صلاح الدين عووضة

حمى القلم !!

*من الناس من يتنبأ بالموت في منامه..

*ولكن لا أحد منهم يسأل نفسه – أو يسأله آخر – عن حالته الصحية وقتذاك..

*سواء الفسيولوجية… أو النفسية… أو الفسيونفسية..

*فإن فعل – أو فعلوا – فسوف يتم التوصل إلى السبب ؛ وهو حتماً مرضٌ ما..

*هو شيء مثل مقولة (حلم الجوعان عيش)… مع فارق بسيط..

*فالجائع يحلم بطعام شهي… والمتوعك يحلم بمآل شقي ؛ يمكن أن يبلغ حد الموت..

*ومن تمظهرات هذا المآل الدم… أو اللحم… أو الذبح..

*ثم قد يكون هذا المآل يخصه هو ؛ أو يخص آخر مريضاً من أهله أو صحبه..

*فيقول أحدهم مثلاً : علمت أن فلاناً سيموت… رأيت خروفاً يُذبح..

*أو : سأموت قريباً… رأيت نفسي أعد إلى ما دون العشرة..

*أو : رأيت شجرتنا العتيقة تبقَّى من صفقها القليل… فسيموت لنا كبير عما قليل..

*علماً بأنه يكون مريضاً… ومن يرى قرب موته هو مريضٌ أيضاً..

*فإن صدق المنام – ولا أقول الرؤيا – فلا ينم عن تنبؤ صادق..

*وليست الحالة الصحية وحدها التي تؤثر على ما يرى النائم… وتُشكِّلها بمؤثراتها..

*وإنما الحالة البيئية أيضاً… مثل الطقس… والفرش… والمكان..

*فجوٌ منعش – على سبيل المثال – قد يجعل النائم يحلم بأنه (وسط الزهور متصور)..

*بينما آخر خانقٌ قد يجعله يحلم بـ(فريدي كروجر)..

*طيب ؛ ما الذي نريد أن نقوله بعد مقدمتنا الكئيبة هذه ؟..

*نريد أن نقول إن حالة المرء الصحية قد تؤثر سلباً على مجمل تصرفاته كذلك..

*ومنها مجال عمله ؛ أياً كانت طبيعة هذا العمل..

*سيما إن كان ذا علاقة بصحة البشر… كالأطباء ؛ أو مصيرهم…كقادة الدول..

*أما في مثل حالاتنا نحن – كصحافيين – فالأمر أقل خطورة..

*والدليل على ذلك كلمة زاويتي هذه التي أكتبها منذ أيام تحت تأثير حمى الإنفلونزا..

*والبارحة كانت الحمى أشد ؛ فخشيت أن تنتقل إلى القلم..

*فإن حدث هذا فسوف يرى قلمي المحموم كل شيء سوداوياً…ولن يكتب (بمنطق)..

*ولذلك رأيت أن أصوب سهام مداده نحو صدره… وصدر صاحبه..

*حتى إذا لم أحسن التعبير فلن أؤذي سواه… ونفسي..

*وما على القارئ سوى أن (يحتسب) ؛ بينما يصعب هذا على ضحية طبيب محموم..

*أو على شعب إزاء خطأ كارثي من تلقاء حكومته..

*أو على سكان عمارة انهارت على رؤوسهم جراء غلط تصميمي لمهندس محموم..

*وأنا أعتذر إلى القارئ اليوم بسبب حمى الجسد – والقلم – ليلاً..

*فإن لم يقبل فليعوِّض بـ(حمى ليلة السبت !!!).

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى