أبرز العناوينالصحة

مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية

طالب مختصون بضرورة تقييد بيع المكملات الغذائية في الجمعيات الاستهلاكية والأكشاك العامة التي تعج بها المجمعات التجارية الموزعة في كافة مناطق الدولة، إذ يقوم ببيعها غير مختصين، معرضين حياة كثيرين للخطر لاسيما مرضى الأمراض المزمنة وكبار السن والسيدات الحوامل أو اللاتي يخططن للحمل أو المرضعات، لعدم درايتهم الكافية بالمخاطر والآثار الجانبية الناجمة عن استخدام هذه المكملات دون معرفة تأثيرها السلبي في حال تقاطعها مع بعض أنواع الأدوية، خاصة وأنَّ بعض المكملات الغذائية كفيتامين (A) على سبيل المثال لا الحصر يسهم في تشوهات في الأجنة في حال تناولتها سيدة حامل دون العودة للطبيب المختص أو للصيدلاني معتمدة فقط على الشخص الذي قام ببيعها هذا الفيتامين.

ودعا المختصون في حديثهم لـ “الشرق” إلى اعتماد الوصفة الطبية للمكملات الغذائية بعد أن يخضع الشخص لتحليل دم شامل يوضح الحالة الصحية التي يعاني منها المريض والفيتامينات التي بالفعل يعاني نقصا فيها، إذ إنَّ الحصول على المكملات الغذائية بناء على «ترندات» المشاهير يؤدي إلى مخاطر خاصة وأنَّ الحصول على المكمل الغذائي بشيء فائض عن الحاجة له تأثيرات منها القصور بوظائف الكبد والكلى ولربما الإصابة بالفشل الكلوي، سيما وأنَّ كل السموم تخزن بهذين العضوين. وشدد المختصون على أهمية فرض رقابة مشددة على بيع هذه المكملات الغذائية من قبل وزارة الصحة العامة، وإعادة النظر في نقاط بيعها واقتصارها على الصيدليات بوصفة طبية بعد إجراء تحليل دم شامل لتقنين مخاطر سوء استخدامها، في ظل أن السواد الأعظم من الأفراد يستهلكون المكملات الغذائية دون استشارة الطبيب أو الصيدلاني ودون إجراء فحص دم شامل يكشف احتياج الجسم من الفيتامينات.

د. محمد سامي: صرفها بوصفة طبية يتحكم ببيعها

دعا الدكتور محمد سامي- صيدلاني – لعدم الاستهانة بالحصول على المكملات الغذائية، مؤكدا أنَّ الأمر شائك جدا، فعادة ما يشوب المجتمعات العربية فوضى في هذا السياق، رغم أنَّه دوما تسعى وزارات الصحة في هذه الدول لرفع الوعي فيما يتعلق باستخدام المكملات الغذائية، ورغم هذا يخرج عدد من الأشخاص من خلال منصات التواصل الاجتماعي من المشاهير الذين يصفون أنفسهم بالمؤثرين للترويج لمنتج تحت اسم مكمل غذائي دون أن تكون لدى هذا «المؤثر» أدنى معرفة بالآثار التي قد تنتج عن استخدامه، فكل شخص هو حالة متفردة، أي أن ما يوصف لفلان لا يوصف لآخر بناء على التاريخ المرضي، وعلى نتائج تحليل الدم، فالتهاون في بيعها والتعاطي معها قد يؤدي في بعض الأحيان إلى خفض تأثير الأدوية بسبب المكمل الغذائي دون أن يعلم المريض السبب، وهذا ينطبق أيضا على من يقومون ببيع المكملات الغذائية في المحلات أو الأكشاك فهو ليس بمتخصص لتكون له صلاحية سؤال الشخص عن تاريخه المرضي، أو عن هل قام بإجراء تحليل دم قبل الشراء وغيرها من الأسئلة البديهية لأن في المقام الأول ما يعنيه هو سقف الربح اليومي الذي سيحققه وليس صحة هذا الشخص أو ذاك، لذا من المهم تقنين بيعها للسيطرة على مخاطر استهلاكها بعشوائية، متطلعا أن تصرف بوصفة طبية وأن يتم التعامل معها كالأدوية.

د. علا الطائي: آثارها تصل للفشل الكلوي

رأت الدكتورة عُلا الطائي- صيدلانية، أنَّ بعض المكملات الغذائية قد تؤثر على فعالية بعض الأدوية ينتج عنها نتائج كارثية على فعالية علاج المريض، فالمختص قادر على نصح وإرشاد المريض في متى وكيف بإمكانه تناول المكمل الغذائي حتى لا يتعارض مع أدويته الأخرى، فعلى سبيل المثال لا الحصر مرضى الغدة الدرقية عليهم ألا يتناولوا أدويتهم مع القهوة لاحتوائها على الكافيين لتأثيره على فعالية الدواء، وهذا المريض قد يشتري من الشخص غير المختص البروتينات للرياضيين وهذه تتضمن نسبا من الكافيين وقد يتناولها الشخص المريض بالغدة دون أن يقرأ النشرة وبالتالي يكون قد أضر بفعالية العلاج، والسبب أن الشخص الذي باع المنتج غير مختص فبالتالي لن يسأل عن تاريخ الشخص المرضي لأن ما يعنيه هو الربح المادي وتحقيق نسبة أرباح يومية، كما أنَّ البعض حقيقة يتبع «الترند» في كل مجالات الحياة وحتى في صحته، رغم أنَّ ليس كل ما يقال على منصات التواصل الاجتماعي هو واقعي.

وعرجت الدكتورة عُلا الطائي في حديثها على أنَّ الاستخدام الخاطئ وغير المدروس للمكملات الغذائية يسبب مشاكل في الكبد والكلى، سيما وأنَّ بعض الفيتامينات كفيتامين (A) أو (E) لا تطرد عن طريق فضلات الجسم كفيتامين B، بل تخزن في الخلايات الدهنية فلو كان تركيزهما عال سيتركزان في الكبد والكلى وقد يتسبب في تسمم أو فشل كلوي، لذا الحصول على المكملات الغذائية لا يجب إلا بإجراء فحص دم شامل خاصة لمرضى الأمراض المزمنة كالقلب والضغط والسكري فلابد من استشارة طبيبهم المختص أو الصيدلاني، مشددة على أهمية تقنين نقاط البيع وأن تباع في الصيدليات لمخاطرها في حال لم تكن الجرعات صحيحة أو تعارضت مع أدوية أخرى.

موضي الهاجري: تقنين نقاط البيع يقلل تداولها

أكدت السيدة موضي الهاجري- استشارية تغذية علاجية، أنَّ عددا من أفراد المجتمع يتعامل مع المكملات الغذائية كأنها موضة، أو يقررون احتياجهم بناء على «ترند»، أي أنَّ قرارهم مقترن بالمشهور الذي يتابعونه في حال استفاد من مكمل غذائي لهثوا وراء هذا المكمل لاستخدامه، مما يؤكد انعدام الوعي عند البعض الذي لا يعلم الآثار السلبية لهذه المكملات المستخدمة دون إجراء فحص دم شامل لأنها غير آمنة بالمطلق، ودون استشارة الطبيب المختص أو أخصائي التغذية الذي يعلم مخاطر تقاطع بعض الأدوية مع المكملات الغذائية، الأمر الذي أصبح يؤثر على حصولهم على فوائد الفيتامينات من مصادرها الطبيعية عوضا عن الاعتماد عليها من مصادر كيميائية مصنعة.

ودعت السيدة موضي الهاجري لضرورة منع بيع المكملات الغذائية في الأكشاك أو في الجمعيات الاستهلاكية سيما وأن هذه المكملات أولا لابد أن تحفظ وفق معايير بعينها لتؤدي فعاليتها، كما أنَّ بيعها في الجمعيات أو الأكشاك من قبل غير المختصين يجعل الناس غير مدركة لمخاطرها إذ إنَّ المكملات الغذائية أيضا تخضع لبروتوكولات كما الأدوية من حيث الجرعات ومن حيث تضاربها مع بعض الأدوية أو غيره، لذا لابد إعادة النظر في نقاط بيعها لتقنين تداولها وبالتالي الآثار السلبية الناتجة عن استخدامها.

كريستينا لطفي: بعض المكملات الغذائية تشوه الأجنة

أيدت السيدة كريستينا لطفي- أخصائية تغذية علاجية- وضع قيود على نقاط بيع المكملات الغذائية واقتصارها على الصيدليات وصرفها بوصفة صحية بعد إجراء فحص دم شامل يوضح النقص الذي يعاني منه الشخص، لاسيما بعض الفئات في المجتمع منها كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة والسيدات الحوامل أو المرضعات واللاتي يخططن للحمل، إذ إنَّ بعض المكملات الغذائية قد تؤثر على الأجنة وتصيبها بالتشوه الخلقي، فبيعها عبر غير المختصين في الأكشاك أو المحلات التي تبيع هذه المكملات دون أن يكون القائم على عملية البيع صيدلانيا أو مختصا بالتغذية العلاجية له تأثيرات سلبية ومخاطر على الصحة العامة، سيما وأن تناول هذه المكملات الغذائية إن لم يكن الجسم بحاجته سيؤثر على الكبد والكلى لأنها مواد كيميائية وليست مصادر طبيعية كالطعام المتوازن.

ورأت السيدة كريستينا لطفي أنَّ الصيدلاني أو المختص بالتغذية العلاجية مطالب بتقديم المعلومة الصحيحة للمريض أو الشخص الذي يود شراء هذا المكمل الغذائي أو ذاك، ومن واقع مسوؤليته يتم توجيهه إلى ما يفيده وأيضا توضيح الجرعات، وأهمية عدم تعارضها مع أدوية معينة، أما من يقوم على بيعها في المحلات أو الأكشاك فهو لا يملك العلم الذي يؤهله للإجابة على استفسارات الشخص أو المريض وإنما يتعامل معها كسلعة من السلع.

هديل صابر – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى