صلاح الدين عووضة

أسقطوه باليود !!

*ثمة ظاهرة كانت تحيرني بشدة..

*وهي أن جيل اليوم – من شبابنا – قصار القامة مقارنةً بجيلنا… والأجيال السابقة..

*كنت أتساءل دوماً : لماذا هم قصار إلى هذا الحد؟!..

*وليس قصر القامة وحسب ؛ وإنما المظهر الطفولي أيضاً… حتى لطلاب الثانويات..

*بينما كان الواحد منا – أيان الثانوي – يُوصف بأنه (طول بعرض)..

*بل منا من كان ينعته بعض الأساتذة بصاحب (الفقرة)..

*ولكن من هم في مرحلتنا الدراسية هذه ذاتها لا فقرة لهم… ولا طول… ولا عرض..

*أو هم يماثلوننا طولاً وعرضاً وعدم فقرة حين كنا بالابتدائي..

*وفضلاً عن قصر القامة نُفاجأ بتقارير صحية عنهم غريبة جداً… بين حين وآخر..

*ومنها – على سبيل المثال – التي تتحدث عن تنامي ظاهرة الصلع..

*أو التي تشير إلى تفشي أمراض الضغط والقلب والسكري..

*أو التي تحذر من تزايد حالات الفصام والذهان والانسحاب والاكتئاب النفسي..

*يعني حتى الأمراض النفسية وجدت طريقها إليهم… مبكراً..

*وحاولت أن (أتفلسف) كثيراً لمعرفة السبب… ولكني في كل مرة لا أقتنع بفلسفتي..

*فإن قلنا إنه البوش والأندومي فجيلنا أكل الويكة وأم رقيقة..

*وإن قلنا إنها ظلال السياسة فجيلنا عاش تحت ظلال (مايو)… لا الزيزفون..

*وإن قلنا إنه انسداد الأفق فنحن لم نكن نحلق فوق الغيوم..

*رغم ذلك علينا الإقرار بأن أوضاع جيلنا كانت أفضل نسبياً… في كل شيء..

*ولكن ليس إلى درجة أن يكون الفارق كبيراً هكذا..

*لا فارق الطول والعرض فقط… وإنما طول وعرض الإحساس بالسياسة أيضاً..

*فمشاغل الشباب ما كانت تشغلنا عن شواغل السياسة..

*وربما هذا الفارق هو الذي شكل فارقاً لم ينتبه له المراهنون على جيل اليوم..

*أي المعارضون الذين ينتظرون تكرار تجربتي أبريل وأكتوبر..

*ومن ثم ينفخون – بلا جدوى – في جذوة شبابية (مفترضة) كيما تشتعل ثورةً..

*ويحارون : لماذا لا يثور جيل اليوم كما ثار الذين من قبلهم؟!..

*سيما أن الأوضاع الآن – كما يقولون – أشد سوءاً من ذي قبل ؛ أيام عبود ونميري..

*هكذا يتساءلون… وأتساءل أنا : لماذا هم لا عرض لهم ولا طول؟!..

*والبارحة فقط عرفت الإجابة… وهي ليست في صالح المراهنين من أهل المعارضة..

*وهي أن السبب نقص اليود… حسب دراسة علمية..

*وينبثق عن هذا السؤال آخر تلقائياً : طيب لماذا نقَص اليوم… وتوافر بالأمس؟!..

*عموماً ربما يرتاح المعارضون (نفسياً) لهذا الاكتشاف..

*فالمشكلة ليست فيهم هم… وإنما في جيل اليوم جراء افتقاره إلى مادة اليود..

*فليسقطوا النظام باليود إذن !!!.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى