حوارات

السفير الرشيد أبو شامة :أؤيد قرار تخفيض البعثات والقنصليات ولكن !!

أصدر رئيس الجمهورية عمر البشير، قراراً بإغلاق (17) بعثة دبلوماسية وقنصلية بالخارج، القرار جاء كإصلاح للأداء داخل وزارة الخارجية بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها الوزارة، وأدت الى إقالة الوزير إبراهيم غندور، القرار جاء تحت مسوغات الضرورة الاقتصادية وترقية الأداء، ذلك ما دعانا لوضع بعض الأسئلة على منضدة السفير الرشيد أبو شامة لتوضيح عدد من النقاط، فإلى الحصيلة ، حسب ما اوردته جريدة الصيحة الصادرة يوم السبت.

 

* كيف تنظر لقرار إغلاق عدد من البعثات والقنصليات السودانية بالخارج؟

– من ناحية المبدأ، انا أؤيد هذا القرار وبشدة، ولكن هنالك بعض المطلوبات ليكون القرار مفيداً وعملياً.

* مطلوبات مثل ماذا؟

– هذا القرار يحتاج إلى دراسة متأنية وتقصٍّ لتحديد السفارات التي يجب إغلاقها أو تخفيضها، بالإضافة لاختيار الكوادر المؤهلة لتغطية أي فراغ يحدث نتيجة تلك القرارات، خاصة وأن هنالك سفراء كثر بلا مبادرات وبلا مواهب ويعملون فقط لصرف رواتبهم.

* كيف تنظر لقرار استبدال الإداريين في السفارات بدبلوماسيين؟

– هذا قرار خطأ طبعاً، الدبلوماسي الصغير يحتاج إلى خبرة وتمرس في مجال عمله، ولا ينبغي شغله بالعمل الإداري ليصير محاسباً مالياً، وإذا كان كذلك فلا بد من تدريب الدبلوماسيين الصغار على أساسيات العمل المكتبي والمحاسبي الذي يحتاج لدراسة منفصلة.

* كيف يحل هذا الأمر والقرار أصبح في حيز التنفيذ؟

– من الممكن تعيين السكرتيرين الثوالث، والسكرتير الثالث يسمى ملحقاً دبلوماسياً، وبعد التدريب من الممكن أن يصبح إدارياً ومحاسباً، خاصة وأن السكرتير الثالث يجيد اللغة الإنجليزية، وبذلك يفيد ويستفيد، ووجودهم في السفارات في هذه المرحلة يكسبهم خبرة كبيرة جداً.

*مبررات القرار جاءت للضرورة الاقتصادية وترقية الأداء، كيف تنظر لها أنت؟

– مؤكد أن القرار سيخفض الكادر ويوفر الأموال. ومن الممكن أن يقوم السفير بدور الملحق الثقافي والإعلامي وحتى دور الملحق الأمني، إلا إذا رأى جهاز الأمن حاجته لملحقية في دولة ما وتكفل بقيامها، من الممكن أن يغطي السفير هذه الأدوار.

*هل تعتقد هذه القرارات مربوطة بقرار إقالة غندور؟

– طبعاً، مربوطة بقرار إقالة غندور وما قبلها، ولكن المهم أن يقوم العمل، وتتم التغييرات على أسس الكفاءة واختيار الموهوبين لتحسين أداء وزارة الخارجية، وليس كما يحدث في الخدمة المدنية التي ترهلت جداً.

*ما هو رأيك في بعثة السفير الواحد التي جاءت في القرار؟

– لا أؤيد سياسة بعثة السفير الواحد، لأن ذلك يشغل السفير عن مهامه الأساسية بتفرغه لبعض الأعمال البسيطة التي يجب أن يقوم بها مساعد السفير، وسيضطر السفير لخدمة نفسه والنزول في الأسواق وغير ذلك، وهذا من شأنه المساس بهيبة السفير وهيبة بلده، ولذلك لا بد من وجود مساعد كحد أدنى للسفير.

*كيف تنظر لخطوة تخفيض الكادر الإداري في السفارات بنسبة 50%؟

– هذه النسب لا معنى لها، طالما هي أرقام فقط، والموضوع أكبر من ذلك بكثير، ويوجد ضمن هذه الكوادر الإدارية عناصر مميزة يساعدون السفراء في أداء مهامهم، ويفترض أن يكون المقياس هو الكفاءة والموهبة والقدرة على الإنجاز.

* في اعتقادك هل القرارات التي صدرت مؤخراً عادية، أم إنها نتاج للأحداث الأخيرة التي شهدتها وزارة الخارجية؟

– هي تفاصيل قديمة لم تجد المعالجة، وما حدث أخيراً طفا بها إلى السطح، ووزراء الخارجية المتعاقبون أتوا من خارج الوزارة، ولذلك لا يعلمون كثيراً من التفاصيل التي يفهمهما من عمل بالسفارات، بالإضافة للهيكلة والتعيين وخلافه.

*هنالك بعض الاستثناءات جاءت في القرار أبقت على بعض الملحقيات والقنصليات، لماذا برأيك؟

– هذه ترجع لتقدير الدولة، مثلاً تم استثناء الملحق الإعلامي في لندن، والملحق الاقتصادي في أبوظبي للحاجة لهما، لذلك قلت لك في الأول إن الأمر يحتاج لدراسة متأنية لاتخاذ القرارات الصحيحة.

*كيف تقيّم تخفيضات البعثات التي تمت؟

– تم التخفيض والإلغاء للبعثات في أمريكا الجنوبية وأوربا، ولم تحدث أي قرارت في إفريقيا، ولا أعرف لماذا، ومن الممكن أن يسحب بعض السفراء وتقليل التمثيل في كثير من الدول حسب الدراسة الكافية.

*كيف تقيّم أداء وزارة الخارجية في الفترة الماضية؟

على مستوى الوزير السابق كان الأداء ممتازاً للغاية، وتابعت مواقفه وأحاديثه وكان ملتزماً جداً كرجل دولة، أما على المستوى العام لا أستطيع أن أقيم الأداء لأنني لم أكن قريباً من الملف بصورة تسمح لي بالتقييم وإبداء الرأي.

ـ كيف تتوقع أن يكون الأداء مستقبلاً في الخارجية؟

أتوقع أن يكون الأداء مضطرباً، وذلك من واقع القرارات المرتبكة التي أصدرت دون دراسة كافية لسرعة إصدارها، خاصة وأنها لم تخضع لمعايير الكفاءة والمقدرات.

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى