الاعلامية والكاتبة نعمات حمود في حوار خاص لـ(كوش نيوز): قمت بكتابة عدد من الروايات تم نشر”همس النوارس”و”في ذاكرة القلب”
اجرت صحيفة كوش نيوز حوار مع الاعلامية والكاتبة السودانية المعروفة نعمات حمود التي عملت بعدد من الصحف منها صحيفة المشاهد وصحيفة الوان وحالياً تعمل بقسم الاعلام بدائرة الثقافة والاعلام بامارة الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة
*في البداية حدثينا عن نفسك ؟
انا نعمات حمود مواليد نهرالنيل خريجة تربية لغة عربية ودراسات اسلامية جامعة الجزيرة تم اختياري للعمل مساعد تدريس بالجامعة بعد التخرج بمرتبة الشرف لكن نسبة لضعف المرتب وان واسرتي تحتاجني لان شقيقتي الكبرى عليها رحمة الله كانت تعاني من مرض السرطان الذي تسبب في وفاتها وكنت انا مرافقة لها واقوم بخدمتها
*كيف دخلتي مجال الاعلام ؟
بعد تخرجي ورفضي العمل بجامعة الجزيرة قررت البحث عن عمل بالخرطوم وكانت بداية بحثي عن العمل في الصحف وقابلت وقتها الاخ صلاح ادريس رئيس مجلس ادارة صحيفة المشاهد وطلبت منه العمل معهم باي مهنة فاختار لي الصحيفة وتم تعييني بقسم التصحيح وكانت تلك البداية واحببت العمل الصحفي وخاصة الرياضي
*ماذا حدث بعد هذا ؟
قررت دراسة الاعلام وساعدني الراحل صلاح سعيد الاستاذ بجامعة السودان وقتها وبالفعل نفذت الفكرة وحصلت على دبلوم اعلام بجامعة السودان ومنذ تلك اللحظة واصلت العمل بالاعلام ولكن انقطعت فترة ولكن عاودني الحنين مرة اخرى
*ما سبب الانقطاع ؟
في بداية عملي بالاعلام بالسودان كان المرتب ضعيف جداً مما جعلني افكر في عمل اخر بديل وكانت مراكز الاتصالات في تلك الفترة مربحة جداً وافتتحت مركز الشروق للاتصالات بامدرمان سوق ليبيا وكونت علاقات طيبة مع التجار وبائعات الشاي وجميع مكونات السوق واصبح عملي بمركز الاتصالات اشبه بالعمل الاجتماعي وتقدمت بمقترح تواصل العالمين بالسوق فيما بينهم في الافراح والاتراح ووقوفهم مع بعض في ظروفهم وتعاونهم المادي مما جعلني احب هذا العمل جداً
*العمل بالتجارة ابعدك عن الاعلام ؟
على العكس اعادني مرة اخرى بالصدفة وذلك عندما حدثت عمليات ازالة لبعض المحلات التجارية نسبة للشروط القاسية التي كانت تتبعها المحلية فقمت بكتابة مقال عن الرسوم الكثيرة التي يتم جمعها من التجار والباعة البسطاء وقمت بارسال المقال لصحيفة الوان عبر الفاكس وفي نفس اليوم اتصل علي الاستاذ حسين خوجلي وسالني هل انتي صحفية فاخبرته انني عملت بالصحافة وتركتها للعمل الخاص فطلب مني الحضور للصحيفة وعند حضوري طلب مني مواصلة عمل الصحافة وشجعني على الكتابة وكانت تلك عودتي واصبحت اراسل الصحيفة من موقع عملي على صفحة مراسلون داخل الحدود
*ماذا عن هجرتك للامارات ؟
اثناء عملي قابلت رجل اعمال سوداني مقيم بالامارات اخبرني ان هنالك مجلة بالامارات العربية تطلب صحفية للعمل بها قمت بالسفر للامارات وعملت لمدة (6) اشهر بمجلة سيدات الاعمال بدبي وكان اول مرتب عالي جداً بالنسبة لي وكان وقتها (7) الف درهم فقمت بارسال المرتب كاملاً لتوزيعه على افراد اسرتي لان المجلة كان توفر لي سكن وترحيل واعاشة ولكن للاسف بعد (6) اشهر تم اغلاق المجلة لظروف خاصة بمجلس ادارتها فقاموا باخبارنا بالامر ومنحنا حقوقنا كاملة وجوازتنا للسفر لبلداننا
* سافرتي للسودان بعد اغلاق المجلة ؟
لا لم اسافر مكثت بالامارات عدت سنوات كنت اقوم بتجديد الزيارة بالدخول لاقرب دولة والعودة وفي تلك الفترة عملت بعدة اماكن منها كاشير بكافتريا بجامعة الشارقة وكان الطلاب يجلسون بالكافتريا وفي احدى المرات تناقشوا في اعراب جملة فقمت بمساعدتهم في الحل فاندهشوا وسالوني عن تخصصي فاخبرتهم ان تخصصي لغة عربية واتفقوا معي على ان اقوم بتدريسهم دروس خصوصية
*كيف كان العمل بالتدريس ؟
كان متعب ولكنه ممتع لانني اشعر بانني اقوم بواجب عظيم وهو التعليم ولكن كان الحنيين يعاودني للاعلام في كل مرة وبعد فترة وجدت فرصة عمل بمجلة تتبع لجريدة الخليج وتم اختباري في اول يوم على ان اقوم باختيار مواضيع للكتابة عنها وقمت باقتراح (15) مقترح منه مقترح اغتراب الفتاة ومعاناتها ووجد هذا المقترح الاشادة وتم تكليفي بتنفيذ التحقيق وقمت بانجازه في فترة بسيطة ونزل في اول عدد بعد الموافقة على تعييني وكان في صورة الغلاف وحقق رواج كبير
*عملتي بالمجلة في قسم التحقيقات ؟
نعم في البداية عملت بالتحقيقات وانتقلت بعدها للقسم الاجتماعي وبعد مرور سنوات قررت ترك العمل والسفر للسودان للاتباط بشخص كانت بيننا علاقة عاطفية واتفقنا على اكمال مراسم الزواج بالسودان والسفر لاوربا لكن اختلفنا وراح كل واحد لحال سبيله
*ماذا حدث عقب ذلك؟
عدت مرة اخرى للامارات وعملت بمجلة اجتماعية وكنت اقوم بتغطية دائرة الثقافة والاعلام بامارة الشارقة وبعد مرور عام من العمل اخبرتني رىيسة قسم الاعلام ا.عاىشة العاجل صديقتي وناىبها خالد مسلط بدائرة الثقافة بالشارقة انهم يرغبون بتعييني معهم بالقسم فوافقت على الفور لانها وظيفة حكومية ثابته وبها مميزات كثيرة
*ماهي الوظيفة التي تم تعيينك فيها ؟
في البداية كانت وظيفتي مسؤول الارشيف الالكتروني لكن بعد ذلك تم تعييني منسق الاعلام الخارجي بالقسم وكنت اقوم بالتنسيق مع الجهات الاعلامية الخارجية لحضور المعارض والمهرجانات وكل الفعاليات وغيرها من الملتقيات والندوات بل كل فعاليات الدائرة
*ماذا اضافت لك داىرة الثقافة بالشارقة ؟
الكثير جداً فقد تلقيت مئات الدورات التدريبية العالمية والمحلية ومقابلة شخصيات ادبية وعلمية على مستوى عالي جداً مما اكسبني خبرات عالية جداً وفكرت في نقل هذه التجارب لللسودان عبر معرض الكتاب بالخرطوم وقابلت مسوؤليين بالدولة ولكنهم لم يهتموا بالامر والافكار كثيرة في نقل التجربة للوطن الحبيب ما استطعت لذلك سبيلا..
*الكتابة بالنسبة لنعمات مجرد ترويح ؟
الكتابة هي كل شي بحياتي والقلم هو رفيقي يلازمني دوما، أكتب كل شي أولا بأول كل ما يمر بي، واكتب دائماً عن الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي احملها، واؤمن بها وأؤمن بالوطن، وكل ما أقوم به يكون عبر بواباته المتعددة، ويكون دوما أمامي، لذلك أجتهد وأثابر في عكس صورة أجسد فيها قيم ومبادئ ومواصفات الإنسان السوداني بكل أمانة وحرص ومحبة.وبعد كل سطر اشعر براحة كبيرة في نفسي واحس باني افرغت مايختلج بداخلي لاشعر بالراحة ..
*الرجل لايجد مساحة لديك؟
بالعكس تماماً الرجل هو حلمي مثلي مثل أي أنثى، بخاصة أنني مغتربة حاليًا بالإمارات حيث يتكرس مفهوم الوحدة، ولا بُد من تبديده بحبيب، ولأني كائن اجتماعي،وتمنيت كثيراً جدا ان تكون لدي اسرة زوج وابناء واذا عاد الزمن للوراء لفضلت اسرة بسيطة ببلدي الاول ونشاتي على الغربة والاموال ، لذا عمقت الغربة، الحُزن في دواخلي. أن تكون وحيدة في غرفة معبأة بتقنيات لا حد لها من (موبايل- كمبيوتر- تليفون)، تقنيات تقاسمك الليل في جمود بليد، وليل المهاجر طويل)، كليل العاشقين، هذه الوحدة تجعلك حزينا، ما أعمق الحزن في الغربة.
*المراة تعني لك الكثير ؟
المرأة السودانية لا تزال في حالة حروب مع نفسها ومجتمعها والعالم، فهي محاطة بالعديد من القيود الاجتماعية والدولية، وكثير منها كانت من موروثاتنا الأساسية، ولكنها تحارب بجد، ولكن ماتزال في براثن السجن. من مجتمع ورجل شرقي وموروث معقد واعراف ..
*المثقف السوداني مظلوم مارايك؟
حقيقة حزنت جداً لوجود كثير من المبدعيين الشباب لا يجدون اهتمام والإعلام العالمي يُغيب الشخصية السودانية المبدعة، والمبدع السوداني ليس لديه الروح التنافسية، ولايحب الظهور، شخصية زاهدة، وهذه أمور غير محببة في الخارج، وعلينا أن نسعى لعكس الوجه المشرق لبلادنا ومبدعيها وعلمائها وفنانينها، وألا ننتظر الإعلام أن يأتي إلينا، بل نسعى إليه.
*الاختلاف بين العمل الاذاعي والتلفزيوني ؟
هناك العديد من الاختلافات؛ ففي الإذاعة عليك إقناع المستمع عبر الصوت والمادة والطريقة، فأنت ممثل بكل أدواته، أما التلفزيون فهو مرهق ومتعب، ويعتمد على الصورة والأداء والثقافة، والإطلالة إحدى أهم أدواته، بالإضافة إلى الزخم المعرفي وحالياً سعيده جداً بعملي كمراسل بقناة النيل الازرق وايضاً سعيده بتجاربي الاذاعية عبر الحلقات التي قدمتها كممثلة عبر اذاعة الشارقة في رمضان الماضي ..
*تجربتك مع كتابة الرواية؟
قمت بكتابة عدد من الروايات تم نشر اثنان منها “همس النوارس”، و “في ذاكرة القلب”. ولكل رواية حكاية وقصص عجيبة وهنالك عروض على ان يتم عمل افلام من هذه الروايات وقمت بالمشاركة بهما في منافسات خارجية سيتم الاعلان عنهاان كنت من الفائزين نهاية هذا العام واتمنى ان اكون من الاوائل
*شخصيات اثرت فيك؟
هنالك شخصيات كثيرة اثرت في شخصيتي من بينهم ادباء وكتاب ومثقفيين عرب وعالميين وسودانيين وجميعهم تركوا بصمة في حياتي لا اريد ان ابوح باسماء لانهم كثر حتى لا تخونني الذاكرة
*رسالة اخيرة ؟
ابعث برسالة للشباب المبدعين ان يهتموا بافكارهم وان يعملوا جاهدين من اجل ايصالها للناس وان يعملوا المستحيل من اجل ذلك وان يقوموا بترك الطعام وتوفير مبالغ لطبع كتبهم واشعارهم وكل انواع الفن والادب حتى ترى النور والاارباح والمكاسب ستاتي بعد بذل االمجهود واشكر صحيفة كوش نيوز على الاهتمام بالفن والثقافة والابداع والمبدعين.
حوار: عمر الكباشي
(كوش نيوز)