حمى القلم !!
*من الناس من يتنبأ بالموت في منامه..
*ولكن لا أحد منهم يسأل نفسه – أو يسأله آخر – عن حالته الصحية وقتذاك..
*سواء الفسيولوجية… أو النفسية… أو الفسيونفسية..
*فإن فعل – أو فعلوا – فسوف يتم التوصل إلى السبب ؛ وهو حتماً مرضٌ ما..
*هو شيء مثل مقولة (حلم الجوعان عيش)… مع فارق بسيط..
*فالجائع يحلم بطعام شهي… والمتوعك يحلم بمآل شقي ؛ يمكن أن يبلغ حد الموت..
*ومن تمظهرات هذا المآل الدم… أو اللحم… أو الذبح..
*ثم قد يكون هذا المآل يخصه هو ؛ أو يخص آخر مريضاً من أهله أو صحبه..
*فيقول أحدهم مثلاً : علمت أن فلاناً سيموت… رأيت خروفاً يُذبح..
*أو : سأموت قريباً… رأيت نفسي أعد إلى ما دون العشرة..
*أو : رأيت شجرتنا العتيقة تبقَّى من صفقها القليل… فسيموت لنا كبير عما قليل..
*علماً بأنه يكون مريضاً… ومن يرى قرب موته هو مريضٌ أيضاً..
*فإن صدق المنام – ولا أقول الرؤيا – فلا ينم عن تنبؤ صادق..
*وليست الحالة الصحية وحدها التي تؤثر على ما يرى النائم… وتُشكِّلها بمؤثراتها..
*وإنما الحالة البيئية أيضاً… مثل الطقس… والفرش… والمكان..
*فجوٌ منعش – على سبيل المثال – قد يجعل النائم يحلم بأنه (وسط الزهور متصور)..
*بينما آخر خانقٌ قد يجعله يحلم بـ(فريدي كروجر)..
*طيب ؛ ما الذي نريد أن نقوله بعد مقدمتنا الكئيبة هذه ؟..
*نريد أن نقول إن حالة المرء الصحية قد تؤثر سلباً على مجمل تصرفاته كذلك..
*ومنها مجال عمله ؛ أياً كانت طبيعة هذا العمل..
*سيما إن كان ذا علاقة بصحة البشر… كالأطباء ؛ أو مصيرهم…كقادة الدول..
*أما في مثل حالاتنا نحن – كصحافيين – فالأمر أقل خطورة..
*والدليل على ذلك كلمة زاويتي هذه التي أكتبها منذ أيام تحت تأثير حمى الإنفلونزا..
*والبارحة كانت الحمى أشد ؛ فخشيت أن تنتقل إلى القلم..
*فإن حدث هذا فسوف يرى قلمي المحموم كل شيء سوداوياً…ولن يكتب (بمنطق)..
*ولذلك رأيت أن أصوب سهام مداده نحو صدره… وصدر صاحبه..
*حتى إذا لم أحسن التعبير فلن أؤذي سواه… ونفسي..
*وما على القارئ سوى أن (يحتسب) ؛ بينما يصعب هذا على ضحية طبيب محموم..
*أو على شعب إزاء خطأ كارثي من تلقاء حكومته..
*أو على سكان عمارة انهارت على رؤوسهم جراء غلط تصميمي لمهندس محموم..
*وأنا أعتذر إلى القارئ اليوم بسبب حمى الجسد – والقلم – ليلاً..
*فإن لم يقبل فليعوِّض بـ(حمى ليلة السبت !!!).