محمد وداعة

أشعريون .. بلا مشاعر !

أكد الأستاذ محمد حاتم سليمان نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم نائب الوالي أن حملة أشعريون الخيرية المجتمعية استطاعت في أيام التشريق الثلاثة ذبح (903) عجل و(1091) خروف ووزعت (594,446) ذراع خروف وجمعت (14,675) كيس لحمة مبيناً أن الكميات في مجملها بلغت (1,617,145) كيلو لحمة بتكلفة أكثر من (200,000,000) مائتا مليون جنيه، وقال حاتم في تصريحات صحفية ثالث أيام العيد وعقب ختام حملة أشعريون إن الحملة حققت نجاحاً باهراً وتفاعلت معها فئات المجتمع السوداني المحبة للخير والعمل الصالح موجهاً شكره للجهات التي ساهمت في تحقيق هذا النجاح خاصة الذين تبرعوا للحملة من حر مالهم ومولوا أعمالها وكوادر الحزب وهياكله وقياداته التي نفذت الحملة والذين تصدقوا من أضحياتهم لأجل الفقراء موضحاً أن الدال على الخير كفاعله،

وأعلن نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم أن حملات ومبادرات الحزب لحل المشكلة الاقتصادية وعبور تحديها وتخفيف أعباء المعيشة عن كاهل المواطنين ستترى وتستمر الواحدة تلو الأخرى معلناً في هذه الجمعة المباركة الموافق الرابع والعشرين من شهر أغسطس إطلاق حملة قوتنا من بيوتنا والتي تهتم بالزراعة المنزلية وتطورها.

غض الطرف عن فداحة وخطأ الأرقام ونتائج تحليلها، التي تكشف بجلاء أنها أرقام غير صحيحة، ودون الدخول في جدل فقهي حول التصدق (سرأ وعلانية)، وهل العلانية تعني تصوير الفقراء ونشر صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي؟ نقول فقط وبالإجمالي إن حسابات أشعريون تزعم بأن الكيلو كلف حوالي (123) جنيه، وكان سعر الضأن قبيل العيد يتراوح ما بين ( 200 – 220) جنيه والعجالي ما بين (140 – 160) جنيه، فإن إجمالي (1091) خروف يبلغ (27,000) كيلو، ومثله إجمالي (903) عجل لا يتجاوز (81,000) كيلو، ليصبح ناتج كل الذبيح (108,000) كليو، ليتبقى (1,509,145) كيلو أنتجت (14,675) كيس، وهذا يعني أن كل كيس حمل (102) كيلو، وهو ما يزيد عن وزن أربعة خرفان أو عجل (ثور)، وهو مستحيل، وقد انتظرنا تصحيح الأرقام بعد نشرها وهو ما لم يتم وعليه صدق عليها الوصف إنها أرقام غير صادقة.

لم يكن ليضير محمد حاتم، وما كان ينتقص من حملته لو اكتفى بإعلان أرقام حقيقية ولو كانت قليلة، وما كانت حملته رياءً لو لم تنشر الصور المهينة على أوسع نطاق وبهذا الشكل الذي أكد فشل الحملة وحشد في مواجهتها مشاعر رافضة من شرائح واسعة ومن المواطنين، ولم تكن الحملة لتثير الغضب والسخرية لو لا أنه اختار لها اسم (أشعريون)، فالأشعريون (أهل الاسم) من قبائل اليمن، كانوا قوماً إذا حلت سنوات القحط اجتمع أغنياؤهم قاطبة وتشاركوا ما لديهم من مال وطعام مع فقرائهم ولا يتخلف منهم أحد، حتى تشيعوا وأصبحوا أهل تقية، ويأتي تمجيدهم بإطلاق اسمهم على حملة المؤتمر الوطني ربما توادداً مع الشيعة، ولو بحث محمد حاتم في التاريخ لوجد من هم أحق منهم اسماً لحملته، التي تفوح منها روائح وأفكار التشيُّع.

ما يستفز العقول، من صاحب (أشعريون) عزمه إطلاق حملة (قوتنا من بيوتنا)، وهو يعلم أن بيوت العاصمة عطشى، وينتشر فيها الذباب والباعوض، والحمد لله الذي جعل أحد قادة الحزب الحاكم يدفن شعار (نأكل مما نزرع)، فاصطفت جموع المواطنين أمام المخابز، محمد حاتم يقدم نموذجاً للقادة من الوزن الخفيف، أشعريون شعار بلا مشاعر زاد من اتساع الهوة بين المؤتمر الوطني والمواطنين، فالى متى؟

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى