صلاح الدين عووضة

جارة !!

هل منكم من شاهد فيلم (Triangle)؟..

*فمن لم يشاهده منكم فأنصحه بأن يفعل… فأحداثه تشابه كثيراً من أحداثنا..

*وكأننا نستقل السفينة ذاتها… في مثلث برمودا ذاته..

*أما أحداثها فتتكرر باستمرار ؛ وكذلك الوجوه… والحركات… و النقاشات..

*وأيضاً مشهد الانطلاق من الميناء… بضحكات الفرح نفسها..

*باختصار ؛ هي رحلة بحرية تجسد مقولة التاريخ يعيد نفسه… (شر) تمثيل..

*ولكن من بين ثنايا هذا الشر تنبثق كوميديا مؤلمة..

*ومنها تسليط كل راكب لآخر نظرات تكاد تنطق بسؤال (أنا شفتك وين؟!)..

*وكتبت مرة عن قصة أسرع دخول في علاقة… وخروج منها..

*فأحد رفقاء حينا لم يكن يحلم بمجرد تحية من بنت الجيران الجدد…ذات الحسن..

*فإذا به يحظى بقلبها – بعد شهر – دوناً عن المتهافتين عليها جميعا..

*فقد كان الوحيد الذي بيده مفتاح هذا القلب… وهو حديث الفن الآسر الذي يجيده..

*وكانت هي عاشقة للفنون إلى حد الذوبان وجداً في أحاديثه..

*وبعد شهر ثانٍ انتهت علاقة الحب هذه… إذ لم تكن تعرف إنه يجيد أمراً آخر..

*وكانت بداية النهاية – أو نهاية البداية – حينا تصادفا مساءً..

*هي قادمة من (جارة)… وهو آتٍ من (جارة) التي بأطراف الحي ؛ كعادته ليلاً..

*وعوضاً عن فرحة اللقيا – من جانبه – أخذ يحدق فيها ملياً..

*ثم انطلق لسانه – ثقيلاً – يردد (أنا شفتك وين؟… شفتك وين؟… شفتك وييين؟)..

*فكانت آخر (شوفة)… وآخر كلام….. وآخر تلاقٍ..

*وأضحى تساؤل (شفتك وين؟) هذا يذكرني بكلٍّ من الفيلم الكئيب… والرفيق العجيب..

*والآن صار هنالك شيء ثالث يذكرني به أيضاً..

*وهو وعود التقشف الحكومي… وسفريات الوفود… وخفض فارهات الدستوريين..

*فقد كثرت مثل هذه الوعود دون أن نرى إيفاءً بها..

*وعلى سبيل المثال كان وزير المالية علي محمود قد قال (سيارات جياد تكفي)..

*ففرحنا… واستبشرنا… وقلنا هذا ما كنا ننادي به زمناً..

*فلم يحدث شيء إلى أن خلفه بدر الدين محمود… فكرر الوعد وأضاف إليه آخر..

*قال (ليس السيارات وحسب… وإنما الأسفار الخارجية كذلك)..

*ففرحنا… واستبشرنا… وقلنا لعل الوعد يصدق على يديه..

*وأيضاً لم يحدث شيء… إلى أن جاء الوعد من رئيس الوزراء بكري بذات نفسه..

*ففرحنا… واستبشرنا… وقلنا (بس هيا دي) هذه المرة..

*ولكن لم يحدث شيء كذلك ؛ بل زادت أسفار (السياحة)… وكثرت فارهات (الميري)..

*وأتى الآن رئيس الوزراء الجديد – معتز – ليطلق الوعود ذاتها..

*فهل نفرح ونستبشر كما (الهُبل) على طول؟… أم ننتظر لنرى (صدق الوعود)؟..

*فإن صدقت – ونتمنى ذلك – نقول له (وسيارات النظاميين كمان)..

*وإلا فلنلتمس الطريق إلى (جارة !!!).

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى