الطيب مصطفى

اللاعبون بالنار

لن ننساق للشيوعيين وحركات التمرد المسلحة الملطخة أيدي قادتها وعضويتها بدماء شعبنا لنحرق بلادنا وندمرها ونشرد شعبها في أرجاء العالم .. لن نُمكّن الحاقدين من وطننا ليحيلوه إلى حطام .. كيف نسمح للشيوعية أن تعود إلى بلادنا وقد نبذها أهلها وعافوها كما يعاف البعير الأجرب بعد أن هوت وسقطت في مزبلة التاريخ وبعد أن قادت الدول التي حكمتها بالحديد والنار إلى مستنقع التخلف والجهل وكتمت أنفاس شعوبها قهراً وظلماً ؟!

نفتأ نسأل ابناء شعبنا الكريم : كيف هو حال العراق اليوم بعد صدام حسين الذي أسقطه الأعداء ليحطموا كبرياء الأمة ويرغموا أنفها في التراب ويمزقوا بلاد الرافدين إرباً ؟

لا والله لسنا راضين عن الأوضاع السياسية والاقتصادية ويشهد شعبنا أننا عارضنا تلك الإخفاقات وكتبنا عنها مراراً وتكراراً ودفعنا ثمن ذلك تضييقاً لا يزال يمارس على صحيفتنا (الصيحة) التي يمنع عنها الإعلان الحكومي حتى اللحظة، وهل نسي الناس ما حدث للانتباهة التي أنتزعت مني (حمرة عين) وصودرت أسهمي فيها ؟

لكن رغم ذلك أقول : (ده برا وده برا) ذلك أني لن أستسلم لمراراتي وأنتصر لنفسي على حساب وطني الذي قدمت في سبيله ما هو أغلى من المال ولو لم أضطر إلى ذلك القول لما بثثته عليكم فقد ظل الأفاكون يملؤون الأثير بأحاديث الإفك والبهتان لكننا لن ننكسر ولن ننهزم وسنصدع برأينا في وجوه الحاقدين دفاعاً عن بلاد شهدت مولدنا ومولد آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا ومراتع صبانا وشبابنا ، وذوداً عن حياضها حتى لا تسقط في مستنقع الفتنة التي ضربت دولاً كانت أكثر تماسكا وقوة من بلادنا الهشة فإذا بها تصبح أثراً بعد عين وتدمر تدميراً.

نفتأ نردد القول إن السودان بلد حديث التكوين لم تنشأ بين ابنائه هوية مشتركة تعلي الولاءات الصغرى على الولاءات الكبرى إذ لا يزال الولاء للقبيلة يعلو على الولاء للوطن لذلك لم تخمد النزاعات القبلية بين مكوناته بل ظلت تطفر بين كل حين وآخر لتهدد استقراره وتقتل ابناءه وتمزق تماسكه ووحدة نسيجه.

إنه فوق ذلك وطن تفتك به الحروب التي بدأت منذ عام 1955 أي قبل أن ينال السودان استقلاله ولا تزال تستعر في أطرافه.. وطن تهدده النعرات والأحقاد العنصرية والجهوية التي تنتظر اللحظة المناسبة لتتفجر براكين وحمماً من الغضب والثأرات والغبائن المكبوتة.

إن من يطالبون بإسقاط النظام ينظرون تحت أقدامهم ويشنون الحرب على أنفسهم .. هذا إذا أحسنّا بهم الظن أما ما خفي من مؤامرات وراء الحدود فحدث ولا حرج.

العجيب أن من يصدرون البيانات التي تدعو إلى إسقاط النظام هم الذين لا يزالون يحملون السلاح ويظاهرون من يشنون الحرب على بلادهم من الشيوعيين وأشباههم مع بعض الحيارى الآخرين (الرايح ليهم الدرب) فتخيلوا ما يمكن أن يحدث من هؤلاء يوم تنهار السلطة المركزية وما يحدث لبلادنا المأزومة التي لا تزال تعاني من حروب داحس والغبراء.

رأينا نماذج مصغرة من الحريق الذي يمكن أن يشتعل من خلال ما حدث في القضارف التي ربما شهد كثيرون منكم مشاهد الفيديو المتداولة عن الحرائق والتدمير للمؤسسات والمباني الحكومية والخاصة والسلب والنهب الذي حدث للأسواق والممتلكات العامة والخاصة في تلك المدينة المأزومة فكيف عندما (تفتح) الخرطوم على أيدي المتمردين المسلحين الذين تضطرم نفوسهم بالأحقاد والسخائم؟!

كيف هي سوريا اليوم بعد (الثورة)؟ ألم ترجع عشرات السنين إلى الوراء وقتل شعبها وأطفالها وشردوا في المنافي وجاءتنا حرائرها وشيوخها ممن رأينا بعضهم يتسولون في مدننا وأريافنا بعد أن فقدوا الوطن العزيز الذي دُمّر وأحرق؟

كان صدام رحمه الله طاغية ودكتاتوراً لكنه حافظ على العراق متماسكاً قوياً وخنجراً مغروساً في قلب أعداء الأمة.. كان يُمطر تل أبيب بصواريخه المصنوعة محلياً فكيف هو حال العراق اليوم؟ أضحى العراق مستعمراً لأمريكا ولإيران فاقداً لدوره القومي بل والوطني متنازعاً في هويته كما أصبح ضعيفاً هزيلاً منهكاً مقسماً بين الشيعة والسنة والأكراد الذين احتلوا شماله الغني بالنفط.

لذلك كم كان ابن تيمية حكيما حين قال : (سلطان غشوم خير من فتنة تدوم).

نعم ، لسنا راضين عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي خرجت فئات معتبرة من المواطنين تعبر عن رأيها حولها وحق لهم طالما أنهم التزموا الاحتجاج السلمي ولكن هل كانت التظاهرات جميعها سلمية؟

ثانيا : كيف ولماذا ركبت بعض القوى والأحزاب السياسية الموجة في انتهازية بغيضة لاستغلال الحراك الجماهيري؟

ثالثا : هل كانت مطالب هؤلاء الانتهازيون موضوعية أم أنها مجرد طروحات تفتقر إلى الموضوعية قام بها بعض الأعداء الاستراتيجيين أو بعض الأحزاب والأفراد المذعورين الذين حاولوا القفز من المركب الذي توهموا أنه غارق لا محالة؟

ذلك وغيره أجيب عنه غداً وفي الأيام التالية بإذن الله تعالى.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى