صلاح الدين عووضة

كلنا حمير !!

*الصدفة وحدها قادت إلى هذه الفضيحة..

*أو فلنقل موجة الحر التي ضربت مصر الأيام الفائتة ؛ وإليها يعود الفضل..

*فقد اتضح أن حمار الوحش – بالحديقة الدولية – هو حمار بلدي..

*فالحر أذاب بعض خطوطه (المرسومة) عليه فبانت حقيقته… مجرد حمار..

*وحين سخر المصريون انبرى لهم مسؤول حكومي مفنداً..

*قال لهم (هو حمار وحش… وبلاش كلام فارغ… والحمار البلدي ببان عليه)..

*ولكن لا فرق بين الحمارين – وحشي وبلدي – إلا في الخطوط..

*ولا شيء آخر (يبان) ؛ فشكلهما واحد… وطعامهما واحد… و(غباؤهما) واحد..

*وذلك إن افترضنا أن الحمير هي الغبية… لا نحن..

*الحمير بأنواعها ؛ بخطوط… ومن غير خطوط… وذات خطوط يُذيبها الحر..

*وحين أقول نحن فإنما أعني شعوب المنطقة كافة..

*أبناء النيل… والبحر… والخليج… والمحيط… والرافدين….. في زماننا هذا..

*وبصفتي واحداً من أبناء النيل فإنني أضحك مع الضاحكين..

*مع إخوتي في شمال الوادي… إذ فوجئوا بحمار (كارو) من تحت الثوب المخطط..

*ولكن ما أكثر الثياب التي لم تسقط بعد… وننخدع نحن الحمير..

*ومن لا ينخدع منا فهو معارض… ومرجف… ومغرض… ومهدد للأمن والاستقرار..

*فما دامت الأثواب المخططة ساترة للحقائق فكل شيء مستقر..

*والمسؤولون (مستقرون) على كراسيهم… في أمن وأمان..

*فلتكتف الحمير (البشرية) بتصديق الحكومات… وتستمتع بمناظر الحمير المخططة..

*وكذلك كل ما هو مخطط من سياسات… وخدمات… وخُطط..

*فطالما أن الخطوط (الظاهرية) جميلة – في جمال خطوط حُمر الوحش – فخلاص..

*فإن أذابت حرارة الواقع بعض الخطوط فهذا (تآمر)..

*وعلى الشعب تفويت الفرصة على الأعداء… وعدم تصديق أن الواقع حمار بلدي..

*وفي جنوب الوادي تكثر ثياب حُمر الوحش المخططة… الجميلة..

*في الطرق… في الجسور… في التعليم… في الاقتصاد… في السياسة… في (الشعارات)..

*وقبل أيام سقط ثوب طريق بارا… (فبان) حماراً بلدياً..

*انهار وهو ما زال تحت التشييد… جراء أول اختبار من أمطار الخريف..

*ومن قبل انهار طرف جسر المنشية… بعد التشييد..

*وقيل أن الفئران أكلت جانباً من ثوبه المخطط… ولكنه حمار وحشي أصيل..

*والآن ينهار اقتصادنا كله… من بين الذي ينهار..

*ويصر مسؤولون على إنه ما زال جميلاً كحمار وحش رغم سقوط بعض خطوطه..

*ونحن الحمير البلدية ؛ لا نصبر… ولا نفهم..

*بل نحن حمير (حناطير) حين يتعلق الأمر بالسياسة… وطول المكث في السلطة..

*وما لم نتخلص من عقلية الحمير فالديمقراطية لا تصلح لنا..

*أو يصلح لنا منها فقط منظر خطوط حمير الوحش الجميلة… ونسبة الـ(99%)..

*فدوام نعمة العلف والأمن والاستقرار من دوام السلطة..

*ثم البرلمانات المخططة… والأحزاب المزركشة… وكيكة الحوار المزخرفة..

*سؤال : هل كل الحمير (ببان عليها) ؟!..

*من المحيط إلى الخليج ؟!!.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى