حوارات

سفير السودان بأفريقيا الوسطى:يروي تفاصيل أحداث السفارة في بانقي

على طريقة أفلام (الآكشن) الأمريكية تعرض منزل سفير السودان بأفريقيا الوسطى يحيى عبد الجليل لهجوم من مسلحين، وصفتهم  وسائل إعلام محلية وخارجية بأنهم مجموعة من الشرطة الآفروأوسطية.

في وقت برزت تخمينات أخرى حول هوية المعتدين،  فتارة قيل بأنهم ينتمون إلى إحدى المجموعات المسلحة، وتارة أخرى بأن ما حدث كان ترجمة عنيفة لخلاف بين أفراد البعثة وقوات شرطة أفريقيا الوسطى، فيما برزت مجموعة ثالثة ترى أن الحادثة وقعت صدفة لجهة أن بعض المجموعات المسلحة كانت تقف أمام منزل السفير.. صحيفة (السوداني) الصادرة يوم الأثنين سعت لمعرفة الحقائق من أبطالها عبر سفير السودان في أفريقيا الوسطى يحيى عبد الجليل.

 

  كيف وقعت الحادثة؟

الحادثة بالضبط تتلخص في أن 4 من موظفي السفارة كانوا يستقلون سيارة (بوكس) خرجوا إلى السفارة بهدف إعطاء الحرس وجبة الغداء، ولدى سيرهم لاحظوا وجود سيارتين تسيران خلفهما. وبعد فترة توقف أفراد البعثة في سوق يعرف بسوق (سعيدة) لشراء بعض الأغراض.

    وهل تم آنذاك الهجوم؟

لا.. فبعد خروجهم من السوق مباشرة وجد سائق السفارة نفسه وسط سيارتين واحدة أمامه والأخرى خلفه ليتم اعتراض سيارة السفارة.

    وكيف تعرفتم عليهم بأنهم أفراد من شرطة أفريقيا الوسطى؟

تم وصفهم بذلك لجهة أن الأفراد الذين نزلوا من السيارتين كانوا يرتدون زي شرطة أفريقيا الوسطى، ليجبروا طاقم السفارة على النزول من السيارة، ثم سألوهم عن هوياتهم وطالبوهم بإبرازها على الرغم من أنهم كانوا على متن سيارة تحمل لوحات دبلوماسية.

  وهل تمت ملاحظة شيء آخر في سلوك المعتدين؟

تلاحظ أن المعتدين لم يطلبوا هوية السائق لكنهم طالبوا الأشخاص الثلاثة الآخرين المرافقين للسائق، وأصروا على أن يبرزوا هوياتهم..
وبالفعل أخرج اثنين هويتهما، فيما اعتذر الثالث بأنه نسي أن يحملها معه، ليرد هؤلاء الأفراد بأنهم سيأخذون الشخص الثالث معهم، بيد أن أفراد السفارة أخطروهم بأنهم سيذهبون لإحضار أوراق الرجل الثبوتية من السفارة ومن ثم العودة إليهم..

   قلت إن ذلك الأمر تم بالقرب من سوق (سعيدة) لكن الحادثة وقعت بجوار منزل السفير؟

نعم ففي هذه الأثناء أصر أفراد الشرطة على الذهاب مع بقية الطاقم إلى السفارة، وبالفعل امتطى إثنان من أفراد الشرطة سيارة السفارة، بينما سارت عربتا الشرطة خلف سيارة السفارة.

   وهل من الطبيعي أن يمتطي أفراد شرطة دولة ما سيارة سفارة دولة أجنبية؟

لا طبعاً.. و  هذا أمر خاطئ  وما كان ينبغي له أن يحدث.

   وماذا حدث بعد ذلك؟

أثناء رجوع السيارة إلى السفارة تم إطلاق نار على الإطار الأمامي لها وكذلك الباب الأمامي بالقرب من باب السفارة.

    وبماذا تم إطلاق النار؟

الغريبة أنهم استخدموا البنادق الكلاشنكوف.

      عندها تمت إصابة الحارس؟

استبعد ذلك لجهة أن صالح أبوهنية كان مصاباً في يده ورجله، ويبدو أن الإصابة كانت ناتجة من ضربة بـ(حافة الكلاش)، لذا استبعد أن تكون بسبب إطلاق نار عليه.

    وبعد إطلاق النار ماذا حدث؟

بعد أن وصلت عربتا أفراد الشرطة إلى منزل السفير، توقفت السيارات بالخارج، لكن الأفراد نزلوا منها إلى باحة المنزل، ومن ثم لحق بهم 7 أشخاص آخرون، ظلوا يطلقون النار بسلاح كلاشنكوف منذ الرابعة عصراً وحتى الخامسة والربع، وكانوا يمطرون المنزل بالسلاح ويتوقفون لدقائق ويعودون لإطلاق النار مرة أخرى.

    لكن بحسب ما ورد فإن ثمة انفجارات حدثت، وأنت قلت إن الضرب كان بالكلاشنكوف .. فهل كانت هناك جهة ثالثة؟

لا.. وصحيح أننا أثناء وجود الجناة سمعنا صوت انفجار قوي في باحة المنزل ويبدو أنه (بمبان).

    ولماذا توقعتم أن يكون (بمباناً)؟

أولاً من رائحة المكان فإلى الآن رائحته(شطة شطة)..

    وكيف  توفى صالح؟

الشهيد صالح أبوهنية على ما يبدو تسبب له هذا(البمبان) بضيق في التنفس الأمر الذي جعله يبحث عن هواء نقي فقام بخلع الساتر الأمر الذي تسبب في إصابته برصاصة كلاشنكوف في صدره أردته قتيلاً..

    أي أنه مات بفعل إصابته بطلق ناري من الشرطة الآفروأوسطية؟

حقيقة تقرير الوفاة سيظهر في الساعات القادمة، سيتم نقل الجثمان إلى السودان في غضون اليومين القادمين.

وماذا فعلت آنذاك؟

حقيقة قمنا بالاتصال برئيس جمهورية أفريقيا الوسطى ووزير الداخلية وعمدة البلدية، وكان أول الحاضرين إلى مسرح الحادث هو عمدة البلدية وفور وصوله للمنزل فر الجناة.

      حالياً يقال إن الخارجية استدعت سفير أفريقيا الوسطى في الخرطوم احتجاجاً على ما حدث.. كيف تقيم الخطوة؟

السفارة السودانية في بانقي كتبت احتجاجاً رسمياً لخارجية أإفريقيا الوسطى، لجهة أن ما حدث يعتبر اختراقاً للمواثيق الدولية، وطالبنا بالتحقيق في الحادثة وتقديم الجناة للمحاكمة.. بالإضافة إلى ذلك طلبنا  زيادة الحماية للسفارة ومنزل السفير.
فالحادثة في تقديري متعمدة والمستهدف السفير وطاقم السفارة والدليل على ذلك أنه لم تتم أي عمليات تخريب في باحة المنزل رغم وجود سيارات وأشياء أخرى.

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى