحتاج الى اشانة، اولآ لان النائب برطم تحدث بحكم مسؤليته كنائب في البرلمان القومي، عن حوادث القتل التي يتعرض اليها مواطنون سودانيون وقعت بالفعل واعترفت بها الحكومة علناً، و هناك اولياء دم و شهود على كل حوادث القتل، بل وهناك متهمون تم التعرف على بعضهم، ومنهم من هو رهن الاعتقال.

أجهزة الحكومة الرسمية المرخص لها بحمل السلاح تبرأت من القتل، ولم يخصص أي قاض او وكيل نيابة لمرافقة هذه القوات و أمر باطلاق النار على المتظاهرين، هذا فضلاً عن أن التظاهرات كانت سلمية ولم تلجأ للتخريب أو الاعتداء على الممتلكات العامة، إلا فيما ندر، دون توفر أدلة كافية على ثبوت ضلوع المتظاهرين فيها، أو أن القتل تم مباشرة استباقاً للحيلولة دون وقوع التخريب المزعوم،

مع العلم أن التظاهرات سجلت في أكثر من (30) منطقة ومدينة لم تشهد أي حوادث تخريب أو اتلاف للممتلكات العامة أو الخاصة، وكانت شعاراتها (سلمية.. سلمية)، ومع ذلك لم تخلو أي مظاهرة من سقوط الشهداء والجرحى بالاضافة الى المعتقلين، وتم استخدام القوة بشكل مفرط ودون تدرج، و جاءت اغلب الاطلاقات القاتلة في الرأس والصدر، مما يؤكد أن اطلاق النار كان بهدف القتل ولم يكن ( للتهويش)،

بالطبع لا شكوك حول سلامة الموقف القانوني للنائب البرلماني برطم في مواجهة بلاغ اشانة السمعة، استناداً إلى إعلان والي نهر النيل الذي قال فيه أنه أخلى دار المؤتمر الوطني من عضويته المسلحة حفاظا على أرواح المواطنين، و إلى ذلك تهديدات القيادي بالمؤتمر الوطني علي عثمان وإعلانه عن كتائب ظل مستعدة للتضحية للحفاظ على النظام، ومضى الأمر أبعد من ذلك في تصريح الفاتح عز الدين بعزمه قطع رقاب المتظاهرين، يعضد ذلك ظهور صور لأشخاص مسلحين وملثمين ولا يمكن التعرف عليهم، فلماذا يخفون هوياتهم؟ و لماذا عرباتهم من غير لوحات؟ و لماذا لا يتورعون عن القتل؟ هل من المعقول أن يكون هؤلاء قوات نظامية تلقوا تدريبا ولقنوا انضباطا ؟

كلنا برطم، شعار يتمدد، وقضية الوطني خاسرة بامتياز، إن كانت ساحاتها المحاكم، و تسريبات تقول أن الغرض منها هو تعطيل النائب المحترم عن دوره التشريعي والوطني، و محاولة ردع أي برلماني آخر يقول ما قال برطم، ولكن هيهات، هذه ستكون انتفاضة اخرى، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى