صلاح الدين عووضة

كن أنت !!

*لكل منا بصمة أصبع خاصة به..

*وكذلك بصمة صوت… وخط… وضحكة… وطباع… وشخصية..

*فكن أنت كما أنت… ولا تحاول أن تكون سوى أنت..

*وكثير من أنصار الترابي – بالسودان – سعوا إلى تقليده في كل شيء..

*ومن هذه الأشياء ميلان الرأس لجهة اليمين عند الحديث..

*والله لو أن رأسك (تدلدل) بجوار كتفك فلن تكون حسن الترابي… أبداً..

*فليس في هذه الدنيا سوى ترابي واحد… وكذلك أنت..

*فكن أنت لا غيرك… واعتز بهذه (الأنا) في مواجهة أي (آخر)..

*وفي حزب الأمة أيضاً لاحظت محاولة العديد من (الأحباب) تقليد إمامهم..

*في كلامه… في سلامه… في ضحكته… وحتى في مشيته..

*ثم لا أحد منهم – بالغلط – يشبه الصادق المهدي ؛ مهما أحسن التقليد..

*ولا يعني هذا أنه أحسن منهم… ولكن لكلٍّ منا بصمته..

*وفي مجال الغناء – ببلادنا – مقلدون كثرٌ لكبار المطربين… وصغارهم..

*وإلى أن يترك أحدهم الغناء – أو يتركه – يبقى مقلداً..

*ومن غرائب هذا التقليد أنه قد يبلغ حد المحاكاة حتى في الحركات نفسها..

*وكذلك هنالك مقلدون في دنيا الأدب ؛ بضروبه المختلفة..

*وأسوأ أنواع هذا التقليد الأدبي الذي يتجاوز حدود المحلية إلى العالمية..

*ثم يكون أعمى ؛ تتلاشى فيه تماماً بصمة المقلد..

*وأعطاني شابٌ مرةً مسودة لباكورة انتاجه الروائي لإبداء رأيي فيها..

*فأرجعتها بعد فصل واحد وقلت له : كن أنت… لا تولستوي..

*وكان (هو) في الرواية الثانية… وكانت (هي) بنكهة سودانية خالصة..

*أما في مجال الإعلام الآن فالتقليد بات ظاهرةً لا تُحتمل..

*سواء المرئي…أو المسموع… أو المقروء ؛ وتحديداً تقليد اللبنانيين..

*صحيح أنهم غزوا وسائط العرب الإعلامية… وتمددوا فيها..

*ولكن ما من شعب عربي تأثر بهم – إعلامياً – إلى حد التقليد سوانا..

*وهذا لا ينم إلا عن شعور بعقدة نقص… وقابلية للاستلاب..

*فنحن تتبعنا سنن مدرستهم الإعلامية حذو القُذة بالقُذة..

*حتى إذا دخلوا جحر (هكذا) خرب دخلناه ورددنا معهم بدعة (هكذا أمر)..

*علماً بأن مدرستهم هذه تقلق سيبويه في قبره..

*ثم عطَّشنا الجيم مثلهم… وأبدلنا مفردة رئيسي برئيس ؛ ولم يبق إلا القليل..

*ومن هذا القليل (أعتذر منك)… و(بدِّي أتشكَّرك)..

*ولا أدري لماذا ترك مقلدوهم منا عبارتيهم هاتين ولم تجر بهما ألسنتهم..

*فإن فعلوا لاستحقوا أن نقول لكلٍّ منهم (إنت مو إنت)..

*وإلى ذلك الحين – وأتمنى ألا يأتي – نكتفي بنصيحة (كن أنت مو غيرك)..

*فالإنسان الذي يتخلى عن بصمته الخاصة يصير مسخاً شائهاً..

*فإن أجاد التقليد يكون (مسخاً رائعاً !!!).

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى