محمد وداعة

تؤخذ الدنيا غلابا

محاولاً استشراف ما سيكون عليه الحال سنة 38.. ذلك أننا وبمتوسط أعمار أهل السودان سنكون موتى، أو على الأقل خرفانين ولا نعلم ما يدور حولنا.. ولن ندرك وعد رئيس الوزراء ولن نحضر ونرى بلادنا في قائمة الدول العشرين.. وهي العشرين دولة الأكثر تقدماً وثراءً وهي المجموعة المعروفة بمجموعة العشرين.
المهم في هذا الأمر هو الخطط والاستراتيجيات التي لم يطلع عليها أحد والتي يفترض أن تصل بنا إلى ما يحدثنا به رئيس الوزراء. نحن في عرض 38 يوم كيف يقضيها أهل السودان وسط توقعات الوزير بأن أزمة السيولة ستحل خلال سبعين يوماً، ووعد من وزير النفط بتكرار أزمة الوقود، وبينما لم يتحدث وزير الدقيق.. فلا أحد يعرف كيف سيكون موقف الخبز خلال أيام.. وليس عاماً أو أعوام..

هذه محض إيحاءات لعبور 2020 وهم يكابدون لإدراكها، وبدلاً من العمل على ذلك ينشرون الأحلام والأماني، وما هم ببالغيها إلا بحدوث معجزة، في وقت عزت فيه المعجزات.
الطريقة التي يتحدث بها رئيس الوزراء غير مطمئنة.. وتثير الخوف والقلق.. فهو بعد أن تراجع عن حديث الصدمة القريب، بدأ حديثاً عن المستقبل البعيد.. وهي أحاديث غير واقعية وهي مجرد أمنيات، فأي خطة لا بد أن تنشأ وتستند على الواقع المعاش، واضعة في الاعتبار الموارد وإدارتها، أو ما يسمى بسنة الأساس. فأي أساس الذي بنى عليه رئيس الوزراء توقعاته.. إنه الأساس الذي يحدد مؤشرات لانهيار كيان الدولة وتفككها، لا تقدمها.

لم يمض أسبوع على تعيينه واعتذر الوزير الأول مرتين، مرة عن حديث العلاج بالصدمة.. ومرة للطبيبة التي فصلت من عملها بسبب معاملتها لحراسة سيادته معاملة مهنية ودون إسراف، وهذا بالطبع خصماً عليه، أما الحديث عن سنة 38 فلسنا بحاجة اليه الآن دعنا مع الواقع الحالي وكيفية الخروج من الأزمة وما عدا ذلك فمثل هذه التصريحات الحالمة تندرج تحت مظلة الاستخفاف على العقول وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى