حوارات

المنسق العام لتيار الأمة الواحدة “محمد علي الجزولي” : الأزمة الاقتصادية سببها الأزمة السياسية

“محمد علي الجزولي” المنسق العام لتيار الأمة الواحدة التقته (المجهر) في حوار مختلف تناول عدداً من المحاور السياسية والدينية الراهنة منها، وتلك المتعلقة بحالة الانفلات الديني بين الشباب وانتشار ظواهر الإلحاد في السنوات الأخيرة من عمر الإنقاذ.
“الجزولي” تحدث بصراحة عن مخرجات الحوار وتأثيرات (السوشال ميديا)، وعن الانتخابات المقبلة، علاوة على موضوعات أخرى.

ظهرت الآن في العلن جماعات الملحدين ما هو السبب في انتشار الإلحاد؟

انتشار الإلحاد في عهد الإنقاذ مرده إلى أمرين: التسلط السياسي والفساد المالي، ولسوء الأسف ،أنه وباسم الدين أوجد قطيعة نفسية بين الشباب والدين، وأوجد قطيعة نفسية بين الدين كفاعل في العمل السياسي وبين الشباب، الإنقاذ تتولى كبر هذه الجريمة التي كما ذكرت أنت لم يشهدها السودان منذ استقلاله، انتشار الإلحاد بل والجهر بالإلحاد والجهر بالطعن في الدين والمراجع الإسلامية من كتاب إلى سنة وغير ذلك.

 ماذا عن تأثير السوشيال ميديا؟

هناك تأثير كبير، للسوشيال ميديا غير المعادلة، وقبلها كان الإنسان يذهب إلى المعرفة ، والآن المعرفة تأتي للإنسان في جواله وهو في البيت، وحتى الجامعة يمكن يدرس أون لاين من خلال الجوال ، هذا هو التحول الكبير في تلقي المعرفة، في الماضي كان الناس يجتهدون ويبحثون، وكانت المعرفة يتلقاها الجادون فقط، والكسالى كانوا خارج خارطة المعرفة، الآن المعرفة تأتي للناس في أماكنهم، هذه المسألة يمكن أن تكون نعمة أو نقمة، نعمة إذا كانت المادة المرسلة عبر السوشيال ميديا مادة تعبر عن قيم المجتمع وأخلاقه ودينه، لذلك الحريصون على تربية الشباب والحريصون على استنبات شباب في تربة إسلامية وقيامهم على أسس عميقة جداً من الفكر الإسلامي والأخلاق الإسلامية فعليهم أن تكون لهم من المواد وما هو جاذب عبر السوشيال ميديا لأن الناس لا يتعاملون مع المواد الجامدة ولكن الفاعلة والمتفاعلة.

 لماذا لا تستوعبون لغة الشباب الجديدة؟

الآن الدعاة يذهبون إلى الشباب في أماكنهم، ونحن لدينا منتديات ولدينا منتدى “ابن حزم الفكري” وهو منتدى أسبوعي يناقش قضايا الإلحاد والفلسفة ونظريات المعرفة، وكذلك لدينا منتدى “أنصاف” الذي ينشر ثقافة الاعتذار بين الشباب ويعالج مشكلة التعصب والاستقطاب، وكذلك لدينا منتدى “الأمة الواحدة” لتبصيرهم عن الراهن السياسي، وهذه المنابر يتولاها شباب فقط ، والثلاثة منتديات يديرها شباب.

 في ظل التوجهات العالمية الجديدة كيف تنظر لمستقبل الإسلام السياسي؟

نحن دائماً نقول نقطة ضعفنا قوة عدونا، ولكن نقطة ضعفنا هي ضعفنا نحن، الثلمات الموجودة في جدارنا وهذه الثلمات لها ثلاثة مجالات مجال أول ضعف العطاء الفكري الذي يقدم حلولاً فكرية واقتصادية وسياسية ناجعة للأزمات التي تعاني منها الإنسانية الآن، لابد من اجتهاد فكري يقدم حلولاً سياسية واقتصادية واجتماعية ناجعة تواجه مشكلات الحاضر وهذا ضعف، والضعف الثاني أن هذه الجهود تقدم في إطار متشرذم ، في إطار يضربه التشرذم لذلك بعض المدارس الإسلامية تكون على هذه الجهود ظهيراً بدلاً أن تكون لها ظهير ، لأن هنالك حالة من التعصب وأي إنسان يريد نصرة الإسلام، يريد أن تخرج نصرة الإسلام من بيته، أما إذا خرجت من بيت غيره يكون عدواً لهذه النصرة ، عادة التمزق هذه من إمارات الهزيمة والتراجع أمام الغزو الفكري الثقافي الغربي، والضعف الثالث ضعف الإرادة، هنالك أناس يتعاملون مع الشأن العام وإصلاح أمر الأمة كجزء من الفضيلة في فضول أوقاتهم ، ولا يرونه فريضة ولكنه فضيلة من الفضائل، على الناس أن يستنفروا أنفسهم لمواجهة هذه التحديات وللحفاظ على أبنائهم وزراعة القيم الفاضلة في أُسرنا، وكذلك أن يستنفروا أنفسهم لمواجهة الاستبداد السياسي والفساد المالي الذي يضرب العمل السياسي في بلادنا وبلاد المسلمين العرب.

 موقفكم من الأزمة الاقتصادية الراهنة؟

أنا في تقديري، الأزمة الاقتصادية الراهنة مردها للأزمة السياسية، إذا الدولة طلبت قروضاً من الخارج وأُعطيت، ما هي آليات مراقبة هذه القروض، أين ذهبت وفيما صُرفت، إذا الشعب السوداني اشتغل وأنتج ذهباً بكميات مئات الأطنان وباعها للبنك المركزي ما هي آليات مراقبة البنك المركزي لنعرف أين صرف هذا الاحتياطي من الذهب ، إذا أُقيمت مشروعات من يحاسب ، إذا لم تقام مؤسسات حكم راشدة تراقب بقوة وتعبر عن إرادة الشعب وتحاسب على الخطايا والتقصير في حق الأمة وحق الشعب، المدخل الصحيح في معالجة الأزمة الاقتصادية والسياسية هو إقامة نظام حكم راشد يقوم على معايير الشفافية بطريقة نعرف من أين جاء المال وأين صُرف ولكن في ظل وجود فساد سياسي سنجد التجنيب ودعم الحزب الحاكم بأموال الأمة من الضرائب والجمارك ودعم الحركة الإسلامية كذلك من الحكومة ودعم مرشحي المؤتمر الوطني بأصوات الأحزاب والحركات الأخرى وبأموال دافعي الضرائب وليس باشتراكات عضويته ، إذا لم نستطع إقامة نظام سياسي راشد نظيف لا نستطيع إقامة نظام اقتصادي نامٍ وناهض.

 مسيرة الحوار الوطني هل حققت بالفعل نتائج ؟

توصيات الحوار الوطني تجاوزت الـ(940) توصية، هذه التوصيات في ستة أبواب كبيرة، مثل باب الحكم وباب الحريات وحقوق الإنسان، باب السلام ،باب الاقتصاد والإجراءات الاقتصادية، إلى غير ذلك من أبواب هذه التوصيات، الآن المؤتمر الوطني نفذ منها التوصيات التي لا تؤثر على (كنكشته) في السلطة ، لأن هنالك توصية بإرجاع الساعة ونفذها لأنها لا تؤثر في الاستيلاء على السلطة ، لماذا تعجل في توصية زواج التراضي ولم يتعجل في إقامة تراضٍ وطني يقوم على الحرية السياسية وحق الأحزاب في العمل السياسي وحق الأحزاب في أنشطة سياسية داخل وخارج دورها، النظام يسلب الناس هذه المخرجات الحقيقية التي ستحدث نقلة في المجتمع ويركز على المخرجات التي لا تأثير لها على الحياة السياسية، لذلك الآن هنالك تراجع كبير في الحوار الوطني، وكان على النظام أن يكون ذكياً ويفي بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وهذا كان سيجعله في موقف أخلاقي يستطيع أن يدعو الجهات المناهضة للمشاركة في هذا الحوار، لكن هذا المؤتمر الوطني بإدمانه (للكنكشة) في السلطة أوجد بيئة طاردة فيما بعد الحوار الوطني تجعل الأحزاب التي لم تحاور تشمت في الأحزاب التي حاورت وتجدها تعزز موقفها الرافض للحوار باعتبار أن خروقات المؤتمر الوطني تعتبر بينات على عدم جديته.

 هنالك أحزاب تتحدث عن أن الحوار أتى أُكله والمؤتمر الوطني التزم بالحوار؟

المؤتمر الوطني نفسه لن يقول إنه التزم بالحوار، ونعمل جرد حساب، أول حاجة أكبر اغتيال عمله المؤتمر الوطني للحوار هو أنه سيطر على اللجنة التنسيقية العليا وهي (50% -50 %) الجهة المحاورة من جهة والمؤتمر الوطني وحلفاؤه من جهة ، هذه اللجنة بعد أربعة أيام من توقيع الحوار قامت بالسيطرة والالتفاف على اللجنة التنسيقية العليا ، وهي الجهة الوحيدة المناط بها تنفيذ الحوار ، ، ليست هذه مخرجات الحوار الوطني، المخرجات تقول: إن رئيس الوزراء يعينه رئيس الجمهورية والبرلمان، “بكري حسن صالح” عينه رئيس الجمهورية فقط، و”معتز” عينه رئيس الجمهورية فقط ليس هنالك التزام بالحوار الوطني من المؤتمر الوطني.

 نداء السودان، ما رأيك حول رؤية هذا التحالف للحل السياسي؟

نداء السودان لديهم رؤيتهم في الحل السياسي، ويمكنني القول إن المؤتمر الوطني بإدمانه خرق العهود ونقض المواثيق والالتفاف على شركائه في الوطن من المحاورين، جعل من مطالب نداء السودان المطالب الأكثر رواجاً ومقبولة أخلاقية لحزب لا يمكن الثقة فيه ، وهذه من أكبر الكوارث التي ارتكبها المؤتمر الوطني بنفسه .

حوار : سيف جامع

الخرطوم (صحيفة المجهر السياسي)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى