تقترب المليشيات من دار زغاوة. هذا التقدم سبقته ضغوط ومطالبات مارسها الهادي_إدريس على “آل دقلو”، من أجل بسط سيطرة ما يُسمى بحكومة تأسيس على مناطق حدودية شديدة الحساسية.
تحت هذا الضغط، تعرض السكان المحليون لحملات تهجير قسري منظم عبر هجمات الطيران المسير، وقصف المدافع، ورسائل نار واضحة المعنى. وكانت النتيجة نزوح الآلاف إلى داخل الحدود التشادية.
إن مساعي المليشيا للانتشار في قرى وفرقان الزغاوة حلقة في مخطط تغيير ديمغرافي يهدف إلى تفريغ الجغرافيا الاجتماعية من أهلها، واستبدالهم بكتل سكانية أخرى، بما يعيد تشكيل الهوية بقوة البندقية، ويحول الانتماء من رابطة تاريخية إلى معادلة سلاح.
في هذا السياق، لا يبدو الطاهر_حجر ورفيقه الهادي ادريس مجرد اسمين في مشهد سياسي ، بل فاعلين في خيانة اجتماعية لا تسقط بالتقادم، وقطيعة أخلاقية مع أهلهم، ستظل حاضرة في الذاكرة الجمعية طويلاً.
ما يجري في دار #زغاوة ليس صراع نفوذ فحسب، بل اختبار مهم لقيمة الدولة، وحدود السياسة، وقيمة الإنسان.
رشان_أوشي
