صلاح الدين عووضة

آخر انبساط !!

*أعجبتني كلمة للزميل عثمان ميرغني قبل أيام..

*قال إذا أردت أن تعرف تفاعل الحكومة مع أزماتنا فانظر لنشرة أخبارها..

*نشرة أخبار الحكومة… في تلفزيون الحكومة… المسمى القومي..

*وقبل ذلك بيوم كنت قد كتبت عن جلد الحكومة (البقري)… إزاء هذه الأزمات..

*ولكن كلمة الأستاذ عثمان أعجبتني أكثر من كلمتي..

*فنشرة أخبار التاسعة بمثابة مرآة عاكسة لنشاط الحكومة… واهتماماتها… و(أفراحها)..

*فهي دوماً في حالة بهجة لا تتناسب و(أحزان الناس)..

*حاولوا أن تشاهدوا النشرة حتى النهاية… واصبروا عليها كصبركم على الأزمات..

*ستجدون أن كل خبر فيها يبدأ كالآتي (لدى استقباله فلاناً بمكتبه)..

*وعلى كرسي وثير… في المكتب الفخيم… يجلس فلانٌ هذا كتلميذ أمام أستاذه..

*وهو في الغالب وزير… أو والٍ… أو مسؤول جهةٍ رفيعةٍ ما..

*وتبرز الكاميرا ابتسامات بطول – وعرض – مأساتنا… وأوجاعنا… وأحزاننا..

*ثم ينتقل المشهد إلى فلان أمام المنصة… والميكروفونات..

*فيتحدث – وهو فرحان – عن التوجيهات القيِّمة التي تلقاها من سيادته… بالداخل..

*ومن بعده يتكرر المشهد ذاته… والكلام ذاته… والانبساط ذاته..

*وهكذا إلى أن تنتهي نشرة الأخبار الرسمية – من التلفزيون الرسمي – بعد ساعة..

*وما يزيد من كآبة المشهد – والمنظر – أداء (المذيعات)..

*فهو أسوأ أداء… وأقبح قراءة… بين تلفزيونات العالم كافة ؛ على صعيد الأخبار..

*بينما سمة العصر الإعلامية البساطة… والسلاسة… وعدم التكلف..

*المهم إن حكومتنا مبسوطة جداً… والكاميرا لا تكذب..

*سيما إن تخللت النشرة مشاهد خارجية ترى القوم فيها يتمايلون طرباً… ورقصا..

*والمناسبة ؛ افتتاح مدرسة… أو مزرعة… أو مركز صحي..

*فالإنسان حين يكون مبسوطاً وسعيداً و(متنعماً) يعجبه أي شيء..

*وأحد مشاهد (الهجيج) كان بمناسبة تدشين مسلخ – أي سلخانة – بولاية غربية..

*هل رأيتم – بالغلط – مسؤولاً يتكلم عن أزماتنا وهو مبتئس؟!..

*إن داومتم على نشرات القومي إلى حين انتخابات (2020) فلن تروا وجهاً حزيناً..

*فالمنصب الرفيع أصلاً لا علاقة له بكم… ولا بمشاكلكم..

*هو نعمة شخصية تستوجب الذبائح… والولائم… والأفراح ؛ عند إعلانها (رئاسياً)..

*ثم الرقص على نغمة (ما إنت نعمة ومن الله جاتنا)..

*ومن ثم فإن (التوجيهات) التي تسمعونها في نشرة الأخبار لا صلة لها بكم..

*هي لا تعني سوى أن (الشريف مبسوط مني)..

*فلا عجب أن تنتهي التوجيهات بانتهاء نشرة الأخبار… والضحكات… والابتسامات..

*ورغم رتابة (لدى استقباله) أدعوكم لمشاهدة النشرة اليوم..

*فإن عجزتم عن فهم ما تقوله المذيعات – تكلفاً – فلن تعجزوا عن فهم كلام فلان..

*وأعني بفلان كل خارج من عند صاحب (التوجيه)..

*ثم تذكروا عنوان كلمتنا هذه !!!.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى