تحقيقات وتقارير

منذر الحاج.. طالب (شهادة عربية) يزين أعراس الخرطوم..!

منذر الحاج (25) عاماً، طالب شهادة عربية من المملكة العربية السعودية التي يحمل إقامتها منذ مولده بمدينة جدة الساحلية. بعد أن أصدرت السلطات السعودية قراراً قضى بفرض رسوم شهرية على الوافدين وأسرهم، قرر منذر الذي يدرس بجامعة التقانة بالخرطوم إنهاء إقامته والعودة إلى السودان بشكل نهائي إلى حين إكمال دراسته، حتى لا يكلف أسرته بدفع 200 ريال شهرياً، وكان مجلس الوزراء السعودي، قد حدد الرسوم في عامها الأول بمقدار 100 ريال تدفع شهرياً عن كل مرافق للوافد العامل في السعودية الزوجة والأبناء، وبإجمالي 1200 ريال في السنة الأولى، لتتضاعف 200 ريال شهرياً في 2018 حتى تصل إلى 400 ريال شهرياً بنهاية 2020م.

(1)

بعد عودة منذر للخرطوم وسكنه مع جدته وخالته. أراد أن يبني نفسه لتوفير مصروفات الدراسة واحتياجاته الأخرى من مأكل ومشرب وملبس، فاجتهد في إيجاد عمل بالخرطوم للتخفيف عن أسرته وتغيير الصورة النمطية التي رسمها المجتمع السوداني عن طلاب الشهادة العربية وإلصاق “الحنكشة” بهم، وإظهارهم بعدم القدرة على العيش خارج حضانة الأسرة ودلالها.

(2)

يقول منذر  إن تفكيره في إيجاد مورد رزق هداه لقرار بفتح محل تجاري بالخرطوم أطلق عليه “إيليت” لكوش الأفراح بجانب تجهيز وتزيين صالات مناسبات الأفراح، ويضيف: قبل إنهاء إقامتي في السعودية، شرعت في شراء مستلزمات عملي الجديد وشحنتها إلى السودان. وقال إنه استلف لذلك (البيزنس) من شقيقه الأكبر (مازن) مبلغاً من المال واشترى به أغراضه أبرزها كوش أفراح حديثة وكسوة كراسي وترابيز فاخرة وسجادات للممرات وزهريات وورود بلاستيكية، إلى جانب كشافات إنارة وليزر وغيره.

(3)

ولمنذر خبرة سلفاً في هذا المجال حيث درج مع عدد من أفراد الحي الذي يقطن فيه بمدينة جدة على العمل في الإجازات الصيفية منذ سنوات، وقال كنا نشتري بما نتقاضاه من أموال مستلزماتنا من ملابس وغيره”، ويضيف “في البدء كنا نعمل في مواسم العمرة والحج مع المنظمات التطوعية، إلى جانب العمل في مشاغل صغيرة تتبع لشركات”، ويمضي منذر قائلاً: “مؤخراً، أصبحت أعمل مع شركة لتجهيز صالات الأعراس في جدة”، ويتابع “نتعاقد مع ملاك الصالات أو أصحاب المناسبة في تجهيز الصالة المتمثلة في كسوة الكراسي والترابيز والكوش وسيارات العرسان، حتى غرف العرسان في الفنادق نقوم بتزيينها”.

(4)

منذر اكتسب مهارة كبيرة لذلك قرر نقل عمله إلى الخرطوم، ويقول “الحمد لله أسست اسم عمل قبل 5 أشهر، وكل يوم أكسب زبائن جدد”. ويشير طالب الشهادة العربية إلى أنه يعتمد على معارفه وزملائه في الدراسة إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لعمله، وبشأن التوفيق بين دراسته والعمل، يقول منذر، إنه مع تدشينه وجد صعوبة في ذلك، لكن مع مرور الأيام تمكن من التوفيق بين الاثنين، ويضيف “معظم عملي في المساء، فالدراسة ليست يومياً، لكن اليوم الذي لدي فيه ارتباط اجتهد للخروج من الجامعة قبل مغيب الشمس حتى أتمكن من إنجاز عملي”. وحول العمالة، يشير إلى أن معظمهم طلاب ومن أبناء حي أركويت الذي يسكن فيه، ويتابع “مع مرور الأيام بدأ العمال يتفهمون العمل وبات دوري أقرب للإشراف”. وبشأن استقراره بالخرطوم، يؤكد المنذر أنه وجد صعوبة في البداية عندما تم قبوله في الجامعة، ويمضي قائلاً “كنت لا أتخيل أنني سأستطيع العيش في السودان لصعوبة الحياة هنا”، ويضيف “الآن أصبحت سودانياً خالصاً، بالرغم من شوقي الدائم لمسقط رأسي جدة”، ويختتم “لكن للظروف أحكام”.

تقرير: كوكتيل

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى