خبير الفيروسات : عدم السيطرة المبكرة هو السبب الأول في انتشار الحمى
جدل كثيف مازال حاضراً بقوة في كافة وسائل الإعلام و السوشيال ميديا حول حمى كسلا ، المعرفة شعبياً باسم مرض “الكنكشة “وعلمياً بحمى ” الشيكونغونيا ” ، هل هو تشخيص صحيح أم أن هنالك حميات أخرى ، ولماذا يحدث هذا التخبط في التشخيص والبلاد لديها معمل قومي وأطباء متخصصون يمكن أن يجعلوا الرأي العام في الصورة الحقيقية ” آخر لحظة ” طرحت بعض الأسئلة المهمة حول الحمى بكسلا ، على البروف عصام محمد الخضر أستاذ الفيروسات بقسم الأحياء الدقيقة بكلية الطب جامعة الخرطوم
- لماذا تضارب التسميات لفيروس الحمى التي انتشرت في ولاية كسلا؟
التضارب لأن هنالك العديد من النشر والحديث غير الدقيق و معرفة الفيروس ليست صعبة لأي متخصص في المجال الطبي ، ونحن نعرف كل أنواع الفيروسات.
- إذن ماهي الجهة المسؤولة التي تحدد طبيعة واسم الفيروس المسبب لأي مرض أو حمى بالسودان ؟
هناك المعمل القومي الصحي وإدارة الوبائيات.
- هل نمتلك في السودان معامل حديثة وجاهزة لتفحص أي مرض يشكل خطراً على حياة المواطنين ، ويمكن التعرف على الفيروس بسرعة؟
نعم لدينا معامل جاهزة لمعرفة وفحص أي عينات لأي مرض ،وليست هناك أي مشكلة في التخصصات الطبية التي تعرف كيف تفحص وتقرر.
- هل تتم الاستعانة بكم كمتخصصين في الأمراض والفيروسات ؟
نعم أحياناً يطلبون مساعدتنا ، ولكن كما قلت الجهة المختصة هي المعمل القومي.
- هل يمكن أن ينتقل المرض من المنطقة التي انتشر فيها إلى مناطق أخرى ، حمى كسلا مثلاً؟
حمى ” الشيكونغونيا ” يمكن السيطرة عليها بسهولة ، والحمى تصيب الشخص “12” يوماً ولا تصيب إنساناً آخر عن الملامسة أو المرافقة و هي تنتقل فقط عبر لسع البعوض ، وبالنسبة للبعوض الناقل للمرض لا يمكن أن يطير أكثر من “100” متر.
- إذن لماذا انتشر بهذه السرعة في أحياء مدينة كسلا؟
عدم السيطرة المبكرة هو السبب الأول في انتشار الحمى بهذا الشكل ، بالإضافة إلى البيئة المحيطة والتي يتوالد فيها البعوض الناقل للحمى ، فهي تحمل الفيروس بعد أن تلسع الإنسان من خمسة أيام حتى “12”يوماً ، لذلك الإجراءات الأولية السريعة كانت من السهولة للقضاء على الحمى قبل أن تنتشر.
- هنالك حديث عن وفيات وبالمقابل هنالك حديث عن نفي الوالي بعدم وجود وفيات ، هل يمكن لحمى ” الشيكونغونيا ” أن تسبب وفيات ، وما حجم هذه الوفيات بمقدار انتشار المرض ؟
الفيروس يصيب المخ بالتهاب ، ولكن الوفيات لا تكون عالية ، بمعنى لعدد”10″ آلاف شخص مصاب يمكن أن تتوقع وفاة “100” شخص وهكذا ، والوفاة غالباً تحدث لكبار السن والأطفال لضعف المناعة .
- هل يمكن إعلان كسلا منطقة موبوءة ويجب إغلاقها؟
هنالك خطوات مهمة تتخذها منظمة الصحة العالمية قبل إعلان أي منطقة بأنها موبوءة بفيروس خطير يهدد حياة الناس ، ولكن يمكن القول إن الوضع هو حالة طوارئ لحمى الشيكونغونيا.
- إذن كيف يتم القضاء على المرض بعد انتشاره؟
لا سبيل سوى المتابعة لكل حالة ومنحها الدواء ، مع تواصل حملات النظافة وحرق الأوساخ والبدء في عمليات الرش ، وكل ما كان المجهود المبذول كبيراً ومتواصلاً، كانت فرصة القضاء على المرض أسرع وأنجع ، وهذا كله مرتبطاً بالإصحاح البيئي والقضاء على يرقات أوبيض البعوض في أماكن توالدها قبل أن تطير وتلسع الناس ، لأن البيض يظل لفترات طويلة ، وعندما تأتي الأمطار مرة ثانية ، يفقس وتنتشر يرقات البعوض والفيروس موجود في مبيض البعوض المعروف بــ”إيدس” .
أجراه : عيسى جديد
الخرطوم “صحيفة آخر لحظة “