صلاح الدين عووضة

لقتلتهم !!

*في أمثالنا (ما يتحير إلا مغير)..

*ورغم جهلي بمعنى كلمة مغير هنا إلا أنني كنت (مغيراً جداً) أمس..

*ومفردة (جداً) هذه للتمييز بين حيرة أمس وأخواتها الدائمات..

*فنحن دوماً متحيرون… وطوالي (مغيرون)..

*ومن مثيرات حيرتنا – ومغصتنا – ذلك التكدس الفظيع في مرافق الدولة العليا..

*ما بين ولاة… ووزراء… ومساعدين… وبرلمانيين… ومعتمدين..

*وكذلك ما بين آليات… وهيئات… ومفوضيات… ومجالس موسومة بصفة (أعلى)..

*وقلنا إن هذا أحد أهم مسببات فقرنا… بخلاف عواره السياسي..

*ولا زلت أذكر يوماً صرت فيه (مغيراً) جراء حيرة شديدة منبعها وزارة العمل..

*فقد كنت أستكثر أصلاً وجود وزيرين بكل وزارة..

*إذ لا داعي لهذا العدد المهول من وزراء الدولة أصلاً طالما هنالك وكلاء وزارات..

*فإذا بي أكتشف – ذاك اليوم – أن وزارة العمل بها ثلاثة وزراء..

*ولولا أن ثالثهما (فتح خشمه) لما عرفت ؛ لا أنا ولا غيري..

*رغم أن وزارة العمل – في هذا الزمان – من الوزارات التي لا (عمل) لها..

*طيب دعونا من ذلكم كله… وخلونا في حيرة الأمس..

*فقط نستصحب معنا حكاية (الإفقار) هذه التي قلنا إنها إحدى إفرازات التكدس..

*فحسب علمي هناك جهتان معنيتان بالفقر… أو لنفترض ذلك..

*هما وزارة (الضمان) والتنمية الاجتماعية… ووحدة (خفض) الفقر بوزارة المالية..

*ولكن جهة ثالثة ظهرت لي أمس… كظهور وزير العمل الثالث..

*واسمها مفوضية (الأمان) الاجتماعي و(خفض) الفقر..

*يعني بدلاً من كلمة (الضمان) في اسم الجهة الأولى وضعت مفردة (الأمان)..

*أما مفردة (خفض) في الجهة الثانية فبقيت كما هي..

*وبذلك تكون هنالك جهات ثلاث – بسم الله ما شاء الله – شغالة في قضية الفقر..

*وكل واحدة منها بميزانياتها… وفارهاتها… وقياداتها… وموظفيها..

*فهل بربكم رأيتم خفضاً ؟… أو أماناً ؟… أو ضماناً ؟..

*إنها فقط مسميات لجهات تشبع من قليل قوت الشعب… وتغتني من مدقع فقره..

*وتُكسب العاملين عليها أماناً… وضماناً… وخفضاً لضغوط معيشتهم..

*أو بعبارة أخرى صريحة : أمكنة لأكل العيش..

*تماماً مثل مجلس الصداقة الشعبية العالمية رغم وجود وزارة للشؤون الخارجية..

*أو مثل صندوق دعم الطلاب رغم وجود وزارة للتعليم..

*أو مثل مركز دراسات المستقبل رغم (عدم) وجود دراسات… ولا مستقبل..

*وهنالك أشياء أعجب… مثل الشيء المسمى مجلس الولايات..

*وأتحدى أعضاءه إن كانوا يعرفون ما المطلوب منهم – ومن مجلسهم – بالضبط..

*وقديماً قال عليٌّ كرم الله وجهه : لو كان الفقر رجلاً لقتلته..

*وحديثاً أقول قولاً مشابهاً إزاء الجهات الثلاث هذه التي تُفقرنا باسم خفض الفقر..

*أقول : لو كانت رجالاً لقتلتهم !!!.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى