حوارات

قنصل مصر بالخرطوم أحمد عدلي إمام: نمنح أربع تأشيرات للسودانيين في الدقيقة

 

 

في سياق دفع العلاقات السودانية المصرية نحو الأمام، لاسيما عقب الزيارة الأخيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  للخرطوم، ولقائه بنظيره رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، وإفلاح الجانبين بالخروج بعدد من القرارات المهمة، أبرزها فك حظر المنتجات المصرية  بجانب المصادقة على جملة من المشروعات التنموية المشتركة بين البلدين، سعى القنصل العام للسفارة المصرية بالخرطوم أحمد عدلي إمام إلى توضيح رؤية الجانب المصري حول القضايا التي كانت مثار نقاش بين البلدين خلال الآونة الأخيرة، القنصل سجل زيارة لمقر الصحيفة بمعية المستشار الإعلامي للسفارة المصرية عبد النبي صادق، والتقى برئيس التحرير وأسرة الصحيفة .. طرحنا عليه عدداً من الاسئلة وخرجنا بالحصيلة التالية :

 

*ما هي أبرز الملامح التي خرجت بها زيارة الرئيس السيسي للخرطوم الأخيرة؟

– افتكر أن العلاقة  بين السودان ومصر هي علاقة ذات طابع خاص، وهنالك مشاعر كبيرة جداً في قلوب المصريين تجاه السودانيين، وهي مشاعر طيبة  إيجابية، وكل ذلك جعل الرئيس السيسي ينظر إلى السودان نظرة مختلفة في كيفية توطيد وتعزيز العلاقات ذات المصالح المشتركة على أرض الواقع، وليست فقط كما يبدو على كتب التاريخ أزلية وتأريخية،  السيسي  يفكر في كيفية الاستفادة من  الشعبين ومن المصالح المشتركة، لذلك بدأ في التعاون مع الرئيس عمر البشير في هذا الجانب، من خلال تجاوز الخلافات التي قد تكون  نشبت عن سوء فهم من أقلام هنا وهناك لها مآرب خاصة  في تقويض العلاقات السودانية المصرية، ولكن بفضل  الله سبحانه وتعالى وحكمة ووعي الرئيسين استطاعا أن يتجاوزا هذه الخلافات وهذا ما حققته الزيارة .

 

*الخلافات بين البلدين تتجدد بين الفينة والأخرى في قضايا مختلفة، هل وضعت القمة حلاً جذرياً لها؟

ـ لدينا عدد من القضايا المشتركة، إذا تم حلها، ستجد قضايا أخرى طريقها إلى الحل، ونحن دولتان متجاورتان فإذا (حلينا النهار دة مشكلة بعد أسبوع ح تدخل مشكلة جديدة على الخط)، المهم في العلاقة ليس هو الحل فقط،  المهم هو وضع آلية لكيفية التعامل مع المشكلات والخلافات  أي خلافات كانت، سواء أكانت في الحاضر أو المستقبل، وهذا كان الهدف الرئيسي الذي حضر به الرئيس السيسي.

 

*زيارات السيسي الـ(24) للخرطوم هل حققت أهدافها؟

ـ بالطبع نعم .. الرئيس السيسي التقى بأخيه الرئيس البشير (24) مرة خلال أربعة أعوام ونصف تقريباً، وزار السودان 6 مرات، وهذا يدل على حرصه على تطور العلاقة ودفعها إلى الأمام .

 

* ما هي أبرز المشروعات  التي تم توقيعها بين البلدين في الفترة الأخيرة؟

ـ خلال الستة  أشهر الماضية سعت حكومتا البلدين إلى توقيع عدة اتفاقيات يجري تنفيذها على أرض الواقع الآن،  وهي مشروعات الربط الكهربائي وهو تزويد مصر للسودان بـ(300) ميقاواط من الكهرباء، بجانب  إنشاء خطوط ربط كهربائي بين البلدين، بالإضافة إلى  مشروع السكة حديد وهو مشروع مهم  للغاية لأنه سيسهم في فتح الحدود فعلياً،  سواء للبضائع أو للأفراد، وهذه المشروعات تكلف مبالغ طائلة وتأخذ وقتاً طويلاً للتنفيذ، خاصة السكة حديد،  لجهة أنها تمر بمناطق تفتقر للحماية والتأمين،  ولكن إرادة التنفيذ موجودة والتمويل المبدئي للتنفيذ متوفر، وقريباً ستبتدئي المرحلة الأولى من هذا المشروع،  وهنالك عدداً من المشاريع الزراعية النموذجية نحن بصدد إقامتها في السودان، بجانب تدريب الكوادر السودانية، ومشاريع أخرى  على رأسها النقل النهري والنقل الجوي والتجارة البينية .

 

*ماهي كواليس قرار الرئيس البشير بفك الحظر عن المنتجات المصرية ؟

ـ فيما يتعلق برفع الحظر هو قرار مشترك بين قيادتي البلدين، وهذه المنتجات تدخل  للسودان من مصر عن طريق شركات خاصة، ويمكن للمواصفات والمقاييس السودانية  منع الشركات المتجاوزة للمواصفات من دخول البلاد مستقبلاً، لكن من المفترض ألا يخسر السودان المنتجات الأخرى المفيدة، مثلاً (أنا لو عندي شباك مكسور هل أهد البيت كله،  ولا أغير فردة الشباك؟) وهذه الفكرة التي تنبني عليها الرؤية المصرية (ومافيش حد بدخل بضاعة من دون حد يفتح ويبص)، أمنع الشركة ووقع عليها غرامة بأي شكل كان، والشركات الأخرى الملتزمة بالمقاييس والمواصفات خليها تدخل السوق،  لأنها بتقلل الأسعار، لاسيما وأن المستورد له بعض المزايا، حيث يحسن من الإنتاج المحلي من خلال المنافسة .

 

*بالرغم من فك الحظر إلا أن المخاوف ما زالت موجودة ؟

ـ المشكلة أن أحياناً الجانب السوداني يستسقي أخبار مصر من بعض القنوات المناوئة للنظام، والتي لديها مواقف سالبة ضد الحكومة، خاصة التي تنشر فيديوهات عن تردي الزراعة من الصرف الصحي وهكذا، لكن مصر دولة زراعية كبيرة تصدر منتجاتها لكل دول العالم، وأوربا بتأخذ منا البطاطس والخليج بياخذ الفراولة والجوافة، والتعميم (مش كويس) في مثل هذه القضايا.

 

*حسناً .. لكن قرار السودان لم يأت اعتباطاً .. بالفعل تم ضبط منتجات فاسدة؟

ـ نعم بعض المنتجات وبعض المزارعين دون وعي يقومون برش السماد زيادة، مما يؤدي إلى فساد المنتجات،  وحينما يتم شحن الشحنة ويكتشف فسادها يتم إيقاف استيرادها إلى حين التأكد من بقية الصفقات، وأنا بسأل هل الأسمنت المصري فيه فساد؟، قضية الفواكه كانت معضلة معينة وتم تجاوزها .

 

*هنالك حديث حول أن المنتجات المصرية التي تدخل السودان أقل جودة؟

ـ المنتجات التي تدخل السودان من مصر أسعارها تفضيلية وبأقل من الدول الأخرى، الحكومة المصرية تعامل السودان بسعر تفضيلي والجمارك المفروضة  على المنتج المصري المتجه إلى السودان تختلف من المفروضة على ذات المنتج المتجه إلى  بقية الدول الأخرى، وهنا أنا أشيد بقرار الرئيس عمر البشير وبوعي  وحكمة القيادة السودانية، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تخفيض الأسعار في الأسواق المحلية في السودان.

 

*هل تعتقد بأن القضية أخذت طابعاً إعلامياً أكثر من ما تحتمل؟

ـ بالطبع وهنا يأتي  دور الصحافة المهنية النزيهة في تبيين الحقائق للرأي العام، ونحن مكاتبنا مفتوحة للاستفسار عن أي قضية، مثلاً لو عايز تكتب عن البرتقال المصري  أسأل خبير زراعي، لكن الناس بتكتب عن أشياء كأنها حقيقة واقعة، أنا مواطن مصري وحبي للسودان لا يستطيع أحد أن يغيره، ولا أقبل بأن يقول لي أحدهم إن السودان (وحش)، (مدرستي كان فيها سودانيين وجيراننا سودانيين) .

 

*من خلال وجودك  بالقنصلية هل استطعت أن تدفع بالعلاقات بين البلدين إلى الأمام؟

ـ علاقة مصر  والسودان (مش زي أي علاقة)، حتي لو وجدت مواقف سالبة أنا دوري أن أسعى لتحسين هذه العلاقة والدفع بها إلى الأمام،  ونحن كمثقفين وحكماء مفروض نسعى لتعزيزها، والبلدان شعب واحد (قوتنا في وحدتنا)، ودا كلام من القلب، السوداني عندما يتعرض لموقف لن يجد غير المصري، والمصري لن يجد غير السوداني، نحن مصير مشترك ولو بأقلامنا واندفاعنا وعشوائيتنا، قعدنا نشتم هنا وهناك  بنسئ إلي مستقبلنا، وهذا هو فكر الرئيس السيسي، وأكيد هو أيضاً فكر الرئيس البشير في ظل التجاوب والتقارب الكبير، ومهم كصحافة أن نبتعد عن الخلافات، رغم أن هنالك خلافات موجودة هنا وهناك، ويمكن أن تقع  أخطاء من مصر أو من السودان لكن ما لا يجوز هو أن نمسك في الأخطاء ونترك باقي العلاقة .

 

*جدل كثيف أثير مؤخراً حول ازدحام القنصلية المصرية بطالبي التأشيرة، ما هي الإحصائيات الحقيقية للمعاملات اليومية ؟

ـ يتواجد خمسة مليون سوداني بمصر، ويزور مصر شهرياً حوالي 200 ألف سوداني، 35 ألف منهم بتأشيرات شهرياً، بواقع أربعة جوازات في الدقيقة الواحدة، يعني 15 ثانية للمعاملة الواحدة، وهذا لا تقوم به سفارة في الدنيا، مع العلم أننا بنعمل خمس ساعات في اليوم، ويعتبر ذلك إنجازاً غير ملموس .

 

*ماهي دواعي تأخير تسليم معدات المعدنين السودانيين؟

ـ خلال الأسبوع القادم سيستلم المعدنون معداتهم وهي مشكلة متجددة، وهنالك قرار من الرئيس  السيسي بتسليم المعدات لأصحابها، رغم أنها أخذت ثلاث سنوات، لكن  هنالك قرارات إدارية كثيرة أدت إلى عرقلة الأمور، وهي مشكلة متكررة ونحن نسعى لوضع آلية دون تدخل الرئيسين  .

*مازال الجدل قائماً حول إنفاذ الجانب المصري لاتفاقية الحريات الأربع؟

ـ اتفاقيات الحريات الأربع هي النقل والتملك والعمل والإقامة، وهي مطبقة على أرض الواقع لاسيما  حريتي الإقامة والعمل، أما فيما يتعلق بالتملك فالقانون السوداني لا ينص على حرية تملك الأجانب، وهذه في حد ذاتها مشكلة، لكننا نحاول تجاوز الخلاف حولها، خاصة وأن هناك سودانيين يتملكون شققاً بالقاهرة، أما حرية التنقل فقد تم تنفيذها بالكامل عدا وجود اشتراطات مقيدة من سن 15 إلى حد 50 بالنسبة للرجال، لأني لو فتحت المجال لعبور الشباب ممكن تجد أعداد كبيرة من الشباب  السودانيين مهاجرين، وذلك ممكن أن يضر بالبلد، دعني أقول إن هنالك بعض العقبات تواجه تنفيذ الحريات الأربع بالشكل المطلوب، لكن قيادات البلديين اتفقت على إنفاذها بالكامل على أرض الواقع .

 

*البعض يأخذ على السفارة المصرية بالخرطوم التعتيم، الأمر الذي أدى إلى غياب المعلومة؟

ـ ما يثار في الرأي العام غير صحيح، نحن في القنصلية والمكتب الإعلامي حريصون على التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة (فاتحين ضراعاتنا وقلوبنا) بهدف الارتقاء بالعلاقات بين الدولتين  إلى الأمام وما زيارتنا هذه لمقر صحيفتكم إلا  برنامج تواصل اجتماعي ما بيننا وقبيلة الإعلام .

 

حوار: آخر لحظة

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى