حوارات

رئيس تيار الإسناد والقيادي بالشعبي د.عمار السجاد “أحزاب الحوار تحولت إلى أحزاب انتهازية وكومبارس للمؤتمر الوطني”

كشف الدكتور “عمار السجاد” رئيس تيار إسناد الحوار الوطني والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي، عن مساعٍ لإنشاء وساطة وطنية، وذلك على هامش اجتماعات أديس أبابا الذي انعقد خلال الأيام الماضية بين الحكومة ونداء السودان.
وقال إن هذه المبادرة جاءت من مجموعة محايدة من ضمنهم “السجاد”، وذلك في أديس أبابا حيث بدأت المجموعة في التفاكر لإنشاء هذه الوساطة، حتى لا ينتظر الفاعلين الدوليين والإقليميين لمعالجة القضية ولجهة أن السودانيين أعلم بالقضية وأبعادها أكثر من الوسطاء الدوليين والإقليميين، وقال تلمسنا ترحيباً من عدد مقدر من الإخوة في نداء السودان، ودعا د.”السجاد” المؤتمر الوطني بدفع استحقاقات الحوار الوطني والالتزام بالاتفاقيات الموقعة بينه وبين الحكومة، فإلى مضابط هذا الحوار..

 د.”السجاد” كنت مراقباً في مفاوضات الحكومة ونداء السودان الذي عقد خلال الأسبوع المنصرم، كيف تقيم جولة المفاوضات؟

– في البدء أود أن أوضح أن ما تم في هذه الجولة من المفاوضات بالرغم من الحشد الكبير والوفود الكبيرة من جانبي الحكومة والمعارضة الخارجية ما عدا مشاركة رئيس حركة تحرير السودان “عبد الواحد نور” أرى أن الترتيب لعقد هذه المفاوضات لم يكن بالمستوى المطلوب من حيث الإعداد المطلوب الخاص بترتيبات عقد هذه المفاوضات والتي صاحبها منذ البداية خلل كبير فيما يتعلق بحجز تذاكر الطيران الخاصة بالوفود المشاركة في هذه المفاوضات، حيث كان الفرق بين وصول وفد ووفد آخر إلى أديس أبابا خمسة أيام، مما أدى إلى تأخير عقد المفاوضات في زمنها المحدد، هذه من جهة ومن جهة أخرى أيضاً لم تكن هنالك أجندة واضحة للمفاوضات لدى الطرفين، حيث إن الحكومة كانت تفهم بأنها سوف تجلس مع الموقعين فقط، وهم أربعة أشخاص.. الإمام “الصادق المهدي” ودكتور “جبريل إبراهيم” و”مني أركو مناوي” و”عبد العزيز الحلو” بدلاً عن “مالك عقار” في حين أن نداء السودان، وأحزاب المعارضة كانوا يفهمون بأنهم سيجلسون جميعاً مع الوفد الحكومي إلا أن الوسيط الأفريقي انحاز لفهم الحكومة للجلوس مع الأطراف الأربعة المذكورين أعلاه، في حين أن الوسيط الأفريقي كان قد قدم الدعوة لمشاركة كل فصائل نداء السودان وتكفل بكل نفقاتهم، وأشير هنا أيضاً أن الوسيط الأفريقي قد قام بفك حظر جواز سفر “عمر الدقير” الذي كان محتجزاً لدى السُلطات المختصة.

 هل تتوقع أن تمضي هذه المفاوضات في إحراز تقدم الجولة القادمة؟

– لا يوجد مؤشر واضح حتى الآن.

 هل تلمست مرونة في هذه المفاوضات لدى قيادات الحركات المسلحة أثناء سير عملية التفاوض؟

– نعم اعتقد أن هنالك رغبة أكيدة وحماس من الحركات المسلحة للدخول في عملية السلام.
 هل تعتقد بأن الوساطة الأفريقية قادرة على تقريب وجهات النظر بين الحكومة والأطراف الأخرى؟

– أعتقد بأن الوساطة الأفريقية ضعيفة جداً وأرى أيضاً أن هذه الوساطة قد فقدت احترامها لدى الطرفين وعلى الاتحاد الأفريقي أن يبحث عن آلية جديدة، وأوضح هنا بأنني ومجموعة أخرى محايدة في مفاوضات أديس أبابا في أثناء المفاوضات بدأنا في التفاكر للسعي حول إنشاء وساطة وطنية وأن لا ننتظر الفاعلين الدوليين والإقليميين لأننا على علم وأبعاد هذه القضية أكثر من الوسطاء الدوليين والإقليميين، كما أننا لنا تواصل مع الأطراف المختلفة في هذه القضية، وأضاف لقد تلمسنا ترحيباً من عدد مقدر من الإخوة في نداء السودان.

 بعض أصحاب المصلحة يعيبون على الحكومة عدم إشراكهم في المفاوضات.. هل من الضروري أن يفاوض أبناء المنطقة نيابة عن الحكومة الأطراف الأخرى (الحركات المسلحة)؟

– أقول في هذا الجانب في البداية أن قصة أهل المصلحة هو (استهبال سياسي) هنالك طرفان حكومة ومعارضة وحركات مسلحة وأرى أن أهل المنطقة عليهم أن يختاروا الخروج عن الحكومة ودعم الحركات المتمردة إن رأوا فيها ثورة شعبية أو أن يقفوا في صف الحكومة إن رأوا الحركات المسلحة مجرد مجموعات متفلتة ومخربة.

 المؤتمر الشعبي كحزب له علاقات متجذرة مع القوى الحاملة للسلاح، ما هو المتوقع من جهد لحزبكم للدفع بعملية التفاوض؟

– الآن حزبنا يركز على إنفاذ مخرجات الحوار الوطني ويدعو المؤتمر الوطني بدفع استحقاقات الحوار الوطني.

 في رأيكم ما المطلوب من الحكومة والحركات المسلحة للالتقاء في نقطة يسمح للتوصل إلى سلام شامل؟

– أرى أن المطلوب أن تتوفر الإرادة للمؤتمر الوطني أن يكون على قدر التحدي والمسؤولية في الالتزام بالتعهدات والاتفاقيات الموقعة بينه وبين الآخرين.

 كنتم ضمن مجموعة كانت قد قاطعت إجازة قانون الانتخابات بزعم أنه لا يتماشى مع بعض مواد ما تم الاتفاق عليه في الحوار الوطني؟

– نعم هذا صحيح لقد اتخذنا هذا الموقف مع بقية أحزاب الحوار الوطني وشخصياً أعتبر ذلك (عرض لمرض) وأن الخروقات في الحريات أولى من هذه الوقفة وأرى أن إجراء الانتخابات في ظل الخروقات مخرجات الحوار الوطني (تحصيل.. حاصل).

 هنالك مجموعة الـ(33) التي وقعت على التعديل الدستوري مما يسمح لرئيس الجمهورية الترشح لعدة مرات كيف تفسر ذلك؟

– إن ما تم يعتبر أكبر اختراق في مشروع الحوار الوطني حيث إن هذا التعديل الأخير الذي تم في الدستور لم ينص عليه من مخرجات الحوار الوطني، مع العلم أن مخرجات الحوار الوطني قد تم تقسيمها إلى أربعة محاور تتمثل في محور الدستوريات ومحور القوانين ومحور الإجرائيات ومحور الأخلاقيات، وأوضح هنا بأنه قد تم الإنجاز في محور الدستوريات ولم يكن بينها هذا التعديل الأخير المزمع.

 كيف ترى موقف أحزاب الحوار الوطني من ترشيح الرئيس “البشير” لفترة رئاسية قادمة؟

–  الأحزاب بعد المشاركة في الحوار الوطني تحولت إلى أحزاب انتهازية، وكذلك تحولت إلى (كمبارس) للمؤتمر الوطني وقد أصبحت كل همها المحافظة على كراسيها.

 الشاهد أن هنالك تحالفات سياسية لخوض الانتخابات، هل ستدعم أحزاب الحوار الوطني ترشيح “البشير” مرة أخرى؟ وهل تتوقع أن يتحالف حزبكم المؤتمر الشعبي مع حزب المؤتمر الوطني لخوض انتخابات 2020م؟

– حتى الآن لم تنعقد مؤسسات الحزب القيادية وأرجح أنه متى ما انعقدت هذه المؤسسات سوف تتخذ قراراً بتجميد المشاركة ومقاطعة انتخابات 2020م، وذلك من واقع تقيمي لمستوى المشاركة وسلوك المؤتمر الوطني.

 أبدى الإمام “الصادق المهدي” مرونة في المشاركة في إعداد الدستور الدائم للبلاد كيف ترى هذه الخطوة؟

– أوضح هنا أن الدستور وحسب مخرجات الحوار الوطني تضعه الجمعية التأسيسية المنتخبة انتخاباً حراً وهذا ما لم يتم حتى الآن وأرى أن أي حديث عن كتابة الدستور (كما الحبر الذي كتب به).

 هل تتوقع أن يكون الإمام “الصادق المهدي” وحزبه جزأً أصيلاً في التنافس السياسي لخوض انتخابات 2020م؟

– لا اعتقد مشاركة حزب الأمة القومي في خوض هذه الانتخابات.. لجهة أنه لا بد أن تسبق انتخابات 2020م تهيئة للمناخ قبل فترة كافية، وهذا ما لم يحدث وبالتالي النتيجة ستكون محسومة ومعروفة.

حوار : نجاة صالح شرف الدين

الخرطوم (صحيفة المجهر السياسي)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى