صلاح الدين عووضة

فيديو.. وأخطر !!

*وكان يمكن لعنواننا أن يكون (فيديو…وأكثر)..

*ولكنا لم نعثر حتى على قليل شيء في فيديو الاغتصاب المتداول الآن..

*ومن ثم فهو لا يستحق أن نراكم فوقه أشياء… لتكثر..

*وقد أراني صديقٌ شريط الفيديو المذكور؛ فأنا لا أملك حساب (واتس)… ولن..

*فاستخدام هذه التقنية ببلادنا يجسد أحد أسوأ مشاكلنا الراهنة..

*مشكلة الرغي… والثرثرة… والنقَّة ؛ ثم لا عمل..

*ومن بعد الفساد – والذي بعده – كان الكلام بلا عمل سبباً رئيسياً في فشل الإنقاذ..

*وفيديو الاغتصاب الشهير تم تداوله من زاوية الفشل هذه..

*وقبل أكمالي المشاهدة أرجعت الجوال لصديقي مغمغماً (هذا ليس اغتصاباً)..

*فالمرأة لا يمكن أن تُغتصب – غصباً – بهذه البساطة..

*بل حتى الزوج لا يقدر على إتيان زوجته دون رضاها… بيسرٍ وسلاسة..

*فالأنثى وهبها الله خاصية (القبض)… كوسيلةٍ للدفاع..

*فما حواه الفيديو – إذن – هو تراضٍ… أو استسلام… أو إباحية سيئة الإخراج..

*نأتي الآن إلى الموضوع الذي يستحق… (الذي بعده)..

*وهو حب الروح – في زماننا هذا – إلى حد استرخاص المال… والوطن… و(الروح)..

*ونعني بمفردة الروح الأولى الأنا… الذات… النفس..

*فهذه أعجب حقبة سياسية – في تاريخ السودان – من حيث الأنانية المتوحشة..

*فكل شيء يهون من أجل الأنا… وكل روح تهون أيضاً..

*ويتحسس الواحد منهم كرسيه… ومكتبه… وربطة عنقه ؛ بتلذذ شهواني مخيف..

*فأنا ومن بعدي الطوفان… فلا شيء – ولا أحد – يهم..

*أنظروا لحجم التعدي على المال العام… وأراضي الدولة… وبيوت السودان بالخارج..

*ثم خط هيثرو… ومباني الحكومة… و(ثغور) البلاد..

*ثم – وهذا هو الأخطر – الأرواح… وما يصاحب ضياعها من تبريرات (أنانية)..

*فليس مهماً إزهاق روح – أو أرواح – جراء فعل حكومي..

*وإنما الذي يهم درء المسؤولية عن الحكومة… والمؤسسة… و(الذات)..

*ولذلك تخلو التبريرات حتى من أدنى مشاعر الإنسانية..

*حتى من الترحم (الشكلي) على روح الضحية… أو أرواح الضحايا..

*حتى من مواساة أسرته – أو أسرهم – بعبارات (عابرة)..

*وحين يسترخص النظام – أي نظام – أرواح أبنائه لهذه الدرجة فهو ينعي (روحه)..

*فهذا هو الحد الأقصى للفشل… وليس بعده سوى (الموت)..

*ويوم الأمس – القريب هذا – لم يشذ وزير صحة الجزيرة عن هذا التسفيه للأرواح ..

*وذلك في سياق (تبريره) لوفيات الحوامل بمستشفى مدني..

*فقد استهل حديثه بعبارة (أول حاجة حالات الوفاة اثنتين فقط…لا أربع)..

*وكأني سمعته يقول (رأسين فقط… فأرين فقط… جروين فقط)..

*ثم – وكالعادة – لا ترحم… لا مواساة……. ولا حتى نبرة حزن..

*فمن يحزن على روح نظام (بلا روح) ؟!!.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى