الحسناء الكافرة !!
يقول الكاتب الصحفي صلاح الدين عووضة في عموده الراتب “بالمنطق” بآخيرة صحيفة الصيحة اليوم الأربعاء
*تخيل نفسك خُيرت بين حكومتين :
*إحداهما كافرة؛ لا تذكر الله… ولا تتذكر أحكام دينه… ولا تذاكر سيرة أنبيائه..
*والثانية مسلمة؛ لا حديث لها إلا عن الله… ودينه… ورسله..
*فأي الحكومتين ستختار لتكون أحد رعاياها…. وأنت المسلم البسيط بالفطرة؟..
*ستختار المسلمة طبعاً… إن لم نشرح لك طبيعة أيٍّ منهما..
*إذن دعنا نشرح؛ فالكافرة لا تمارس عليك تضييقاً في الرأي…فأنت حر..
*لا تسجنك… ولا تعذبك… ولا تحارب؛ فقط لكونك معارضاً..
*ولا تحرمك حقك في أن تتظاهر ضدها سلمياً متى ما آذتك إحدى سياساتها..
*ولا تغشك بانتخابات مطبوخة… لا تفرز سواها..
*ولا تكتم – من ثم – على نفسك سنين عددا…فلا يرى حتى أحفادك حكومة غيرها..
*ولا تمارس فساداً متوحشاً… ثم تحصن نفسها بالحصانات..
*ولا تصادر صحيفة تحدثت عن هذا الفساد… وهذا التوحش… وهذه الحصانات..
*ولا تُدجن برلمانها؛ فيبصم… ويمرر…. و(يسكت)..
*وفي المقابل نشرح لك طبيعة الحكومة المسلمة… التي تفرح بها فطرتك البسيطة..
*فهي تصرخ بالدين – وشعاراته – ليل نهار..
*ويسرع قادتها إلى الصلاة… ويهرولون إلى الحج… ويُهرعون إلى المساجد..
*ويتحدون الإمبريالية الصهيونية العالمية من منطلق هذا الدين..
*ويصومون كل اثنين وخميس ؛ مع حلقات ذكر وتلاوة..
*ويردعون بقسوة (كافرة) كل من تسول له نفسه التظاهر جراء الجوع..
*ولا يردعون أنفسهم التي تسول لهم الشبع من مال الدولة..
*تقارن – إذن – بين أسلوب حكمهم وأسلوب حكم ستالين فلا تجد فرقاً يُذكر..
*الفرق الوحيد في الشعارات؛ إسلامية هنا… وشيوعية هناك..
*ثم لا شيء آخر؛ القمع ذاته… الكبت ذاته… الفساد ذاته…و(المشية ذاتها وقدلتو)..
*هذه المقارنة البسيطة قد تكون صادمة للبسطاء..
*بسطاء المسلمين الذين يتأذون من حكومات مسلمة… ثم لا يفكرون في عقد مقارنات..
*بل ولا ينتبهون إلى أنها تحكم بطريقة الدكتاتوريات العلمانية..
*فلا فرق بينها وبين فاشية موسوليني… ونازية هتلر… وشيوعية ستالين..
*أو غيرها من الأنظمة المشابهة بعالمنا الثالث..
*بل وأعماهم التعود عن عقد حتى مقارنة بين حكم الإسلام زمان… واليوم..
*سيكتشفون أن شورى السقيفة هي أساس ديمقراطية الكفار الآن..
*وأن مثول رئيس اليهود للتحقيق هذه الأيام سبقه إليه حاكم المسلمين مع (يهودي)..
*وأن حقوق الإنسان عبرت عنها مقولة: متى استعبدتم الناس؟!..
*وأن حرية التعبير بلغت حد أن يسأل الناس خليفتهم: من أين لك هذا؟!..
*فالكفار- إذن- يحكمون الآن بروح ديننا الإسلام..
*والمسلمون يحكمون بشعارات الإسلام… دون روحه..
*فحكمهم ذو روح (كافرة)… ويمكن أن تقتل من يدفعه الجوع (الكافر) إلى التظاهر..
*وفعلتها حكومة إيران (المسلمة) قبل فترة… وبمنتهى الوحشية..
*والآن أيهما تفضلون؟….. المسلمة الرعناء؟..
*أم…..(الكافرة الحسناء) ؟!!.
الخرطوم(كوش نيوز)