صلاح الدين عووضة

والإنتاجية !!

*قالوا سيتم تقليص هيكلة الدولة..

*وبعد يومين تم تعيين ثلاثة وزراء جدد… لا لزوم لهم..

*فعلمنا أن مفهوم الهيكلة عندهم يختلف عن الذي عندنا… وفوق كل ذي علم عليم..

*علمنا إنه يعني الهيكلة والهيكلية… على نسق الإنتاج والإنتاجية..

*وإن كنت لا تفهم معنى المصطلح الثاني هذا فلن تفهم الأول..

*وإن سألتني أنا ؛ فليس عندي لك سوى مثل إجابة (حمودة) على سؤال لنا..

*وحمودة هذا – محمد الحسن – صديقٌ معجب بأغاني الحقيبة..

*ويرددها دوماً مثل ترديد (الجماعة) لعبارات بعينها… حفظناها من كثرة تكرارها..

*وفي ليلةٍ دندن أمامنا مقاطع من أغنية (وصف الخنتيلة)..

*ثم طفق يغمغم بإعجاب شديد ( الخنتيلة ؛ يا سلام… بالله شوفوا الكلام ده كيف)..

*فتشوقنا لمعرفة معنى الخنتيلة… كي (نشوف الكلام)..

*فلما سألناه أجاب مستنكراً جهلنا الفاضح (كيف ياخ !… الخنتيلة من الخنتلة)..

*فتمادينا أكثر وسألناه عن معنى كلمة (خنتلة) ذاتها..

*فإن كنا لا نعرف الخنتيلة فكيف – إذن – سنعرف الخنتلة ؟!..

*فبهت الذي (تخنتل)… وعلمنا إنه هو نفسه لا يعرف..

*وأكاد أقسم أن مرددي عبارة (الإنتاج والإنتاجية) هم أنفسهم لا يعرفون معناها..

*إنهم مثل حمودة ؛ يرددون فقط كلاماً يعجبهم… ويطربهم..

*والدليل على ذلك إنه ما من واحد منهم – بالغلط – فكر في التركيبة اللغوية للعبارة..

*فلو فعل لاكتفى بإحدى مفردتيها ؛ إما انتاج… وإما انتاجية..

*بل وقد تذهب (الببغاوية) ببعضهم إلى ما هو أكثر من ذلك… وأعجب..

*فخلال مروري على إحدى قنواتنا – ترانزيت – استوقفني مشهد عرس جماعي..

*ومسؤول يتحدث أمام الكاميرا… معدداً جوانب (الإنجاز)..

*ومن هذه الجوانب (زيادة الإنتاج والإنتاجية) ؛ يقول ذلك رافعاً سبابته… مكبراً..

*ولم أدر ماذا كان يقصد بهذا المصطلح (المستهلك) هنا..

*هل يعني أن العرسان هؤلاء سينتجون ما (يزيدون) به من تعداد السودانيين؟!..

*أم يقصد أن ذريتهم هذه ستسهم في زيادة إنتاجية البلد؟!..

*لا أظنه يعي ما يقول بترديد المصطلح هذا… ولا يعني أياً من المعنيين هذين..

*هو فقط يردد – كالببغاء – ما سمع كبار (جماعته) يقولونه..

*وبعض الكبار هؤلاء أنفسهم لا يعون ما يقولون..

*والدليل ما جاء في مستهل كلمتنا هذه عن (تقليص هيكلة الدولة…تقشفاً)..

*فإذا بهيكلة الدولة هذه (تزيد) بعد يومين… ولا تتقلص..

*وزيادة لا معنى لها… ولا داعٍ… ولا ضرورة ؛ في مثل ظروفنا العصيبة هذه..

*فهي تفاقم من المعاناة (والمعانوية)…في زمن الإنتاج و(الإنتاجية)..

*وأسمعنا يا حمودة ما ينسينا وجع عدم فهمنا هذا..

*ولو (الخنتلة…والخنتلوية !!!).

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى