الفاتح جبرا

مراحيض فيتنامية !

مؤخراً كشفت وزارة الصحة الاتحادية (ويا ريتا ما كشفت) عن وضع استراتيجية للقضاء على ظاهرة التبرز في العراء تبدأ من هذا العام وتنتهي في 2022م، هذا الحديث جاء على لسان السيد الوزيرالأستاذ محمد آبوزيد مصطفى عقب عودته من (نيودلهي) حيث كان مشاركاً في (مؤتمر المهاتما غاندي الدولي للإصحاح البيئي) الذي انعقد الشهر الماضي بالهند حيث نوه السيد الوزير إلى أن الاهتمام بهذه الظاهرة يتم نسبة لأضرارها على صحة البيئة كما تؤدي إلى التسبب في كثير من الأمراض والوبائيات مما يؤثر على الناتج القومي.

وأعلن الوزير، عن عرض استراتيجية السودان 2018 – 2022م عبر جلسات المؤتمر ونوه إلى إنها وجدت الاستحسان من المشاركين وتعهد بقيادة الحملات للقضاء على التبرز في العراء بكل الولايات لافتاً الى ضرورة وعي المواطن بدوره لإنجاح تنفيذ الاستراتيجية مع استصحاب التقارير العالمية مشيداً بدور المنظمات خاصة اليونسيف لدعمها المتواصل للسودان.

ده كلام زي (العسل)، لكن تعالو إلى (الواقع المر) لنقرأ معاً أن تقرير منظمة الصحة العالمية (اليونيسيف) يقول إن نسبة المواطنين (السودانيين) الذين يتبرزون في العراء (الواااحد ده) هي 27% يعني (بالحساب كده) ممكن نقول إن (أكثر من ربع) الشعب السوداني يتبرز في العراء دون أي مواعين تستقبل هذه الفضلات (الخلا بس) !

هذه المعلومة الصادمة و(نحنا) فصاحة و(قندفة)، حشود من الدستوريين ومخصصاتهم وسفر وفود واستقبال مؤتمرات وتذاكر سفر وفنادق وإعاشات ومكاتب وأثاثات مستوردة وعربات دفع رباعي موديل السنة ودورات مدرسية ومؤتمرات إسلامية وفلل رئاسية ولهط ولغف للمال العام وقطط سمان وقطط ضعاف (وكمان جابت ليها كلاب)، والبلد (ربعها) يقضي حاجته في العراء (يعني ولا في حفرة ذاااتو)؟
حقيقة مؤلمة توضح أننا خارج (التاريخ)، بل داخل (الغابة) التي تقضي حيواناتها حاجتها أنى تيسر لها وكيفما كان (أي زمان ومكان)، وهذا وضع قد فارقته البشرية منذ قرون حيث اهتمت الدول بإنشاء (المراحيض) لمواطنيها أو (إجبارهم) على إنشائها منعاً للتلوث البيئي وانتقال الأمراض.

لقد استوقفني في ما قاله السيد الوزير حديثه بأن استراتيجية السودان التي قام بطرحها وجدت الاستحسان من المشاركين وكم كنت أتوق للاطلاع على هذه الاستراتيجية (للقضاء على التبرز في العراء) لمعرفة تحديد نقاط (الاستحسان) فيها إذ لابد أنها احتوت على (مجهودات) و(سعي حثيث) وعمل (دؤوب) مصحوباً بجداول زمنية تدعم القول بالانتهاء من المسألة في التاريخ الذي تم تحديده!

وعلى الرغم من إيماني العميق بأن عام (2022) سيأتي والحال ح يكون (في حالو) وأن توفير مراحيض (لربع سكان) البلاد (ما حاجة هينة) إلا أنه إذا عرف السبب (بطل العجب) فالاستراتيجية التي (نالت الاستحسان) قد تم (تسبيكها) لأنو المسألة فيها (دعم) من (الأمم المتحدة) وهي ذات الأمم المتحدة التي قامت في أبريل 2013 من خلال (البنك الدولي) بتقديم منحة قدرها 76,5 مليون دولار أمريكي (ما عارفنها مشت وين؟) لمشروع تقوية تعليم الأساس في السودان الذي كان يهدف إلى استعادة الوضع السليم لتعليم الأساس ولتحسين بيئة التعلم في المناطق المستهدفة ومن بين هذا التحسين طباعة وتوزيع أكثر من 9 مليون كتاب مدرسي.

وحتى لا يتهمنا أحد بتلطيخ (سمعة) القوم (لو فضل فيها سمعة) فإننا نحيل القارئ إلى عدد من المقالات التي تابعنا فيها ما حدث في (تنفيذ) تلك المنحة من تجاوزات تم التعامل معها (بالغمتي) رغم نداءاتنا المتكررة لكشف المستور حينها، والقصة وما فيها أن البنك الدولي قد رصد (من تلك المنحة) مبلغ 2 مليون يورو لعملية طباعة الكتاب حيث قامت وزارتا (التربية والمالية) بالتعاقد مع (شركة هانوي للطباعة) وهي شركة في فيتنام (الما قريبة)، وذلك لطباعة 5 مليون نسخة من الكتاب المدرسي وقد اتضح بعد شحنها وإستلامها أنها غير مطابقة للمواصفات الواردة في شروط العقد، وعند سؤالنا للمسؤولين حينها لوزارتي التربية والمالية عن (الحاصل) ورغم إلحاحنا (وعملنا ليهم كسرة) إلا أنهم (عملوا أضان الحامل طرشة) وعملوا (رايحين) و(تفرقت اليوروهات بين القبائل)!!

الشاهد أن التلاميذ الذين استهدفتهم منحة البنك الدولي تلك لا يزالون يدرسون في العراء و(يتبرزون) أيضاً في العراء ولعله من المفيد أن نذكر أنه بسؤال المسؤولين في البنك الدولي عن موضوع (الكتاب الفيتنامي) أجابوا: (اسألو ناسكم).. وهذا يعني (باختصار شديد) أننا موعودون بمراحيض (فيتنامية)!

كسرة:
ترقبوا حملة (زيرو تبرز)………. في العراء طبعن !!
كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 103 واو – (ليها ثماني سنين وسبعة شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 62 واو (ليها خمس سنين وشهرين).

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى