صلاح الدين عووضة

الكوز !!

* في بلدتنا كان قد اشتهر المذكور أعلاه..

*اشتهر – قبل أعوام عديدة خلت – في مجالين عجيبين..

* الأول هو لواري السفنجة بما كان يُحدثه في صوت محركاتها من صفير (حنين)..

* والثاني هو الخاص بسبيل ذاك الشيخ الوافد إلى البلدة..

* فقد كان اهتمام حاج الشيخ بكوزه لا يقل عن الذي يوُليه لبيته…ومتجره… وأبنائه..

* بل إن اهتمامه بالكوز كان أشد تعقيداً من أن يُفهم..

*من أن تفهمه عقول أهل البلدة التي لم تنل نصيباً من أبجديات علم النفس..

*كوزاً فريداً من نوعه ؛ طولاً…وحجماً…ومعدناً..

*ولكن ذلكم كله لا يكفي سبباً لتفسير تعلق الشيخ به..

* وبعض ذوي الشغف بالغيبيات قالوا كلاماً تفسيرياً غريباً..

*قالوا إن (سيد) السبيل يمكن أن يُصيبه ما يصيب كوزه إن لم يحرص على سلامته..

* وأن السر في الرباط الغيبي هذا مرجعه إلى الشيخ نفسه..

* فتعلقه الخرافي هذا بما هو(مادي) خلق نوعاً من العلاقة الغيبية بين الطرفين..

* وفي يوم حدث شيء منح أصحاب المنطق هذا قوةً حجية..

* فقد كُسرت ساق الشيخ اليمنى مساء اليوم ذاته الذي كُسرت فيه أُذن كوزه صباحاً..

* ثم تناسى الناس – بفعل ليل يكر عليهم ونهار- حكاية المصادفة هذه..

* إلى أن حدث شيء – ذات ليلة – أشد إثارةً للحيرة..

* فإثر صرخة هتكت سكون البلدة هُرع بعض جيران الشيخ إلى داره فزعين..

* ثم ذُهلوا بما هو غير خاضع لأي تفسير عقلاني..

* فوجئوا بأن أصغر بناته – وأجملهن – خُدشت جراء عود سقطت عليه منتصبا..

*وعقب صلاة الفجر تفقد الشيخ كوزه فوجده مخدوشاً…

* أما المناسبة التي وضعت نهاية لصاحب السبيل – وكوزه – فقد وقعت إبان الخريف..

* رغم إن الفصل هذا غير ذي مطر بمنطقتنا تلك…إلا لماماً..

* فقد شوهد الشيخ مهموماً ذات يوم ؛ منذ أعجاز ضحاه…وحتى بواكير عتمته..

*وذلك بعد أن لاحظ (قداً) بأسفل كوزه ينسرب منه الماء..

*وعند الدجى (قُدت) السماء لينسرب ماءٌ لم تشهد البلدة مثيلاً له في تاريخها القريب..

*و(تشرَّب) منزل الشيخ ؛ وتمايل…وتضعضع..

*وقد كان مشرفاً على مجرى سيل قديم ؛ لم تهدر فيه مياه أمطار منذ عام الصاعقة..

*أي العام الذي لامس فيه البرق جسد (الدلالية) فحرقه..

* ولم يعد للشيخ من وجود في البلدة ؛ ولا المنطقة بأسرها..

*وكذلك……….الكوز !!.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى