تحقيقات وتقارير

الموتى يهربون من كوستي..!!!.

قال الكاتب الصحفي عبدالباقي الظافر كاتب عمود تراسيم بآخيرة الصيحة اليوم الأربعاء قال:

لا تندهش سيدي أن علمت أن عربة الإسعاف المسرعة تحاول إنقاذ ميّت.. لكنها الحقيقة التي حدثت أول البارحة بمدينة كوستي.. توفي سائح سعودي في ظروف غامضة أثناء رحلة صيد.. موت مواطن أجنبي في مثل هذه الملابسات يستحق تدخّل الطب الشرعي.. لكن مستشفى كوستي يُعاني من حالة موات وضيق حتى في غرف تخزين الموتى تم نقل الجثمان على وجه السرعة للعاصمة.. وحسب مراسل الزميلة التيار بمدينة كوستي أن المشرحة لا تتوفر فيها ثلاجات أو مكيفات تعمل بكفاءة.. حينما يهرب الموتى من مدينة بتاريخ كوستي علينا أن ندقّق في صحائف الحكومة الإقليمية بمدينة ربك.

نهاية الأسبوع الماضي زرتُ مدينتي كوستي لأداء واجب عزاء اجتماعي.. شعرت أنني غريب على المدينة التي قضيت فيها سبع سنوات سمان..لم يعُد شارع الدويم الذي يشق المدينة جنوباً بذات البهاء القديم ولا النشاط المعهود.. تم تجريف الشارع من أطرافه.. ما تبقى من أسفلت غطاه تراب كثيف كأنه يحميه من جور الحكومة.. أما الشارع الذي يحمل اسم الزعيم الأزهري فيستلزم أن تطالب أسرة الرئيس الأسبق بتعويض بسبب إشانة السمعة.. هل تصدقون أن شارع الزلط اختفى في ظروف غامضة.. التفاصيل أن الحكومة السابقة قامت بتشليع الشارع على أمل بناء شارع جديد في غضون أسابيع .. لكن ذلك لم يتم أبدًا رغم مرور سنوات.

هنالك حالة إحباط عام في أوساط المواطنين بالمدينة ..عدد من طالب بإعارة محمد طاهر إيلا ولو لمدة عامين.. في خاطر هؤلاء النهضة المعمارية التي حققها إيلا في بورتسودان ومدني.. لم يهتم المواطنون بالآثار السالبة في شمولية إيلا لأن هاجس التنمية يقض مضاجع جميع أهل كوستي..انتابتني ذات الحالة من الإحباط وأنا أشاهد عربات الكارو تشق شوارع المدينة القديمة لتسقي الناس.. قبل سنوات طويلة لم تكُن هنالك أزمة مماثلة تُعيد المدينة إلى القرون الوسطى.

تم اغتيال مدينة كوستي مع سبق الإصرار والترصد ..الوالي عبد الحميد كاشا حقّق نجاحاً في ولايات تحدياتها ذات طبيعة أمنية.. فيما كوستي تئن تحت وطأة التخلف التنموي .. ساسة من أهل النشاط مثل العميد أبوعبيدة العراقي تم إبعادهم في ظل مناخ الاستقطاب السياسي والاصطفاف الجهوي..ما تبقى حتى الآن شيء من أطلال مدينة كانت من أجمل مدن بلادي.

في تقديري أن هنالك أزمة في النسيج الاجتماعي في مدينة كوستي.. المناطقية والصراع بين ممثلي النخب وضع آثاره على جسد المدينة المثخن بالجراحات.. كان من المأمول من الوالي كاشا أن يُعالج هذه الأزمه خاصة أنه لم يكن جزءاً من التباينات الحادة في وجهات النظر.. هذه الخلافات بلغت درجة الاعتداء على مسؤول رفيع وتقييده داخل منزله بمدينة ربك.. الواقع البائس يحتاج إلى وقفة من أبنائها وحكومتها.. بل من الأفضل الدعوة لمؤتمر جامع لإنقاذ مدينة بعراقة كوستي.

بصراحة.. مطلوب بشكل عاجل إنقاذ مدينة كوستي والتي باتت طاردة.. إعادة فتح سريان النقل لجنوب السودان يشكل واحداً من الحلول المتاحة.. بل من المهم جداً أن يدرك كاشا أن الجواب يكفيك عنوانه في مدينة كوستي.

الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى