آراءأبرز العناوين

أعطني مسرحاً أعطك حضارة

من أجمل الأشياء وأسمى المعاني أن يقوم العمل على رسالة، وما أجمل الرسائل عندما يحاكي المسرح ذاته! تلك هي قصة مسرحية «أبرا كدابرا 2» التي قامت بتأليفها المبدعة مريم نصير. والقصة هي امتداد للجزء الأول الذي أيضا كانت أحداثه تنادي بأهمية المسرح في المجتمع وأن المسرح هو صورة عاكسة له، وأن أي مجتمع متحضر لابد أن يكون في تاريخه وجود المسرح، تلك هي فكرة المسرحية، وما أجملها من حوارات تنير في فضاء المسرح!

«أبــرا كدابرا 2» أخذت أحداثها تبين لنا تــاريخ المسرح مع الحضارات وأهميته السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع فقامت الفكرة على جمـلــة «أعطني مسرحا أعطك شعبا مثقفا»، تلك هي الرسالة التي نادت بها المسرحية لتزرعها في نفوس الجمهور، وبالفعل وصلت الرسالة من خلال الإخراج المتميز للمبدع بدر الشعيبي الذي قام بتوظيف الحوارات المسرحية على خشبته المسرحية من خلال أبطاله والديكور والإضاءة والموسيقى وغيرها من عناصر المسرحية التي قام بحياكتها بصورة جمالية تحمل الكثير من الإبداع البصري والسمعي والفرجة المسرحية.

مسرحية «أبرا كدابرا 2» هي عمل جماعي متميز بأداء تمثيلي رائع وطاقة فنية متميزة لجميع الأبطال، وما ميز العمل المسرحي هو إظهار المجاميع الفنية بصورة البطل الواحد، صورة جمالية للممثل الواحد نتجت من توليفة للمخرج بأن يجعل أبطال المسرحية ممثلا واحدا يحاكي قضيته «المسرح»، ينادي في حواراته بأهمية خشبة المسرح وأهمية تواجد المسرح في المجتمع «ما أجمل المسرح عندما يحاكي المسرح».«أبـرا كدابرا 2»، لا نقلل من عنصر مقارنة بعنصر لأن جميع العناصر السمعية والبصرية كانت متكاملة، ولكن عنصر الديكور مع الإضاءة كانا في المسرحية لهما دور تمثيلي فكانا أبطال المسرحية! نعم ذلك هو الإبداع عندما تجعل عنصرا بصريا يتحدث من خلال ألوانه وتصميماته! ذلك ما قام به كل من مهندس الديكور عدنان مويل والإضاءة عبدالله النصار بقيادة المايسترو بدر الشعيبي.

كان لافتا استخدام لغة الإشارة في «أبرا كدابرا 2»، فكل الشكر للمخرج الذي قام بوضع شاشتين في ديكور المسرحية وتوظيفهما بالشكل الصحيح ليبث من خلالهما «لغة الإشارة» ليعطي الحق والفرصة لذوي الاحتياجات السمعية في الفرجة والمتعة المسرحية، ذلك هو المسرح مرآة لجميع فئات المجتمع، وتلك هي «أبرا كدابرا 2».

مسك الختام: عودا حميدا ونورتوا خشبة المســرح لكل من أحمد إيراج وناصر الدوسري… اكتملت المتعة المسرحية بوجودكما فــي «أبرا كدابرا 2».

نرمين الحوطي – الأنباء الكويتية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى